لا شك أن نظام ساهر الخاص بمتابعة حركة المرور باستخدام التقنية الحديثة يعد خطوة حضارية متطورة لتحسين حركة السير في الشوارع العامة بالاضافة إلى رصد المخالفات المرورية على الطرق الرئيسية بواسطة نظام شبكة كاميرات ورادارات ثابتة ومتحركة بشكل آلي , وإشعار المخالفين بالمخالفة فور حدوثها عبر رسائل الجوال . لذا يتوجب على كل صاحب مركبة تحديث بيانات المركبة ورقم جواله لدى إدارة المرور أو عن طريق موقع وزارة الداخلية www.moi.gov.sa ) ليبادر بسداد قيمة المخالفة بالحد الأدنى خلال ثلاثين يوما من تسجيلها وبعد ذلك يطبق عليه الحد الأعلى للمخالفة . والحقيقة أن نظام ساهر يركز اهتمامه على الشوارع العامة في المدن الرئيسية حيث تم وضع عدد كبير من الكاميرات في التقاطعات والطرق العامة بالإضافة إلى سيارات ساهر المتنقلة بالكاميرات لرصد المخالفين والمتجاوزين للسرعة المحددة , ولكن كان لزاما على الإدارة العامة للمرور قبل تفعيل نظام ساهر وضع المزيد من اللوحات التي تحدد السرعة القصوى باللغتين العربية والانجليزية وإخضاع إشارات المرور للصيانة الدورية واستبدال التالف منها وتخطيط مسارات عبور المشاة عند الاشارات إلا أن إدارة المرور مع الأسف الشديد لم تقم بشيء من ذلك الأمر الذي أدى إلى سخط الناس على نظام ساهر لأنه أمطرهم بوابل من المخالفات المرورية موجبة الدفع بحدها الأدنى والأعلى دون وجه حق , وكأن نظام ساهر وضع من أجل شق جيوب السائقين . ويقترح أحد الأكاديميين بجامعة أم القرى بأن تسقط المخالفة عن السائق بعد مرور شهر إذا التزم السائق بقواعد السير ولعل هذا الاجراء سيكون له مردود جيد لتشجيع المخالفين على التقيد بالسرعة المحددة وإتباع أنظمة المرور . والأمر الآخر الذي يثير الاستغراب ما يحدث من نظام ساهر حيث تعددت الشكوى من تحرير مخالفة على سيارة في الرياض وهذه السيارة لم تغادر مدينة الطائف مطلقا فكيف تمكنت كاميرة ساهر من التقاط رقم لوحة السيارة وهي في الطائف , ورغم وضوح الخطأ لم تسقط المخالفة عن السائق إلاّ بعد معاناة لا يعلمها إلاّ الله . فإذا كان نظام ساهر اهتم بمتابعة رصد المخالفات في الشوارع العامة فإننا نطالب بتكثيف دوريات المرور في الشوارع الداخلية والأحياء السكنية التي لم يشملها نظام ساهر حيث لوحظ ارتكاب عدة مخالفات في هذه المواقع مثل ( التفحيط والسير بعكس الاتجاه وقيادة صغار السن , والسرعة الجنونية التي تصل لحد إزعاج السكان ومخالفات أخرى لا يتسع المجال لذكرها . كما لاحظنا أن بعض رجال المرور لا يولون كثيرا من هذه المخالفات أي اهتمام . كما نرجو القضاء على تحرير المخالفات المرورية على أناس أبرياء وخاصة النساء والخادمات وهم لا يملكون مركبات أصلا ناهيك عن رخصة القيادة فرغم تطور أجهزة المرور ما زلنا نقرأ عن مثل هذه المخالفات والتي لم توضع لها آلية لحذفها فورا دون معاناة لأنها تخالف الواقع , فالنظام فوق الجميع وبإتباع النظام تسود الأمم . وفق الله الجميع للخير والصلاح . عبد الرحمن سراج منشي - مكة المكرمة