لا يألو ملالي إيران جهداً لتأكيد نزعة الشر والإرهاب المتأصلة في نفوسهم. سجل حافل لهؤلاء منذ أن سرقوا الحكم في إيران بعد الثورة الشعبية ضد الشاه، فبعد أن جعل الثوار الإيرانيون الخميني رمزاً لثورتهم عمل جماعته على تصفية الثوار الحقيقيين فانحرفوا بالثورة عن طريقها الصحيح فتخلصوا من الوطنيين الإيرانيين فحاصروا مجاهدي خلق ثم حزب توده وصفوا رموز بازار طهران، وأخيراً أبعدوا ما يسمى بالإصلاحيين الذين خرجوا من رحم ومن عباءة الخميني، إلا أن نهج ولاية الفقيه التي يتخذها العنصريون الممسكون بزمام السلطة في إيران، تسير وفق توجه واحد لفرض الفكر الصفوي المعتمد على العنصرية الفارسية، ولتحقيق هذا الهدف أنشأ الحرس الثوري الذي جمع المتعصبين الطائفيين والذين يقدمون الولاء المطلق لولي الفقيه، الذي يقدمونه على أنه ممثل المهدي، وطاعته واجبة ومقدم على كل أمر. الحرس الثوري ومن خلال تشكيلاته التي تمددت لتشمل كل الفعاليات في إيران وأخضعت كل المؤسسات الرسمية داخل وخارج إيران لإدارته بما فيها الوزارات والسفارات وحتى الغرف التجارية. ولهذا الحرس مهمة واحدة هي تنفيذ المخططات الطائفية والعنصرية وتعليمات ولي الفقيه حتى وإن تعارضت مع الشرع الإسلامي فضلاً عن عدم اهتمامها لضوابط حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية الأخرى. ومع أن للحرس الثورية تشكيلاته العسكرية التي تتفوق عدة وعدداً على القوات المسلحة إلا أن الجيش والأمن خاضعان تماماً للحرس الثوري الذي يشرف حتى على الصناعات العسكرية بما فيها المنشآت النووية وله مصارفه وبنوكه ومؤسساته المالية.وهذه المؤسسة المتشعبة لها ذراعان قويان، إحداهما مختص في مواجهة أي تمرد أو أي محاولة للخروج على تعليمات ولي الفقيه، وذراع خارجي منتشر من خلال خلايا مدربة في جميع أنحاء العالم تحول وتوجه من قبل السفارات الإيرانية التي يتواجد فيها ممثلو الحرس الثوري تحت ستار الصفة الدبلوماسية وبالذات من يعملون في الملحقيات الثقافية والعمالية. الذراع الخارجي للحرس الثوري يدارس من قبل فيلق القدس الذي يشرف عليه ضباط كبار من الحرس الثوري، واستطاع عبر المال والإعداد المبكر زرع عملاء له في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وبعضهم يحتل مناصب وزارية في تلك البلدان وبالذات في العراق وسوريا ولبنان الذي لا يخجل كبيرهم حسن نصر الله من التصريح علناً بأنه يشرفه الولاء لولي الفقيه. إنها العمالة في لبنان والعراق وسوريا، بدأنا نرى صوراً لها في البحرين وحتى الكويت واليمن... ويسعى آخرون في الدول العربية للحذو حذوهم فالمال الإيراني الحرام يشتري الذمم ويكسب العملاء ولا فرق في ذلك سياسي يعتمر عمامة، أو مجرم يتاجر بالمخدرات أو عضو في عصابات الإجرام سواء في المنطقة العربية أو حتى في النصف الآخر من العالم بعد افتضاح أمر تجنيد الحرس الثوري لعصابات تهريب المخدرات لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد السفير السعودي في أمريكا.