من الواضح أن هناك انقسامًا كبيرًا بين النقاد السينمائيين داخل الولاياتالمتحدة خصوصًا مع اكتمال قوائم الروابط النقدية وظهور عدد من الترشيحات المهمة مؤخرًا مثل ترشيحات الصحفيين الأجانب «الكرة الذهبية» وجوائز معهد المراجعات الأمريكي المهمة وروابط نقاد لوس انجلوس ونيويورك وغيرها. وهناك فريق لا بأس به من هؤلاء النقاد يتفق معهم عدد من صناع الأفلام في أمريكا بأن السينما الأمريكية هذا العام لم تنتج فيلمًا جيدًا بما فيه الكفاية لتنصيبه تاج أفضل فيلم، لذلك يجد الفريقان أن الفيلم الفرنسي الصامت (The Artist) هو الأفضل هذا العام ويستحق سحق أي فيلم أمريكي، من ضمنهم نقاد بوسطون ونيويورك الذين يتفقون على أنه لم يكن هناك فيلم جيد هذا العام لينافس فيلمًا أجنبيًا «صامتًا». من الجانب المقابل نجد أن هناك حزبًا لا بأس به من النقاد ومن ضمنهم رابطة نقاد شيكاغو يجدون أن فيلم المخرج تيرينس مالك (Tree of Life) هو الأفضل من الناحية الفكرية وعلى مستوى المضمون بالتالي يجب أن يكون الأفضل هذا العام، ويخالفهم بهذا الرأي الكثير من النقاد الذين يرون فيلم مالك ما هو سوى فكرة جيدة بلا شكل سينمائي مقبول ومعتبر على المستوى الأكاديمي. أما الفريق الثالث فيرى أن مخرجًا بحجم ألكسندر باين يستحق أن يتم تكريم فيلمه الأخير (The Deendants) بجوائز هذا العام ومن ضمنها الجائزة الأهم وهي أفضل فيلم، ينتقدهم الكثير بهذا الرأي لأن تاريخ المخرج لا يمكن أن يكون سببًا في إعطائه جائزة وأن المخرج سبق أن قدم أفلامًا أفضل منه من الناحية الفنية والقيمة الفكرية من فيلمه هذا العام بكثير. الفريق الثالث نجد أنه لا يستهان به مهما اختلف معه البعض لأننا نتحدث هنا عن رابطة نقاد لوس انجلوس القريبين مما يحدث داخل هوليود، وبالتالي يعلمون جيدًا الفيلم الأكثر تماسكًا لدى مجتمع هوليود الذي يمثل النسبة العظمى في النقابات والأوسكار. أخيرًا هناك التحالف الرابع الذي وقف مع فيلم يجده الكثير من المتابعين والجمهور السينمائي المتذوق للسينما هو الأفضل هذا العام بلا منافس يذكر، ونتحدث هنا عن فيلم (Drive) الذي سبق أن نال جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان السينمائي لهذا العام بالإضافة لنيله العديد من الترشيحات والجوائز المهمة لهذا العام. يبقى السؤال الرئيس وهو: من ينال الجائزة؟ ومتى؟ وكيف نعرف؟ الجواب ببساطة عن النقابات الفنية وأهمها نقابة المنتجين والمخرجين، التي ستطلق ترشيحاتها وجوائزها خلال الفترة القريبة القادمة، لأن ترشيحات الأوسكار بالعادة تتوافق مع النقابات أكثر من روابط النقاد وترشيحات الأكاديميات الأخرى ومن بينها الكرة الذهبية التي تتعارض تمامًا مع تشريحات الأوسكار، حيث نذكر جيدًا كيف تجاهلت الكرة الذهبية ترشيح فيلم (Crash) لجائزة أفضل فيلم في الوقت الذي نال الفيلم الجائزة الكبرى في الأوسكار.