الغي الاجتماع الطارئ الي كان من المقرر ان يعقد امس الجمعة في البرلمان العراقي ويجمع قادة الكتل السياسية بهدف «تدارك الوضع الامني والسياسي» غداة يوم دام قتل فيه العشرات، بحسب ما افاد مصدر برلماني. وذكر المصدر ان التحالف الوطني «اشترط ان تعلق قائمة العراقية مقاطعتها للبرلمان والحكومة حتى يشارك في جلسة اليوم». واضاف انه اذا لم تحضر جبهة التحالف الوطني التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي «فلا حاجة لعقد الاجتماع لان المشكلة الاساسية هي بين هذا التحالف وقائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. وتابع «نحن متاكدون من ان التحالف الوطني لن يحضر اليوم لذا فانه لن يكون هناك اي اجتماع». وكانت رئاسة البرلمان اعلنت الخميس في بيان انها قررت عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل النيابية في مبنى مجلس النواب الجمعة. واضاف البيان ان الاجتماع يهدف الى «تدارك الوضع الامني والسياسي والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة والوصول الى حلول ناجعة». وقتل 67 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في سلسلة هجمات في بغداد الخميس، اضافة الى هجمات في مناطق اخرى. وجاء ذلك بينما يشهد العراق ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على فرق موت، وتعليق قائمة «العراقية» (82 نائبا من بين 325)، التي يدعمها الهاشمي، مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة (تسعة وزراء). وهذه اول سلسلة هجمات تهز البلاد منذ اكتمال الانسحاب العسكري الاميركي الاحد الماضي. واكد طارق الهاشمي في بيان امس ان «استهداف مناطق محددة مؤشر خطر يكشف عن مخطط ارهابي يدفع باتجاه فتنة طائفية»، في اشارة الى ان معظم الهجمات وقعت في مناطق شيعية. ودعا الهاشمي الموجود في اقليم كردستان الشمالي والذي تطالب الحكومة المركزية بتسليمه للقضاء الى «التوقف عن خلق الازمات لاننا تعودنا ان اعداء العراق يستثمرون عادة مثل هذه الظروف للتحرك بحرية وتنفيذ العمليات الارهابية بسهولة». من جهة اخرى، بحث رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مع رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال رايموند اوديرنو «مستجدات الوضع الامني العراقي ومجمل التطورات الأخيرة التي حدثت في بغداد»، بحسب ما افاد بيان صادر عن مكتب النجيفي. واعلن مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني انه تلقى مساء الخميس اتصالا من نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن جرى خلاله بحث «مجمل القضايا الساخنة على الساحة العراقية». واضاف البيان الذي نشر على موقع الرئاسة العراقية الى ان نائب الرئيس الاميركي «كلف سفير الولاياتالمتحدة الاميركية في العراق من اجل المزيد من التعاون لانجاح المساعي التي يبذلها فخامة الرئيس» لحلحلة الازمة الحالية. وفي واشنطن، دعا البيت الابيض القادة العراقيين الى «الوحدة»، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الاميركية ان الاحداث الاخيرة «تبرز اهمية ان يتصرف قادة العراق بسرعة لحل خلافاتهم ولكي يتقدموا كحكومة موحدة تمثل الجميع». امنيا، اعلن مصدر في شرطة كركوك (240 كلم شمال بغداد) ان «صاروخي كاتيوشا سقطا امس على قاعدة مطار كركوك» التي تتخذها القنصلية الاميركية مقرا لها، علما ان الموقع ذاته سبق وان استهدف قبل ايام بثلاثة صواريخ. وذكر المصدر ذاته ايضا انه «جرى اليوم(الجمعة) العثور في كركوك على جثتي شقيقين بعد ساعات قليلة من اختطافهما». الى ذلك حمل رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر امس السياسيين في العراق مسؤولية تدهور الوضع الأمني والانفجارات التي شهدتها بغداد الخميس. وقال الصدر ، في بيان صحفي ، إن « صراع الجبابرة وأعني السياسيين في العراق أدى الى تدهور الوضع الأمني الصوري الهش بالاضافة إلى مايحدث في الشرق الاوسط من تدهور أمني (..)ان هناك صراعا من الداخل والخارج والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي». وأضاف أن شعب العراق «منهك من جراء اهمال الساسة والقادة والحكام هذا الاهمال الذي يؤدي الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى ليزداد التخلف والحرمان والفقر».