تظاهر آلاف السوريين امس الجمعة في جمعة (نصرة المجلس الوطني) في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بإسقاط الرئيس بشار الاسد, وفتحت القوات السورية نيرانها لتفريق المحتجين بعد صلاة الجمعة مما ادى الى مقتل اكثر من خمسة عشر مدنيا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن خمسة عشر مدنيا قتلوا بالرصاص امس منهم ثلاثة قرب دمشق. وكان المرصد السوري ذكر ان إطلاق ناركثيفا وانفجارات تسمع امس في مدينة حمص بوسط سوريا، احد مراكز الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد. وأضاف ان «اطلاق نار غزيرا وانفجارات تسمع في حي باب الدريب وباب السباع وباب هود في حمص» التي تبعد 160 كلم شمال دمشق. وسارت تظاهرة ضخمة في معرة النعمان في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. ودعا المتظاهرون الذين خرجوا من بضعة مساجد الى اسقاط النظام «على رغم انتشاركثيف لعناصر الامن ووصول تعزيزات»، كما قال المصدر نفسه. وفي دير الزور (شرق) ترددت اصداء الرصاص في بضعة شوارع تدفق اليها مئات المتظاهرين بعد صلاة الجمعة. من جهتها تحدثت لجان التنسيق المحلية التي تنظم تظاهرات الاحتجاج على النظام، عن تظاهرات خصوصا في محافظة دمشق وفي مدن بانياس واللاذقية وعامودا الساحلية شمال شرق سوريا. على صعيد آخر قتل مسلحون المعارض الكردي السوري البارز مشعل التمو امس الجمعة في منزله في شرق البلاد. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره بريطانيا إن أربعة مسلحين دخلوا المنزل في القامشلي وقتلوا التمو بالرصاص وأصابوا شقيقه. ولم يتضح من يقف وراء الهجوم. والتمو منتقد بارز للرئيس بشار الأسد وأغضب أيضا الأحزاب الكردية القوية بانتقاده لمنافسين أكراد. من جانب آخر قال أكبر ضابط عسكري منشق عن القوات المسلحة السورية انه لا يوجد اي خيار للاطاحة بالرئيس بشار الأسد سوى القوة وأنه يوجه انتفاضة عسكرية ضد الرئيس السوري من داخل تركيا. وقال العقيد رياض الأسعد الذي يعيش حاليا تحت حماية الحكومة التركية في اقليم هاتاي على الحدود السورية ان نحو 15 ألف جندي منهم ضباط قد انشقوا بالفعل وأنه ينتظر نقل قيادته إلى داخل سوريا. وقال الأسعد لرويترز في مخيم للاجئين السوريين في هاتاي «لن يسقط (الأسد) بدون حرب. الذي يقود بالقوة لا يمكن ازاحته سوى بالقوة.» وعلى الصعيد السياسي قال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف امس إن القيادة السورية يجب أن تطبق إصلاحات أو تتخلى عن السلطة. وذكر ميدفيديف في تصريحات نقلتها وكالة»نوفوستي» الروسية للأنباء أن روسيا مثل دول أخرى حريصة على «وقف إراقة الدماء سريعا في سورية» وأطلعت القيادة السورية على هذا الموقف. وأضاف « إذا لم تكن القيادة السورية قادرة على اتمام إصلاحات، يتوجب عليها أن تتنحى ولكن هذا القرار يجب ألا يكون بواسطة حلف شمال الأطلسي ودول أوروبية معينة». وحذر مدفيديف من ان روسيا ستعطل في المستقبل اي عقوبات قد يفرضها مجلس الامن الدولي اذا ما اعتقدت انها تهدف الى الاطاحة بحكومات ليس على علاقة جيدة بالقوى الغربية. وتأتي تصريحات ميدفيديف امس بعدما استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) يوم الثلاثاء الماضي ضد قرار لمجلس الأمن يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف قمع الاحتجاجات المعارضة للحكومة. الى ذلك تعهدت سوريا امس الجمعة بتنفيذ إصلاحات ديمقراطية واتهمت قوى أجنبية بتسليح متظاهرين كما اتهمت وسائل الاعلام بشن حرب دعائية على بشار الأسد, حسبما اعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد امس الجمعة. وقال مقداد امس في جنيف: إن دمشق ستسلم الاممالمتحدة لائحةب1100 شخص قتلهم «ارهابيون». وجاءت تصريحاته بعد يوم من إعلان الاممالمتحدة أن إجمالي عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا زاد على 2900 شخص.