نحمد الله جت على ما نتمنى من ولي العرش جزل الوهايب من يلتفت إلى حيث قيل هذا البيت ويتمعن تمعن من يعرف تاريخ وطننا الغالي يعلم أن وراء هذه البساطة الظاهرة في البيت عمقا مؤلما وممضا، فقد قاله من ناله من وجع الفرقة ما ناله، وأقلقه الشتات، وسامه الخوف سوء العذاب، وماضينا البعيد - لا أعاده الله - كان سلسلة من الفواجع والنوازل، والويلات، كانت القوة سيدة الموقف، والثأر لأتفه الأسباب هو المسيطر، كان الموت جزءا من ثقافة المجتمع، وكانت الأمراض تصول وتجول وتفتك وتقتل دون رادع، في ذلك الزمن الرديء لم يكن أحد في مأمن حتى الأقوياء أو من يشار إليهم بذلك فربما قضي عليهم بليلة لا صبح لها، وقد يردد البيت التالي من يظن أن قوته رادعا لأعدائه ويشاركه فيه من لا قوة له. وبحمد الله تعالى ومنته قيض لليلنا الذي طال أمده وملئ بالخوف والغدر والسلب والنهب والدماء من يجلو ظلامه بنور الدين القويم والهدى ومشعل العلم، وقد أخلص مؤسس هذا الصرح الشامخ الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - لقضيته وقطف الثمار بعد عناء مرير وسنوات من الكفاح بإرادة صلبة ارتكزت على الإيمان والنية الصادقة، ولأن أهل هذه الأرض أدركوا هدفه النبيل، وطموحه الخير وقفوا معه وساندوه ومنهم من قضى تحت رايته بلا منة. كان رجال الملك عبد العزيز الأوفياء الذين توافقوا معه بالريادة والوفاء يعلمون أن قائدهم العظيم بما يتميز به من بعد نظر وروية ودراية وذكاء وحنكة وإخلاص يقوم بلملمة الشتات وبناء صرح العزة والكرامة والمجد وإقامة العدل والأمن والعيش الكريم فوقفوا وقفة من يدرك أن في عنقه أمانة أمة، ومن لم يكن منهم مجاهدا ببدنه فقد كان مجاهدا بماله وتأييده. ولا يمكن أن نغفل الدور الذي اضطلعت به سيدات هذا الوطن الماجدات اللاتي دفعن بأولادهن وأزواجهن وإخوانهن إلى الصفوف الأولى من معركة التوحيد من خلال التشجيع والتباهي بشجاعتهم وحثهم على الوقوف مع الإمام (ابن سعود) لأن مطلب الأمن والحق والعدل مطلب فطري جبلت عليه الأنفس المحبة للخير والحق والعدل والسلام. وها نحن اليوم نتذكر ذلك التاريخ الذي غير في مجرى التاريخ وصحح خريطة النهج وننعم بحمد الله ومنته بنتائج كفاح الأجداد والآباء العظيم، عرفانا منا بفضلهم الكبير، وما هذه السبل التي تمتد على طول البلاد وعرضها إلا آثار حوافر خيل التوحيد التي أغارت فاتحة لمواطن هذه الأرض المباركة الطريق إلى غد مشرق، هو اليوم الذي نعيشه والغد الذي مهد له الأجداد وقائدهم العظيم الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه. وقفة فل يا تاريخ الايام لبلادي صفحةٍ تزهى بالامجاد وافردها عزنا ما هوب هيّن ولا عادي ويومنا من خير الايام وامجدها