لم يأتِ الكتابُ نتاجَ تصادفٍ أو تعاطف، وهو ليس كتابًا مناسباتيًّا ولده ظرفٌ أو حدث، بل هو كتابٌ توثيقيٌّ علميٌّ إعلاميٌّ، استغرق سنواتٍ من العمل المتصل وفريقًا من الباحثين والمراجعين والمقومين والفنيين؛ كي يظهر شكلًا ومحتوى بصورةٍ تليقُ برجل كبير وتاريخٍ حافل وعطاءٍ رسميٍّ وشخصيٍّ وإنسانيٍّ على مدى أكثر من ثمانية عقود من وهج الذات وتميز الصفات وعظمة الأداء. هذا الكتاب الضخم، الذي يتجاوز سبعمائة صفحة من الحجم الكبير، لا يرسم بالكلمة وحدها بل يضيف لها الصورة، ولا يكتفي بالكلام وإنما يؤكد بالتوثيق، ولا يكتفي بالمعلوم بل يبحث عن الجديد والمتجدد والنادر في الصور والوثائق والمعلومات. لم يجئ الكتابُ كما غيره؛ فليس له - فيما نعلمه - مثيلٌ في الكتب التي أرَّخت ووثَّقت وصوَّرت مسيرة الأمير الوزير الإنسان رجل الخير والبر والإحسان؛ لذا جاء شكله مختلفًا ومضمونه متفوقًا وطباعته فخمةً، وتوَّجه تقديمٌ كريم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رعاه الله - تصدَّر الكتاب، الذي حظي بتقدير سموه وثنائه على منجزات الأمير الإنسان سلطان. أخذ الكتاب جهودًا استثنائيةً كي يظهر بصورته الراهنة، وكنا نسابق الزمن رغم ذلك؛ فقد تمنينا أن يقرأه الأمير الغالي في حياته وصحته ونشاطه؛ حيث ابتدأ العمل في الكتاب وسلطان الخير ملء السمع والبصر، وتبقى إرادة الله أن اختارته و(الجزيرة) تستلم النسخ الأولى من الكتاب من المطابع، وتضعه بين أعين القراء وفي رعايتهم في اليوم التالي لإعلان وفاته - رحمه الله -. جاء الكتاب تواصلًا لنهج (الجزيرة) في توثيق تاريخ الشخصيات القيادية في مسيرة بلادنا خلال السنوات الثلاثين الماضية؛ فكان الكتاب الأول عن الملك فهد - رحمه الله -، والثاني عن الملك عبدالله - حفظه الله -، والثالث عن الأمير سلطان - رحمه الله -. وقد اخترنا عناوين الكتب بدقة؛ لتستلهم النظرة الشاملةَ التي يرى الناس بها هؤلاء الرجال العظام؛ ففهد «حبيب الشعب»، وعبدالله «ملك نحبه»، وسلطان «لآلئ من الحب». وهنا ملمحٌ مهم في العلاقةِ المتميزة بين قادة هذا البلد ومواطنيه، وهو «الحبُّ»، وليس أجمل ولا أبقى ولا أنقى منه، وهو ما حمى ويحمي وطننا الغالي من العواصف التي مرَّت بمَنْ حولنا، وهو ما قاد سفينة النماء والولاء خارج تجاذبات الحروب والقلاقل والإرهاب الذي أحاط بنا، ونالنا أذاه فلم تتأثر المسيرة الخيّرة على كل الصُّعُد، وازدادت ثقة المواطن بقيادته وحرص القيادة على وطنها ومواطنيها، بل تجذر الأمن وعم الرخاء وتعززت المشروعات ونما الوطن كما المواطن، واستفاد المقيم والجار، وترسخ البناء والعطاء. وقد تزين غلاف الكتاب الأخير بكلمةٍ معبِّرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وهو الذي كان رفيقه في صحته مثلما كان الملازم له طيلة مراحل علاجه ومرضه حتى وفاته غفر الله له. يأتي الكتاب في 12 فصلاً و733 صفحة، وكتب مقدمته - كما أسلفنا - صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي قال: «دأبت صحيفة الجزيرة على الاحتفاء التاريخي والإعلامي الرصين برموز النهضة الحديثة وقادتها في وطننا الغالي؛ فكان ذلك المجلد الضخم (حبيب الشعب)، الذي أصدرته عن الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -، ثم تلاه مجلد ثان بعنوان (ملك نحبه) عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، وقد كتب مقدمتَيْهما وليُّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز؛ فلا عجب - إذن - أن تختار صحيفة الجزيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد؛ ليكون الشخصية الثالثة في سلسلة كتب الجزيرة الذهبية؛ فالأمير سلطان شاهد على عصور عدة، ومشارك في النهضة التي شهدتها المملكة خلال عهد الملك عبد العزيز وعهود إخوانه الملوك الميامين على مدى أكثر من ستين عاماً، وسيرته - مثل سيرة أخويه (فهد) و(عبد الله) - مليئة بالكفاح والدروس والعِبَر التي يحتاج إليها أبناء هذا الجيل؛ ليعرفوا كيف كنا وكيف نحن الآن». واستطرد سموه: «وسيدي الأمير سلطان يتميز ضمن أمور أخرى كثيرة بشيئَيْن مهمين: - الإخلاص والتفاني في خدمة مليكه منذ الملك عبدالعزيز إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز. - وأنه لا يبخل على أي مواطن في شأن من شؤون الحياة صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً كان أم امرأة. واختتم سموه مقدمته: «فتحية شكر وتقدير مني لمؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر بأعضائها ومجلس إدارتها ولصحيفة الجزيرة برئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك وكل مَنْ شارك في إنجاز هذا العمل المخلص الأمين من أسرة تحريرها على هذا الجهد الرصين والمميز والمنصف». أما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، فقد زان غلاف الكتاب الأخير بكلمة له، عنوانها (فيض من المشاعر)، قال فيها: «يا سيدي سلطان لستُ بأديب ولا شاعر ولكنه فيض المشاعر لقد أحببت وأُحببت ولقد أعطيت فأُعطيت ولقد كرمت فأُكرمت ولقد راعيتَ فروعيت لذلك ليس غريباً عليك أن تكون محبوباً من أبناء وطنك؛ فأملهم دائماً فيك كبير وكبير كما أنت كبير..». وجاء في تصدير الأستاذ خالد المالك، رئيس التحرير، للكتاب: «لو وجدنا ما هو أغلى من (لآلئ من الحب) لجعلناه عنواناً لهذا الكتاب، ولكنا انتقينا (اللآلئ) دون غيرها من كنوز المجوهرات لتوصيف هذا الحب الذي جمع سلطان بن عبد العزيز بمحبيه، الذي -ربما - لا تُعبِّر عنه كل أنواع وأشكال المجوهرات لتجسيد هذا التناغم الجميل بين سلطان ومحبة الناس له. ومن يقرأ هذا الكتاب ويتتبع مسيرة ستين عاماً، كانت حافلة بالمواقف والوقائع والإنجازات والمشاهد والحضور الإنساني والاجتماعي، فسوف يجد بعض ما يبحث عنه ويرغب في التعرف عليه، ولن تغيب عنه صورة هذا الرجل الذي تعجز الأوصاف والصفات عن تقدير القيمة الحقيقية التي يتمتع بها لدى مختلف شرائح أفراد المجتمع على اختلاف اهتماماتهم، بما في ذلك أسرار هذا الحب الذي يغوص ويسكن في قلوب الناس». ومضى الأستاذ المالك واصفاً الكتاب: «ولن أتحدث لكم عن محاور هذا الكتاب ومضامين صفحاته وصوره والجهد الذي بُذل على مدى ثلاث سنوات لإعداده، ولن تحكي لكم هذه الافتتاحية تفاصيل العمل الكبير الذي صاحبه خلال هذه الفترة أو أي شيء من المعلومات عن العمل الدؤوب الذي ترتب على إنجازه، بما في ذلك الحصول على الصور والمعلومات وتوثيقها، والالتزام بالمهنية العلمية والأمانة في نقل المعلومة وتسجيلها، ومحاولة أن يكون الكتاب شاملاً وموثقاً عن كل ما يمكن أن يُقال عن سلطان بن عبد العزيز؛ ليكون أهم المصادر المتاحة لمن يريد أن يكتب عنه أو يؤرخ لإنجازاته.. كل هذا سيتعرف عليه القارئ - ولو بشكل غير مباشر - عندما يقرأ الكتاب، ويقضي وقتاً ممتعاً مع تفاصيل مسيرة رجل تاريخي، بلغ ما بلغه من التميز في مراحل ومحطات حياته ومسؤولياته». وبعد هذا التصدير لرئيس تحرير الجزيرة تأتي المقدمة؛ لتوضح كيف خرج هذا الكتاب إلى النور، وما هي طبيعة الجهود التي بُذلت لكي لا يكون الكتاب تكراراً لما نُشر، وكذا الوقوف عند مراحل