القصص القصير جداً أدهشت الحضور الذي كان نخبوياً ربيع الباحة الثقافي أزهر وأثمر مهرجانا للقصة بأنواعها حيث أقام النادي الأدبي بمنطقة الباحة أمسية قصصية شارك فيها كل من القاصة الأستاذة شيمة الشمري من منطقة حائل والقاص المهندس عبد الله التعزي من محافظة جدة والقاص الأستاذ فالح العنزي من منطقة الرياض وأدارها عضو النادي القاص الأستاذ جمعان الكرت الذي استهل الأمسية بتعريف موجز عن القصة مشيرا إلى أنها تتنوع من قصة وقصة قصيرة إلى أقصوصة وأخرى قصيرة جدا ثم قدم القاصة الأستاذة شيمة الشمري وعرف بها وطلب منها إلقاء بعض ما لديها من نصوص من قاعة الخنساء عبر الدائرة المغلقة بحضور عدد من المثقفات إلى جانب رئيسة وعضوات اللجنة النسائية. وكانت البداية مع القاصة الأستاذة شيمة الشمري التي أستهلت مشاركتها بقصة قصيرة جدا بعنوان (صقور) تلتها مجموعة من القصص القصيرة جدا ومنها (عرق) وصراخ ومن هذا وترجل واختلاف وجميعها من المجموعة الأولى لقصصها (ربما غدا) واتضح من خلال قراءتها أن الأستاذة شيمة الشمري استطاعت أن تحلق بالحضور والحاضرات إلى فضاءات أصعب أنواع القصة القصيرة جدا من خلال اللغة المركزة والعبارات الرشيقة واللقطات المفاجئة التي تنبئ عن قدرة على إيصال رسائلها للمتلقي وتحقيق الهدف بأقصر العبارات وأقل الكلمات ما جعل الحضور يصفقون لها مع نهاية كل قراءة قصة. ثم تلاها القاص المهندس عبد الله التعزي بمجموعة ضمن الجولة الأولى بدأها بقصة قصيرة جدا بعنوان (ابتعاد ثابت) دارت حول شخصية الجد المتوفي الذي اعتبره الحاضر الغائب في تصرفاته كما هي تصرفات الأموات بحسب ما يسمع الأحياء عنها من باب التذكر لما كانت عليه تصرفاتهم وهم أحياء ثم قرأ قصة الصورة والجدار التي اتضح فيها مقارنته بين صورته التي تسكن الإطار منذ عشر سنوات والمعلقة على الجدار الذي أمامه وما قد يطرأ عليها من تغيرات وقد استخدم في القصة أسلوب المقارنة بين الثابت والمتحول بين صورته القديمة والبرواز الذي يحيط بها والجدار وارتباط الإطار بالمرآة والعمر الذي بين هذه الأطراف شديدة الارتباط بالصورة ثم تلاها بقصة نظرات التي أشارت إلى حلم كانت تعيشه وهي تنظر إلى أطراف السقف البعيد وهي تهز رأسها وتنظر وتعيد النظرة مرات يبادلها بطل القصة بنظراته ولكنه لم يرفع رأسه ولكنه بلع ريقه مفكرا فيها وفي فتنتها التي اتضحت من خلال شعيرات انسدلت على جبينها .. واختتمت الجولة الأولى بقراءة قصة للأستاذ فالح العنزي بعنوان (أكثر وضوحا في الظلام) التي دارت شخوصها بين شخص يعيش في حارة تردد عليها وهو لا يحبها ولكنه جامل أقاربه وزملاءه وأصدقاءه ومعارفه وجيرانه تلك الحارة الصغيرة وما تتصف به بيوتها وطرقها وسكانها المنكفئين على أنفسهم لا يتواصلون مع من يجاورهم في الحي ثم تحدث عن الشخصية الأخرى حبيبته التي أتعبها السفر التي كانت تريد العودة للحارة بعد أن رافقها في رحلة الذهاب وهكذا تدور القصة بجملة من الذكريات لحبيبته ونظراتها والمكان وما يرى جسمه عليه من سواد وضعف وقلة حيلة. ثم جاءت الجولة الثانية التي تألقت فيها الأستاذة شيمة الشمري مرة أخرى بنصوص قصيرة جداً حيث قرأت من مجموعتها الجديدة التي دشنتها في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ومنها قصة لغة ونقص وأرواح وغيرة ورياء وجميعها من السهل الممتنع القرب إلى المشهد الدلالي وتصيد اللحظة وخطف المعاني ووضعها في سياقها واقتناص الفكرة في اختصار وعمق أدهش الحضور الذين طالبوها بالمزيد من القراءات لقصص أكثر بحكم جمال وقصر قصصها. بعد ذلك عاد الدور على القاص المهندس عبدالله التعزي الذي قرأ مجموعة جديدة ومنها قصة ارتحال التي دارت حول ورقة سقطت من شجرة على التراب بعد أن أصابها الجفاف وربط تحركها على الأرض بالعوامل الجوية التي جعلتها تنتشر على شكل تكسرت بعدة أسباب ثم قرأ قصة السور الذي كان يحيط بالمدرسة وهو يشخص حالته بعد أن هدمت المدرسة وما حولها من