ما دفعني بالفعل إلى الكتابة في موضوع (ساهر) والذي اختلف حوله الكثيرون من أصحاب المركبات وخاصة الشباب منهم بين مؤيد ومعارض لهذا النظام الجديد الذي يطبق في بلادنا مؤخرا، هو حضوري حادثة عشتها في إدارة المرور بالرياض حينما ذهبت لتجديد (استمارة ملكية السيارة)، والحادثة لم أكن أنا طرف فيها، بل رجل تجاوز الستين من عمره، جاء ليجدد استمارة سيارته هو الآخر بعد أن أخذها للفحص الدوري (الفني)، جاء عند (الكونتر) ليفاجأ أن عليه مبلغ (12) إثني عشر ألف ريال جراء مخالفات (ساهر)، وإما أن يدفعها وإلا لن تجدد استمارة سيارته وكذلك رخصة قيادته وجواز سفره وبطاقة أحواله، وباختصار لن يتمكن من قيادة سيارته أو السفر خارج بلاده.. ومع أنه حاول أن يقنع شرطي المرور أنه لا يتذكر أنه ارتكب أي مخالفة مرورية في حياته الطويلة، فالتفت إليه شرطي المرور وقال له: «هذا الكلام قله (لساهر)، أما أنا فموظف أطبق النظام أمامي في الكمبيوتر، إما تدفع أو تذهب تفكر في إيجاد المبلغ. وشعرت بألم كبير تجاه ذلك الرجل الذي قال لشرطي: «هل تعلم أن راتبي التقاعدي هو (4600) ريال فقط؟ قال الشرطي: «أنا آسف يا أخي والنظام هو النظام». هذة الحادثة علمتني درسا أن أسدد مخالفاتي في حينها.. ولكني أردت شخصيا أن أعرف شيئا عن نظام (ساهر) وأنقل هذه المعلومات إلى من يجهلون نظام ساهر، فما هو نظام ساهر؟ إنه نظام (آلي) لإدارة حركة المرور باستخدام نظم إلكترونية تغطي المدن الرئيسية في المملكة. والهدف من (ساهر) لتحسين الانسيابية المرورية (آليا) من خلال التحكم في الإشارات الضوئية المرورية معتمدا على رصد حي لعدد المركبات في كافة الاتجاهات لكل تقاطع بما يسمى (بالموجة الخضراء). أما كيف يتم رصد المخالفات المرورية فيعتمد رصد المخالفة (آليا) من الكاميرات للمركبة المخالفة وبعدها يتم إرسال صورة لوحة المركبة المخالفة (لقطع الإشارة أو السرعة) ثم تصل المخالفة إلى مركز معالجة المخالفات والذي لديه معلومات كاملة عن مالك المركبة من قاعدة البيانات الوطنية ثم يتم إصدار المخالفة وعلى المخالف تسديد مخالفته عن طريق نظام (سداد) لدى البنوك المحلية. ومن أهم أهداف ساهر كما ذكرت في النظام هي: تحسين مستوى السلامة المرورية- توظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي لإيجاد بيئة مرورية آمنة لرفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حاليا وتدعيم الأمن العام باستخدام أحدث أنظمة المراقبة لإنقاذ حياة الناس باذن الله. وهناك ملاحظة أصدرتها إدارة ساهر التي تقول: «يتوجب على جميع المواطنين والمقيمين تحديث بياناتهم (الجوال-البريد الإلكتروني - العنوان) لدى أي من قطاعات وزارة الداخلية (المرور - الأحوال المدنية - الجوازات) حتى يمكن إبلاغهم بأية مخالفة تسجل عليهم، ليقوموا بسداد قيمتها بحدها الأدنى خلال (30) يوما، حيث إنه في حالة عدم السداد خلال تلك الفترة يتوجب عليهم سداد قيمة المخالفة في حدها الأقصى (حسب نظام المرور الجديد). وللاطلاع ومعرفة نبض الشارع السعودي حيال رضاهم عن نظام (ساهر) أو عيوبه، التقيت بمجموعة من الشباب الذين قالوا: النظام جيد ولكن المخالفات عالية.. فمثلا قال أبو فهد بلهجته: «بصراحة، ساهر ممتاز لأنه (حد) من السرعة، وبدأ أغلب الناس يلتزمون بالسرعة القانونية، إلا أن رسوم المخالفات مبالغ فيها ولو ماسددت في وقتها تضاعف عليك المخالفة ويفرضون عليك حصارا لا تستطيع مخالفته مثل (ماتجدد رخصتك ولا استمارتك ولا بطاقتك أو جوازك، وما باقي أنك ما تتزوج) إلا بعد دفع المخالفات بالكامل حتى مافيه عندهم الدفع بالتقسيط». وقال أبو سليمان الحكيم: «أول ما جاء ساهر قلنا النظام حلو وصرنا مثل دول العالم المتطور، ولكن قيمة المخالفة أكثر من طاقتنا، وكأنهم يقولون لك: إما أن تسدد مخالفاتك أو تقفل على نفسك الباب في بيتك.. تصور أقل مخالفة عندنا (300) ريال، بينما في الشقيقة مصر أعلى مخالفة (50 جنية) قسما بالله. وآراء كثيرة استمعت لها والجميع يعترف أن نظام (ساهر) ساعد في تقلص الحوادث إلا أنه كبد الجميع مبالغ كبيرة.. ويطالبون تخفيض المخالفات!! الرياض [email protected]