مهمة من سيرة سلطان بن عبد العزيز، لم يُسلَّط عليها الضوء بالشكل الكافي فيما كُتب عنه. وقد جاء الباب الأول من الكتاب تحت عنوان (سلطان الابن وسلطان إلا بالمثل الأعلى والقدوة الصالحة)، وتضمن أربعة فصول، هي: الفصل الأول: ولادة سلطان بن عبد العزيز.. بشارات الحدث التاريخي. ويستعرض الأحداث التاريخية التي عاشتها المملكة بقيادة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - قبيل ولادة سلطان بن عبد العزيز، ومدلول اختيار الملك عبد العزيز هذا الاسم، والاستبشار الذي رافق مولده. أما الفصل الثاني فقد حمل عنوان (سلطان بن عبد العزيز التلميذ المخلص لأساليب الملك عبد العزيز التربوية) من خلال تسليط الضوء على سلطان التلميذ النبيه والخطيب الجريء. وقد أثمر نبوغه المبكر عن اختيار والده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - له لرئاسة الحرس الملكي. والفصل الثالث من الباب عنوانه (سلطان بن عبد العزيز في رعاية الأمومة العظيمة بين يدي الوالدة حصة بنت أحمد السديري)، وفيه وقفة مع الوالدة العظيمة وأسلوبها في تربية الأبناء؛ فهي مدرسة خرجت للوطن ملكاً وأمراء عظاماً، هم (الملك فهد والأمير سلطان والأمير عبدالرحمن والأمير نايف والأمير سلمان والأمير أحمد). والفصل الرابع والأخير من الباب الأول بعنوان (تربية سلطان بن عبد العزيز لأبنائه وبناته.. فلسفة الرعاية الأبوية). ويتحدث هذا الفصل عن انعكاس الأساليب التربوية للأب والأم العظيمَيْن على شخصية سلطان وأثرها في تربية أبنائه. وجاء الباب الثاني مخصصاً لعلاقة الأمير سلطان بإخوانه الملوك في خمسة فصول، الفصل الأول بعنوان (سلطان والملك سعود.. أريحية الأخوَّة الحقة ودروس أتاحت الفرص)، والفصل الثاني (سلطان والملك فيصل.. فن إدارة الأزمات والمسافة بين الهزيمة والنصر)، والفصل الثالث (سلطان والملك خالد.. عصر الخير والنماء وبناء القوة)، والفصل الرابع بعنوان (سلطان والملك فهد.. هبوب العاصفة ومواجهة التحديات)، والفصل الخامس والأخير من هذا الباب (سلطان والملك عبد الله.. عمق الأخوَّة الحقة وصدق الولاء). وقد تناول هذا الباب علاقة سلطان بإخوته الملوك بمنهجية وأسلوب يمكن القول معه وبكل اعتزاز «إنه لم يطرق من قبل». وجاء الباب الثالث من أبواب الكتاب في ثلاثة فصول عن سلطان بن عبد العزيز وإمارة الرياض. وقد حمل الفصل الأول عنوان (الرياض منذ استعادتها إلى تولي سلطان عليها)، والفصل الثاني (حكمة الملك عبد العزيز في تولية سلطان أميراً)، والفصل الثالث (إنجازات سلطان في إمارة الرياض). وقد تم في هذا الباب تسليط الضوء على المرحلة الباكرة من تاريخ هذه المدينة ومن تاريخ حياة الأمير سلطان. ويُعتبر هذا الباب نادراً في موضوعه؛ إذ لم يتوقف الدارسون طويلاً عند هذه المرحلة، بل وُجد في المصادر اضطرابٌ كثيرٌ حول التاريخ والسنوات التي تولى فيها الأمير سلطان إمارة الرياض وعددها. وقد تم تحقيق هذا الجانب وتجليته. وننتقل إلى الباب الرابع من أبواب الكتاب، الذي يتطرف إلى أول وزارة تولاها الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله -، وهي وزارة الزراعة. وحمل الباب عنوان (سلطان وزيراً للزراعة)، ويقع في ثلاثة فصول، الفصل الأول يتناول الأهداف والاستراتيجيات التي وضعها سلطان للزراعة. ويناقش الفصل الثاني قدرة سلطان على التخطيط بعيد المدى من خلال اهتمامه بتلك المرحلة المبكرة بالثروة الحيوانية، ووضع أسس الحجر الصحي الحيواني، واتخاذ التدابير لحماية البيئة والتخطيط لإنشاء بنك زراعي (تحقق فيما