أبنية بفعل التطوير الذي حل بالمكان افقده هيبة البناء وانساه الزمان الذي لم يعد يود تذكره ولا تذكر صوت الهدم ولو من بعيد ثم قرأ قصة همس الموج التي دارت شخوصها حول صورة ابيه التي يحملها في جيبه وهو يجلس بجانب البحر وكأنها جزء من الذكريات المرتبطة بالفعل وغيابه وحضوره في الذاكرة. وفي الجولة الأخيرة قرأت الأستاذة شيمة الشمري مجموعة من القصص ومنها صديقتي الصغيرة وأجيال وتخيل وحظ وذكريات وانطلاق فيما ختم المهندس عبدالله التعزي بمجموعة قصص هي ارتحال ، وكادت تكون ملاكا ، وصمت الباب ، فيما أختتم الأستاذ فالح العنزي الجولة بقصة الرسالة الأخيرة حول مجموعة من الموضوعات ذات العلاقة بالدراسة والصحافة والرسائل العلمية والمكتبة ثم قصة الليلة الثالثة وقصة عنبر حيث أجاد القاص في طرحه ومعالجته لعدد من الموضوعات التي تحيط بالإنسان وشعوره بالحياة وطمعه في الحرية التي تبقيه بعيدا عن التعاسة والانعزال. بعد ذلك جاء دور المداخلات التي أثرت الأمسية حيث بدأت بمداخلة على شكل سؤال لعضو النادي القاص الأستاذ محمد بن زيَّاد الزهراني الذي تساءل عن موقف الأستاذ فالح العنزي حول كتابة القصة القصيرة جدا ثم تساءل الأستاذ يحي صالح عضو النادي في مداخلته عن مدى زحف القصة كما هي الرواية على الشعر وأكد أن ما سمعه من قصص بعضها يعطي للسماع مجالا أرحب من الرؤية بعكس ما هو معروف بأن القصة قد ترى ولا تسمع وتساءل الدكتور عادل شاوييش من جامعة الباحة عن سبب إدخال مصطلحات أجنبية في إحدى قصص فالح العنزي (الرسالة الأخيرة) فيما كانت مداخلة القاص الأستاذ عبد القادر بن سفر الغامدي هي الأطول من حيث استعراض بعض رؤيته على ما سمعه من قراءات للفرسان الثلاثة بالتحليل الذي ابان قدرته على كتابة القصة بنضج حيث طلب من مدير الأمسية قراءة نص قصصي بعنوان (أمام المرآة مات الورد) نالت استحسان الحضور وقد وعده النادي بالمشاركة في أمسية قصصية في قادم الأيام بعدها طالب الحضور فرسان المسية بقراءة بعض القصص ومنها اقصر قصة كتبتها الأستاذة شيمة الشمري بعنوان حاسد التي لم تزد كلماتها عن ست كلمات تقول : امتهن الاحتراف .. وبدأ بقصف الهواة .. فاحترق . وأكد القاصون بأن القصص التي تكتب لا يمكن تفسيرها للمتلقي وانه ليس بالضرورة الإجابة على أسئلة تدور علامات الاستفهام فيها عن تفسير القصة أو مغزاها وأنها تعتمد على الذائقة الأدبية للقارئ. امتدت الأمسية لساعتين ، واختتمت بكلمة لرئيس النادي الشاعر الأستاذ حسن بن محمد الزهراني شكر فيها فرسان الأمسية الثلاث على إبداعاتهم وكرمهم بدروع تذكارية ومجموعة من إصدارات النادي ومكافآت مادية فيما تم تكريم الأستاذة شيمة الشمري بقاعة الخنساء من قبل رئيسة اللجنة النسائية الأستاذة مستورة حنش . ثم تناول الجميع طعام العشاء تكريما للضيوف بفندق قصر الباحة. وفيما يلي صور من الأمسية : منصة الإلقاء والفرسان يتأهبون لإطلاق إبداعهم القاص الأستاذ فالح العنزي (يمين) الأستاذ جمعان الكرت (وسط) القاص المهندس عبدالله التعزي (يسار) رئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر الأستاذ حسن بن محمد الزهراني (يمين) وعضو النادي مدير الشؤون الإدارية القاص الأستاذ محمد زيَّاد (وسط) في مقدمة الحضور جانب من الحضور جانب من الحضور الأستاذ يحي صالح عضو النادي يتساءل في مداخلته عن مدى زحف القصة كما هي الرواية على الشعر القاص الأستاذ عبد القادر بن سفر الغامدي يقدم في مداخلته رؤية تحليلية لما سمعه من فرسان الأمسية الدكتور عادل شاوييش من جامعة الباحة يتساءل في مداخلته عن سبب إدخال مصطلحات أجنبية في إحدى قصص الأستاذ فالح العنزي (الرسالة الأخيرة) رئيس النادي الأدبي بالباحة الأستاذ حسن بن محمد الزهراني يلقي كلمته الختامية للأمسية الأستاذ حسن الزهراني يكرم القاص الأستاذ فالح العنزي ويظهر الدكتور عبدالله غريب عضو النادي (يمين) الأستاذ حسن الزهراني يكرم القاص المهندس عبدالله التعزي