تلقيت في نهاية الأسبوع الماضي اتصالاً أخوياً (متوقعاً) من مدير مرور الرياض المشرف على نظام (ساهر)، العميد عبدالرحمن المقبل، العائد من دورة في (ألمانيا) تتعلق بالمرور بصورة عامة؛ وذلك ليشكرني على مقالتي التي طرحت فيها العديد من التساؤلات والاقتراحات وحتى الانتقادات، وليجيب عن تساؤلاتي وتساؤلات أصحاب المركبات، وأخبرني بأنه يريد أن يشكر وسائل الإعلام عامة والصحف السعودية خاصة التي تبنت بكل مصداقية وبكل شفافية (توعية) المواطن السعودي والمقيم بخدمة نظام (ساهر). وأخذني الحديث مع العميد (المقبل) بكل ما تحمل كلمة الصراحة والشفافية من معنى؛ لأخبره عن المثل الذي نؤمن به جميعاً: «صديقك من صدقك لا من صدَّقك». قلت له: أنت تعلم أن الجميع عنده ملاحظات بصورة عامة على المرور في المملكة، وما يهمنا نحن في العاصمة عن (مرور الرياض) أن هذه الملاحظات أو الاقتراحات وحتى الانتقادات (لا ولم ولن تفسد للود قضية)، بمعنى آمل بعد انتهائي مما أريد (إيصاله لكم) أن نبقى (أحباباً). ضحك وقال: «المحبة في القلوب، وليست على اللسان». فقلت له: آمل أن تسمعني كعادتك ثم من حقك أن تجيب أو توافق أو لا توافق. قال وإحساسي يخبرني أنه في حالة «ابتسامة» صادقة: تفضل! قلت له: أريد أن تتأكد أننا جميعا (الإعلام) و(المرور) بل كل مواطن ومقيم نقيم في (خندق واحد)، اسمه (سلامتنا جميعاً). قال: «صحيح». قلت إذن دعني أتحدث إليك بوصفي مواطناً. * حين تتجاوز بسيارتك (السرعة القانونية) أو قطع الإشارة، أو أي مخالفة مرورية، تلتقطك فوراً ودون استئذان (كاميرات نظام ساهر)، ويسجل الكمبيوتر مخالفتك بالدقيقة والثانية، وفي لحظات يعلن (هاتفك المتنقل) وصول المخالفة، وعليك أيها المخالف أن تتخير بين: - إما أن تذهب لأقرب جهاز صراف وتسدد المخالفة التي لا تعلم كيف جاءت؟ كيف حصلت؟ وما هو الخطأ الذي ارتكبته؟ - وإما أن تتحمل عاقبة أو جزاء عدم التسديد، بمنعك من السفر، من تجديد الرخصة، الاستمارة، الإقامة، والجواز! واللهم لا اعتراض، فالمخالف أياً كانت مخالفته يستحق الجزاء، لكن هناك نظاماً عالمياً اسمه (المحكمة المرورية)، وأنت لتوّك راجع بالسلامة من إحدى الدول الحضارية، التي (أنا متأكد) أنها تطبق نظام (المحكمة المرورية)؛ لأنني شخصياً قمت برفع مخالفة مرورية إلى المحكمة المرورية (الألمانية) وكسبتها. سؤالي الذي طرحته عليكم في مقالي السابق وعلى الهاتف أيضاً: أين المحكمة المرورية في المملكة؟ أنا متأكد أن أبناء وطني وحتى المقيمين يطرحون المطلب نفسه. - ملاحظتي الثانية والأخيرة: حين تتعرض أي سيارة لصدمة (موجعة) من شخص لا يحمل (رخصة قيادة) ولا (بطاقة تأمين) ولا يعرف حتى أبجديات القيادة، فلماذا تُحال قضية (تقدير) أضرار السيارة إلى (شيخ المعارض) وليس لقسم خاص بالمرور؟ لا أنا ولا أحد من أصحاب المركبات يعرف أو يعلم عن علاقة (شيخ المعارض - بالمرور)؟؟ هل بالإمكان تثقيفنا (بكلمة ولو جبر خاطر). [email protected] الرياض