بعد). وتطرق الفصل الثالث لريادة سلطان بن عبد العزيز في التعليم والإرشاد الزراعي. ويُعَدّ الأمير سلطان رائد فكرة إنشاء المدارس الزراعية في المملكة ورائد الابتعاث في المجال الزراعي. أما الباب الخامس من أبواب الكتاب (سلطان بن عبد العزيز وزيراً للمواصلات) فيُعَدُّ الأول من نوعه في موضوعه، ويقع في أربعة فصول درست هذا الجانب بعناية، ووفرت التفاصيل التي لم تتضمنها الكتب الأخرى التي أُعدَّت عن سموه ومناصبه. ويتضمن الفصل الأول وقفة تاريخية عند ما تم إنجازه في المواصلات والاتصالات على عهد الملك عبد العزيز. وفي الفصل الثاني نوقشت التحديات التي واجهها سلطان بن عبدالعزيز في وزارة المواصلات، وفي سبيل تقديم خدمة الاتصالات. فيما تحدث الفصل الثالث عن أكبر شبكة طرق مسفلتة أقامها سلطان في عهد الملك سعود، وتنظيم السير والطرق داخل المدن وفيما بينها. واختتم الفصل الرابع هذا الباب بالحديث عن تطوير الموانئ والخدمات السلكية واللاسلكية في عهد وزارة الأمير سلطان. وفي خمسة فصول يتحدث الباب السادس من الكتاب عن القوات المسلحة السعودية بكل فروعها الأربعة (البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي). ويستعرض الفصل الأول إنجازات سلطان في عهد إخوانه الملوك الميامين. وتناول الفصل الثاني القوات البرية، والثالث القوات الجوية، والرابع القوات البحرية، والخامس الدفاع الجوي أو ما يُطلق عليه بقوات الردع الإستراتيجي. ولما كان الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - قد دأب على أن تقوم إنجازاته على أسس علمية فقد أفرد الكتاب الباب السابع للحديث عن الصروح العلمية التي أنشأها سموه لفروع القوات المسلحة كافة؛ فجاء الفصل الأول بعنوان (اهتمام سلطان بن عبد العزيز بالعلم ورعايته للارتقاء بالتعليم وتطوير مؤسساته العسكرية في القوات البرية)، والفصل الثاني عن (مشروعات التحديث للصروح العلمية في القوات الجوية)، وفي الفصل الثالث يستعرض الكتاب اهتمام الأمير سلطان بالتدريب في معاهد قوات الدفاع الجوي واهتمامه بتأهيل الكفاءة البشرية القادرة على التعامل مع مستجدات العلم الحديث. ونأتي إلى الباب الثامن من أبواب كتاب (لآلئ الحب)، الذي تحدث في أربعة فصول عن الأنشطة والخدمات غير العسكرية التي تقدمها وزارة الدفاع؛ فاستعرض الفصل الأول مشاركة القوات المسلحة السعودية في خطط التنمية الوطنية. والفصل الثاني تحدث عن مراحل تطور مستشفيات القوات المسلحة. أما الفصل الثالث فتحدث عن اهتمام سلطان بن عبد العزيز برسالة التعليم والطباعة والنشر في وزارة الدفاع والطيران من خلال تكريس سموه فكرة التلازم بين الثقافة والتعليم والتدريب في المؤسسات العسكرية. ويتناول الفصل الرابع من هذا الباب اهتمام الأمير سلطان بالتوعية الدينية والنشاط الرياضي بالقوات المسلحة. ونصل إلى الباب التاسع من أبواب الكتاب، الذي حمل في ثلاثة فصول الحديث عن آفاق الشخصية العربية والعالمية للأمير سلطان. ويتحدث الفصل الأول عن الموسوعة العربية العالمية التي تُعَدُّ من أهم الإنجازات الثقافية العربية. والفصل الثاني يستعرض رحلات الأمير سلطان على مدى ستين عاماً لكل دول العالم ودوره في توثيق علاقات تلك الدول بالمملكة. وحمل الفصل الثالث توثيقاً لأهم كلمتَيْن ألقاهما الأمير سلطان بن عبد العزيز، وهما الكلمتان اللتان ألقاهما في الأممالمتحدة. ويتحدث الباب العاشر من الكتاب عن الريادات الأساسية التي قادها الأمير سلطان بن عبد العزيز في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وطنياً