شعر الرثاء من اصدق الشعر تعبيرا وتأثيرا في المتلقي لصدقه وقوله عن شعور حقيقي ويكاد يفقد في هذا العصر رثاء الزوجة في الشعر الشعبي وقد يكون ذلك بسبب العادات والتقاليد والحياء أو اقتداء بحكمة تروى عن رجل قيل له: ماتت زوجتك: فقال: الآن تجدد فراشي. أما الشعراء القدامى فقليل منهم الذين صورا ذلك الجانب شعرا واشهرهم نمر بن عدوان الذي اشتهرت مرثياته في زوجته وضحا ونقتطف منها قوله: وضحا شفاتي بين كل العذارا ياسين يا ام عقاب ترحل عن الدار ياكن ينهش بي غليث السعارا والحال مني تقل يبراه نجار على وليف شفت منه الدمارا غديت من فقده وحيد ومحتار يا عقاب من فقده عيوني سهارا ياكن فيها ذر شب وجنزار اهرف هريف الذيب ليل ونهارا واعول عويل الخلج حنن على احوار على عشير بالترايب توارا وغديت مثل مدوه راح دوار ومحمد بن فهيد من الكرماء والمشاهير ومنزله في عيون ابن فهيد بالاسياح يقع على طريق القوافل ويضاف باستمرار وكان له زوجة تدعى مطيره بنت ابن سبيله عرفت في حسن التدبير وكانت اذا جاءه ضيوف تسأل عن عددهم وعن زعيمهم فتقدم لهم على قدر مكانتهم وزوجها ابن فهيد يحادث ضيوفه على القهوة ولا يتحرك من مكانه لعلمه أنها تقوم باللازم دون حاجة الى توجيه منه ثم إنها توفيت وبعد مدة تزوج بأخرى لا تعرف التدبير الذي تعرفه زوجته الأولى فقال قصيدة منها قوله: اطلب عسى الجنه منازل مطيره حيث أن بها طبع على البيض ما صار والشاعر : جديع بن سودان الخمشي من الشعراء البارزين توفيت زوجته وكان يحبها حبا شديداً لخصالها الحميدة بخدمته وعفتها وله شعر كثير في التوجد عليها حيث قال: يارجم عديتك وعدا بي البين والقلب في راسك تبيح كنينه اللّه لا يسقي مفاليك عامين ذكرتني راع الطباع الحسينه مرحوم يا اللي جهزوا يوم الاثنين العصر من فوق النعش شايلينه حطوا على منبوز الارداف سافين حطوا عليه اللبن وملحدينه الى آخر القصيدة. والى اللقاء مع صور أخرى .. مشعل الجبوري