حرصت حكومة المملكة العربية السعودية منذ بدء تأسيسها وتوحيدها على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - على تجنيد إمكانات الدولة وتسخيرها لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن سعياً من القيادة الرشيدة لتوفير الأمن والأمان والراحة أثناء تأدية مناسكهم. وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وبحكم مسؤوليتها المناطة بها في تقديم الخدمات الطبية الإسعافية في المملكة، ولكونها ضمن منظومة الجهات المشاركة في أعمال موسم الحج، فقد تسنى لها منذ بدء إنشائها العمل الحثيث لكل ما من شأنه توفير الخدمات الطبية الإسعافية لضيوف الرحمن حيث صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الهيئة باعتماد برنامج الحج للهيئة لهذا العام 1432ه متضمنة بدء التحضير والجاهزية للموسم من خلال تكليف الأمانة العامة للحج والعمرة بالهيئة بتوفير الإمكانات البشرية والمادية كافة لتحقيق مشاركة فاعلة ومتميزة للهيئة خلال الموسم، وذلك من خلال تجهيز وتوفير مراكز الإسعاف الثابتة والموسمية وتوسيع انتشارها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة وفي جميع منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية وعلى جميع الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، كذلك توفير الفرق الإسعافية المؤهلة من الأطباء والفنيين والسائقين وسيارات الإسعاف المجهزة بأحدث التجهيزات وتوفير الخدمات المساندة لها من حيث توفير غرف العمليات المجهزة بأحدث الأنظمة المتبعة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى تجهيز مشاركة أسطول الإسعاف الجوي السعودي التابع للهيئة من طواقم الطيارين ومساعديهم والأطباء وفنيي الإسعاف الجوي والخدمات الأرضية التي تتطلبها هذه الخدمة من المهندسين والفنيين. ومن هذا المنطلق فقد أنشأت الهيئة أمانة عامة تتولى مسؤولية إدارة برنامج الحج الخاص بالهيئة، يبدأ عملها بعد انتهاء موسم الحج السابق، ويتم خلالها مراجعة الملاحظات والعمل على معالجة أوجه القصور لتلافيها في موسم الحج الذي يليه. وبرنامج الحج الخاص بالهيئة لهذا العام 1432ه يشمل تشكيل اللجان العاملة بالموسم. وتتمثل اللجان في الآتي: لجنة الإدارة الطبية والشؤون الفنية، وتُعنى بوضع خطط تقديم الخدمة الطبية الإسعافية وتنفيذها وتوفير المستلزمات الإسعافية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. لجنة الخدمات المساندة، وتُعنى بأعمال المساندة المطلوبة للجان الفنية والطبية العاملة في الميدان لتقديم الخدمات الطبية الإسعافية واللجان الأخرى كالاتصالات والنقل والإعداد والتجهيز لمواقع العمل والاستقبال، إضافة إلى الإعاشة للعاملين واللجان الإدارية والمالية في الموسم. لجنة المتابعة والتقييم، وتعنى بمتابعة جودة الخدمة الطبية الإسعافية المقدَّمة وضمانها والتأكد من تنفيذ اللجان للمهام الموكلة لها خلال الموسم وفق الخطط المعدة للعاملين والخطة العامة للهيئة بالموسم. لجنة الإعلام والتوعية، وتُعنى بالنشاطات الإعلامية التي تبرز نشاطات الهيئة خلال الموسم والتنسيق المستمر مع وسائل الإعلام المختلفة لكل ما من شأنه التعريف بالنشاطات خلال الموسم وتبيان الدور الكبير والجهود التي تقوم بها الهيئة لخدمة ضيوف الرحمن ضمن منظومة الأجهزة الحكومية المشاركة خلال الموسم. لجنة التطوع، وتُعنى بالمتطوعين المشاركين في أعمال الهيئة خلال الموسم وإقامة النشاطات التي تفعِّل جانب التطوع وتشجيعه في خدمة ضيوف الرحمن. لجنة التموين الطبي، وتُعنى بتأمين الأدوية والمعدات الطبية وكل المستلزمات والتجهيزات الخاصة بأعمال الإسعاف والطوارئ. أمانة الحج والعمرة، وتُعنى بالإعداد المبكر لأعمال الحج ودراسة الخطط التنفيذية لأداء اللجان المشاركة وتوفير القوى العاملة والإمكانات المادية ووسائل تقديم الخدمة والخدمات المكتبية وإعداد التقارير عن سير العمل بالموسم وأداء اللجان المشاركة. وقد حرصت الهيئة هذا العام على أن يتم الاستعانة بطائرات الإسعاف الجوي السعودي خلال موسم الحج لتقديم خدمة الإسعاف الجوي، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة ذات العلاقة من خلال تحديد مواقع المهابط لتلك الطائرات بما يضمن - إن شاء الله - تقديم أفضل الخدمات الطبية الإسعافية لضيوف الرحمن بالسرعة والكفاءة المطلوبة. وأوضحت الهيئة في هذا التقرير الإعلامي لها استكمال استعداداتها لموسم الحج 1432ه من خلال 393 مركز إسعاف بجميع مناطق المملكة تخدم حجاج بيت الله الحرام، وقد بلغ عدد المسعفين الذين سيشاركون في خدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام أكثر من 1319 مسعفاً و385 سائقاً رسمياً و113 سائقاً مؤقتاً و359 سيارة إسعاف، إضافة إلى 126 طبيباً. أما على صعيد المراكز المؤقتة فقد جهَّزت هذا الموسم أكثر من 111 مركزاً موسمياً على الطرق السريعة في جميع مناطق المملكة التي يمر بها حجاج بيت الله الحرام، وقد بلغ عدد المراكز بمنطقة مكةالمكرمة 87 مركزاً، ومنطقة المدينةالمنورة 9 مراكز، ومنطقة الرياض مركزين، والمنطقة الشرقية مركزين، ومنطقة الحدود الشمالية مركزين، ومنطقة القصيم مركزاً، ومنطقة تبوك مركزَيْن، ومنطقة عسير مركزَيْن، ومنطقة جازان مركزاً، ومنطقة نجران مركزاً، ومنطقة الجوف مركزَيْن، التي تأتي تكاملاً مع مراكز الإسعاف الدائمة في جميع مناطق المملكة، وبالأخص في منطقة مكةالمكرمة ومنطقة المدينةالمنورة. وقد بلغ عدد العاملين في المراكز الموسمية أكثر من 97 مسعفاً و10 سائقين رسميين، إضافة إلى 29 سائقاً مؤقتاً خلال موسم الحج، كما أن عدد سيارات الإسعاف بالمراكز المؤقتة بلغ 37 سيارة.