وعربياً، ويقع في ستة فصول، الأول منها عن ريادة سموه في مجال البيئة، وهي ريادة مبكرة بدأت منذ تولي سموه وزارة الزراعة، واستمرت حتى وفاته - رحمه الله -. واستعرض الفصل الثاني من هذا الباب ريادة سلطان في مجال الخزن الاستراتيجي السعودي ورؤيته الشاملة لهذا الجانب. أما الفصل الثالث فيتحدث عن ريادة سلطان لمعطيات التوازن الاقتصادي السعودي من خلال إيمانه العميق بأن الريادة الاقتصادية لأي دولة تتمثل في امتلاكها التقنية المتقدمة. ويتحدث الفصل الرابع عن ريادة سلطان واهتمامه بالنهضة السياحية. ويتحدث الفصل الخامس عن ريادة سلطان بن عبد العزيز للتعليم الأهلي؛ إذ يُعَدّ في طليعة رواد التعليم الأهلي من خلال تأسيس جامعة الأمير سلطان ودعمه المادي والمعنوي للمؤسسات التعليمية والتربوية كافة. ويكمل الفصل السادس من هذا الباب الحديث عن الإنجازات العملاقة للأمير سلطان في مجال الطيران المدني ودعمه هذا القطاع. وتحتوي موضوعات الباب الحادي عشر من أبواب الكتاب في خمسة فصول على الآفاق المشرقة في حياة الأمير سلطان بن عبد العزيز؛ ففي الفصل الأول تم رصد الكم الكبير من الجوائز التي حازها سموه؛ فقد نال إلى جانب الأوسمة التي حصل عليها من الدول الإفريقية تقدير تلك الدول؛ لوقفاته الإنسانية معها التي تعكس عمق الروح الإيمانية لدى سموه. وقد تم تخصيص الفصل الثاني من هذا الباب للحديث عن شخصية سلطان الإيمانية، التي كانت تقف وراء أعماله، وتُعَدّ مفتاحاً مهماً لشخصيته. ويحكي الفصل الثالث اهتمام الأمير سلطان - رحمه الله - بالقرآن الكريم وخدمته والعناية ببيوت الله وإنشاءه أول جائزة للقرآن الكريم على مستوى الجيوش العربية والإسلامية وإنشاء مركز الأمير سلطان الحضاري لخدمة المساجد العتيقة والتاريخية. ويتطرق الفصل الرابع إلى فيض العطاء الخيري لسلطان وأياديه البيضاء التي امتدت إلى كل محتاج على وجه الأرض. فيما اشتمل الفصل السادس من هذا الباب على استعراض للجنة الأمير سلطان للإغاثة بوصفها نموذجاً يتوِّج أعماله الخيرية. ويختتم الباب الثاني عشر أبواب الكتاب بفصوله الستة التي أُفرد أولها للحديث عن مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية؛ للتعريف بها وبأهدافها. وجاء الفصل الثاني للتعريف بمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، والفصل الثالث عن مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، والفصل الرابع عن برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية، الذي يسهل إمكانية الشراكة الفعالة مع أهم المؤسسات الطبية والتعليمية في العالم. ويتناول الفصل الخامس المناشط الأخرى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية. ويقدم الفصل السادس والأخير من الباب والكتاب عرضاً لأهم إنجازات مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الإنسانية في مختلف المجالات. هذا استعراض سريع لكتاب يُعتبر الأهم بل الأبرز فيما كُتب عن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، ونكتفي بما أشرنا إليه في المقدمة عن مناسبة الكتاب والجهد الذي بُذل فيه، وقد تصادف صدوره مع الفاجعة بوفاته التي لا نملك إزاءها إلا أن نقول ما يُرضي ربنا {إنا لله وإنا إليه راجعون}، ولكنا إزاء فيض الحب الجارف نحاول الإجابة عن سؤال «لماذا أحب الشعب سلطان بكل هذا المستوى؟ ولماذا احتل تلك المنزلة في قلوب الناس؟»؛ فنقول دون شك تلك المقولة المأثورة «مَنْ أحبَّه الله أحبَّه الناس». نسأل الله أن يجعل عزاءنا فيه رحمة منه تغشاه.