اعتدنا واعتاد المواطنون وأهل الخليج العربي بل وكل العرب من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقديم المبادرات الإيجابية والأفكار الخلاقة، التي تعد ترجمة لاستشراق المستقبل وقراءة جيدة لمسار الأحداث. ولهذا، وبقدر ما كانت مفاجأة مفرحة أعلانه لمبادرة الانتقال من مرحلة التعاون بين دول الخليج العربية إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد، إلا أنها جاءت متوافقة على طموحات وطلبات أهل الخليج العربي، الذين بقدر ما كانوا متفائلين بمستقبل أقليمهم الخليجي على ضوء ما تحقق من خطوات وإضافات شملت المجالات كافة، إلا أن طبيعة المرحلة والتحديات التي تشهدها تتطلب الانتقال إلى وضع أكثر فعالية وأكثر قدرة على مواجهة الأخطار والحفاظ على المنجزات التنموية ما تحقق في مسيرة التعاون في ظل استهداف أمن واستقرار المنطقة والإقليم الخليجي بالذات. استجابة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لطموحات أهل الخليج وقراءته لتطلعاتهم ترجمتْها مبادرتُه بالانتقال إلى الاتحاد، والذي هو مطلب جماهيري يتطلع إليه كل أهل الخليج العربي. والاستجابة لهذه التطلعات والعمل على تحقيقها هو ما تميزت به مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي انعكست على مدولات القمة التي وجدت طريقها إلى قرارات القمة، ومنها ما تضمنه بيان الرياض الذي جاء بعد قرار تبني المجلس لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، لتشكل دول المجلس كياناً واحداً، ثبتت طلبات وطموحات أهل الخليج بضرورة تسريع مسيرة التطور والإصلاح الشامل داخل دول الخليج العربية بما يحقق المزيد من المشاركة لجميع المواطنين والمواطنات، ويفتح آفاق المستقبل الرحب مع الحفاظ على الأمن والاستقرار وتماسك النسيج الوطني والرفاه الاجتماعي. تحقيق الاتحاد وانصهار دول الخليج العربي في كيان واحد وتسريع التطوير والإصلاح مطلبان اختزنتهما أفئدة وعقول أهل الخليج وكانا في مقدمة طموحاتهم، فجاءت قمة الرياض الخليجي لتطلقهما وتجعل منهما منهاج عمل وتحرك السنة القادمة التي ستحقق الكثير لأهل الخليج في ظل قادة يحسنون قراءة تطلعات أهلهم وطموحاتهم.