تحية عبقة رقيقة لهذه الصفحة العزيزة لدوحة الجميع لهذه الوريقات النقية التي طالما حملت بين ثناياها الكثير والمفيد وبعد,. لغتنا العربية لسان الأمة الناطق وضميرها النابض ورمزها الخالد وعزها الدائم تحتاج منا إلى عناية ورعاية ويكفيها فخراً أنها لغة القرآن الكريم والروح التي تكلمت بها الذات الإلهية، ودولتنا الفتية لم تأل جهداً في سبيل الحفاظ عليها فجعلتها تضاهي اللغات، بل تتفوق عليها. وقد أثبتت لغتنا العربية طوال العهود الإسلامية أنها لغة العلم والأدب معاً وأثبتت أيضاً تفوقها في مجالي القدرة على التعبير واستيعابها لكل جديد من العلوم والفنون مما دعا علماء أوربا إلى تعلمها منذ القرن الثالث الهجري. وأنا إذ اكتب تلك الكلمات عن لغتنا العربية فإنني في نفس الوقت أشيد بما كتبه الاستاذ أحمد البدر حول افتتاح مجمع لغوي بالمملكة, فقد أصاب في رأيه واقتراحه وخصوصاً أننا ولله الحمد في هذه المملكة الفتية ننعم بصروح العلم التي تقام على أحدث الأسس العلمية ونتمنى أن يتزامن افتتاحه مع اختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م,. وعوداً على بدء، فإن المجمع اللغوي مهم جداً في عصرنا الحاضر وخصوصاً في ظل وجود بعض الكلمات الدخيلة على لغتنا العربية حتى أصبحت بالنسبة لنا شيئاً معتاداً نكرره في اليوم الواحد مراراً وتكراراً. والمجمع اللغوي بحد ذاته يعتبر الحافظ بعد الله لهذه اللغة الأصيلة والمعرب لكلماتها ولا سيما أن اللغة العربية كالجوهرة الثمينة والتي يجب الحفاظ عليها من أيدي العابثين وصدق حافظ إبراهيم حين قال على لسانها: أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساء لوا الغواص عن صدفاتي إذن نحن بحاجة ماسة إلى مجمع لغوي يحفظ لعربيتنا حقها ويديم لها عزها, وخصوصاً أننا نعلم أن هناك مجمعات لغوية قد أقيمت في بعض البلدان العربية ولاقت استحسانا كبيراً، بل حفظت للغة العربية مجدها ومنها مجمع اللغة العربية الذي أنشئ في مصر في 13 ديسمبر سنة 1932م وأهم أغراضه المحافظة على اللغة العربية وجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون والبحث في كل ما من شأنه تقدم اللغة. ولاننسى أن للاهتمام باللغة أثراً عظيماً في تزويدها بكثير من الكلمات الاصطلاحية في مختلف العلوم والفنون مما مكّن بعض الجامعات العربية من تدريس بعض المقررات العلمية باللغة العربية,. لذلك وفي رأيي أنه قد حان الوقت لأن يكون لدينا مجمع لغوي حتى يهتم بالنهوض بلغتنا العربية وأن يختار له علماء من جهابذة علماء اللغة العربية ومن علمائها الأفذاذ حتى تصبح اللغة العربية شامخة إلى ما شاء الله وهذا ما نحبذه,. حفظ الله لنا لغتنا العربية ذخراً، وأيدنا ببقائها أطول عمراً وللجزيرة العزيزة خالص تقديري واحترامي. طيف أحمد الوشم/ ثرمداء