استضاف النادي الأدبي بالرياض الاستاذ القاص عبدالحفيظ الشمري، حيث قرأ من مجموعته الأخيرة ضجر اليباس (النقل فاجعة المنفى)، قصة قصيرة بعنوان (رقصة السُكَّر)، وقد أدار الأمسية الدكتور محمد القويفلي وجاءت أولى المداخلات من الاستاذ محمد عقدة الذي أشار إلى أن (المجموعة) تحكم باطارين هما عالم النص القديم أو ما يعرف بالكلاسيكي وهذا ما تشي به القصص بشكل واضح. ** المداخلات: صالح العوض تحدث عن الجوانب اللغوية وقصورها، حيث صحح ما ورد في القصة المقروءة النقل,, فاجعة المنفى خلف وراءه شجرة نبق,,, وحارس مازال والصحيح حارساً وتحدث العوض عن طريقة إلقاء القاص قصته بأنها كانت أخف وطئا في الخطأ. أما ملاحظات الأستاذ محمد الشقحاء فكانت على المجموعة بشكل عام حيث تكون لديه رأي خاص حيث اعتمد القاص على طريقة الجملة، وهذه الطريقة تحتاج إلى إعادة في حالة القراءة، ويبدو أن الاستاذ الشقحاء هو الوحيد الذي قرأ المجموعة قبل مجيئه ويدل ذلك بلاشك على احترامه وتقديره للقاص واستعداده للأمسية، وكانت لديه ملاحظات على مخرج (13) حيث أزعجه، وأفاد بأن لديه قراءة أخرى عن المجموعة وتساءل لماذا المرأة التي ورد ذكرها في المجموعة كانت مجنونة؟ وقال ان المجموعة تتكون من عشر قصص بدون تاريخ وقصة واحدة بتاريخ. وتحدث القاص أحمد الدويحي مشيراً إلى ان الكتابة عبر النوعية رؤية فعلية جاءت من اخواننا العرب ولن يقبلها المشهد الثقافي لدينا. واشار القاص حسين مناصرة إلى أن الأستاذ عبدالحفيظ يتكئ على نمطية الكتابة الجديدة لا التقليدية، والشيء المهم وخاصة في هذه المجموعة ان المكان عند القاص موحش، يابس في ظلال الحزن والكآبة، والمشكلة الفاجعة التي يصل إليها القاص هي المقبرة، وذكر المناصرة مقارنة بين الشمري ومشري (رحمه الله) حيث عند مشري المكان جيد مثل الوادي الجراد، أما عبدالحفيظ يدخل في مكان مظلم، والشخصية لديه تتحرك في المكان دائما وتلاقي حتفها، بالجنون أو الموت وحتى الموت لا يسلم من فاجعة, النص ينطلق من لغة مكثفة شاعرية تعتمد على الصورة، مكان له ملامح كابوسية من زمن مظلم إلى حد ما إلى شخصية تحمل مفارقات، ومصير الفاجعة من حبكة منفعلة ومن رواية مهيمنة على النص، والنص لديه واع، فالرواية لديه واعية مثقفة فهو من الكتاب الواقعيين. سعيد عاشور قال ان أعمال عبد الحفيظ مسالمة مثل شخصيته، وقد قرأ مجموعاته السابقة بما فيها الأخيرة، وحول الموت والصراع والمعاناة الموجودة في المجموعة يجب ان لا يحكم على القاص من مجموعة واحدة أو قصة واحدة, وقد اتكأ عبدالحفيظ على المكان، ويظهر في مجموعته انه مسالم، وفي قصة الحمار نحس ان الكاتب هو الراوي فالجدة والقصص الاسطورية مؤثرة عليه مثل الجن المجنون ويقول ان القاص اتكأ على الخرافات من خلال عالم الغربة فهي جميلة في قصصك بشكل عام. وتحدث الشاعر محمد الهويمل عن موضوع اللغة إذ يرى ان الشمري يصارع اللغة ولكنه ينتصر عليها في كل جملة، ولاشك ان اللغة حققت قفزة جيدة عن المجموعات السابقة وسؤاله كان هل تم صراع حقيقي بينك وبين اللغة أم انها غير ذلك؟ كما أشار سعد المنصور إلى ان القصة التي وردت في المجموعة وقرأها عبدالحفيظ تتباين عن رقصة السكر، نقلها هاتفه في القصة الاخرى المصورة، وتحدث عن الشرطي الذي يحمل سلاحاً والسلاح يكفي عن السلاسل ,د, حسن عباس لديه اقتراح حول رقصة السكر، لا يدري لماذا قرئت، فهي رقصة المذبح فكان الافضل ان يكون هنالك نهاية افضل من ذلك، حيث كان المفروض ان تكون النهاية عنة طريق الطبيب لا عن طريق القاص، وعن القصة الاخرى قال ان لديه صراعاً مع اللغة فهو يدهشنا بلغته المستخدمة, وتداخل الفنان والكاتب المسرحي الاستاذ محمد العثيم قائلا: ان لديه موضوعاً عاماً وليس مباشراً، وقال انه سبق ان قرأ ثلاثة اعمال للقاص حيث عجز عن تكملة اكثر من قصة بسبب محاصرته لبعض المخاوف (الموت) ويرى ان الاعلام لم يعط الشمري وعبدالعزيز الصقعبي حقهما، اما عن عنوان المجموعة ضجر اليباس غير متجانس العنوان (الضجر، اليباس), وفي قصة رقصة السُكَّر وحول الرجل الذي رقص وأصيب بالزار واتضح ان لديه سُكَّراً، هنالك دراسة اعدت عن رقصة الزار ان الزار يسبب دوارا ثم سقوطاً على الأرض، وليس فقط السُكَّر الذي يسبب ذلك ويلاحظ العصبية لراقص الزار التي تصيبه بالتشنج وليس السُكَّر، وأخيراً شكر النادي الادبي وقال ان الشمري يستحق الاهتمام من قبل الاعلام كما علق مقعد السعدي مؤكداً على ان طغيان المكانية واضح بشكل كبير على القصة مثل (الجمعة الغائمة). الدكتور محمد القويفلي (رئيس الجلسة أو مدير الحوار) أشار إلى ان عبدالحفيظ لديه قصور لغة وهذا ليس عيبا فكل كاتب يعاني من اللغة، ومن ناحية اخرى التشاؤم العام السوداوي الغالب عليه ولكن لا نقاضيه على ذلك، أما مخرج (13) حيث ورد ذكر القشعمي ورد في بداية النص، فقد نستطيع ان نقرأ النص بطريقة اخرى، والرقم 13 صحيح وموجود المخرج في الرياض وقد يكون تشاؤم القاص من الرقم نفسه، ثم تحدث الشيخ عبدالله بن ادريس رئيس النادي الادبي بالرياض مؤكدا على انه يقول الشعر وينقده ولكن القصة لا ينقدها وقد قرأ قصص عبدالحفيظ قبل طبع الكتاب فوجدها على حد قوأه من حيث المبدأ تستحق ان تطبع من قبل النادي وأشار إلى ان الشمري كاتب جيد وأسلوبه يقترب من الشعر، وهنالك ضبابية في كتاباته ويقول عن نفسه انه ضد الغموض. وفي نهاية الأمسية والمداخلات تحدث الاستاذ عبدالحفيظ الشمري وأجاب عن استفسارات الحضور مكتفياً ببعض النقاط العامة لأن الخوض في التفاصيل يرى انها من مهمة القارئ وليست مهمة الكاتب. ويلاحظ على هذه الأمسية ان الحضور كان جيداً نوعاً ما، كما لوحظ ان د, سلطان القحطاني حضر متأخراً لذلك لم تكن لديه مداخلات. رئيس النادي الأدبي الشيخ عبدالله بن ادريس كان في مقدمة الحضور وكذلك سكرتير نادي القصة الاستاذ خالد اليوسف ومندوب جريدة الوطن الاستاذ أحمد زين وكذلك الاستاذ محمد القشعمي، ود, محمد قطرية، وسليمان الحماد، وصالح البريدي,, وآخرون.