المسافر على طريق البر يقطع الوِهاد، ويِمْخر عُباب الصحراء، ويحمل روحه على راحتيه، قلبه معلق بما سافر من أجله!! والسفر سُمي سفراً لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال.. هكذا قال (عمر) رضي الله عنه.. وقيل: لأن المكان يُسفر برحيل أهله منه.. ويكون مسفراً أي خالياً، لذا قيل الأصل في تسمية شهر (صفر) أنه سفر، لأن العرب كانت تسافر فيه للغزو وطلب الرزق!! وبالمناسبة فالسُّنة للمسافر أنه إذا صَعَد علواً من الأرض أنه يكبر!! (أي يقول الله أكبر) فما مناسبة التكبير هنا؟!!. يقول العلماء: إن الإنسان إذا علا مرتفعاً فإن نفسه تجيش للكِبر!! فناسب أن يتذكر أن الله أكبر من كل كبير وأعلى!! أما إذا نزل فانخفض فهنا يكون في الأسفل فناسب أن يُسبْح الله: أي ينزهه عن كل منخفض وسافل!! فالسيارات التي تسمى (السطحة) على الطرق البرية، تتربص بالمسافرين الدوائر، يتباشرون إذا تعطلت سيارة مسافر على الطريق، ويتباشرون بها، فما أن تلوح لأحدهم سيارة متعطلة إلا ويقول: يا بُشرى هذا غلام!! هذه سيارة متعطلة ثم يبدأ الاستغلال، فإن كنتَ في آخر الليل أو صائما، أو بصُحبة عائلة ونساء وأطفال، فحَمل السيارة يكون أغلى!! لأن المصيبة أغلى!! والسيارة الفارهة لها سعر خاص وهكذا!! وإن كنت في وقت الظهيرة والشمس، أو في زمهرير البرد فلها قيمة خاصة!! ثم إن الأدهى من ذلك، والأمرّ هي أن ركاب السيارة المتعثرة لا يسمح النظام بركوبهم سيارتهم المحمولة على السطحة حفاظاً على أرواحهم، ولا يسمح بركوبهم في سيارة السطحة نفسها!! فما على العائلة الكريمة إلا أن تنتظر قليلاً أي يوماً أو بعض يومٍ، حتى يتصلوا على أقاربهم في المناطق ويأتوا إليهم ويحملوهم!! وهذه فرصة يتعلمون على الجَلَد والصبر، وتحمل المشاق (كُتب عليكم القتال وهو كُره لكم)!!. فالمواطن يتساءل: أين تذهب هذه العائلة؟ ومن يحملها؟ من سيقف لهم في الطريق؟. وإن كانوا شباباً فالمصيبة أعظم لأن المارة لا يثقون بصاحب السيارة المتعطلة الواقفين على الطريق لأنهم مهما كان عندهم من مروءة يشكون أن الأمر: (مكر وخديعة دُبّرت بليل للإيقاع بصاحب السيارة!!) فحبذا إيجاد بدائل لإركاب العوائل وغيرهم من الرجال إذا كان النظام يمنع ركوبهم سيارتهم المحمولة على السطحة.. وحبذا وضع تسعيرات وتشديد المراقبة على أصحاب السطحات ووضع تسعيرة معينة تكون ملصقة على السيارة فيها كامل البيانات. 1. يمنع كذا وكذا... 2. كل 100 كيلو متر بسعر كذا.. 3. السيارات الكبيرة بثمن كذا وكذا.. 4. الركاب وبالذات العوائل يُنظر في أمرهم حتى لا يجتمع عليهم مشقة عذاب السفر، وعذاب الإعطال وعذاب الخوف وعذاب فراق الوطن والأهل. 5. يوضع فيها إسم الجهة المسؤولة عن متابعتهم.. قال (ص) (السفر قطعة من العذاب... وقيل العذاب قطعة من السفر... والسلام عليكم. [email protected]