تابعت الخطة التفصيلية لمعالجة مشكلة البطالة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتفعيلها بداية الشهر الماضي. تذكرت وأنا أراجع هذه الخطة نبض مواطنة أبت على نفسها إلا أن تأخذ هموم الشباب عملاً يومياً لها، من منطلق واجبٍ وطني وليس ترفاً تنظيرياً. عندما تتحدث مع سمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي رئيسة «منتدى الغد»، تشعرك منذ الوهلة الأولى أنك أمام إنسانة وهبت وقتها وجهدها لهموم الشباب. كان هذا شعوري بعد أن تلقيت دعوة كريمة من سموها لإدارة إحدى جلسات المنتدى في قاعة امتلأت بالشباب في جهة والفتيات في الجهة الأخرى يناقشون هموم الجيل الجديد بكل حرص وجدية وذكاء في «منتدى الغد» بالرياض. ثم جاء الأمر الملكي ليكمل باكورة خطة عمل جادة أسستها عدة مؤسسات ومن ضمنها «منتدى الغد» الذي ترأسه وترعاه الأميرة نوف مع ثلة مميزة من شباب وفتيات الوطن. لن تقف المهنة الصعبة عائقاً أمام الشباب السعودي بعد اليوم لأن الخطة تدعو لتفعيل «السعودة» في عقود النظافة والتشغيل والصيانة، بل وسيتم إضافة وظائف ومهن جديدة يحظر على غير السعوديين شغلها. تذكرت كيف ناقش الشباب في «منتدى الغد» أموراً اقتصادية هامة؛ مثل وضع حد أدنى للأجور في القطاع الخاص ووضع العمالة الوافدة، فجاءت الخطة التفصيلية كافية وافية لطرح حلول لهاتين المشكلتين. كان حلم الأميرة نوف أن يكرس المنتدى وقته وجهوده كاملة ل «أهم مواردنا الوطنية»؛ ألا وهم الشباب البنين منهم والبنات. حرص المنتدى على تعزيز الانتماء والروح الوطنية الخلاقة في شبابنا، ناقش الشباب القضايا التي تهمهم مع مجموعة مميزة من الوزراء بكل شفافية، واستمعت للعقول النيرة وهي تطرح تساؤلات أذهلت الجميع. إنهم الشباب صناع المستقبل. وكأن قائد مسيرة الإصلاح يريد أن يؤكد حرصه على مشاركة المرأة في التنمية المستدامة فأمر بتخصيص أراض داخل حدود المدن وتهيئتها لإقامة مشاريع صناعية تعمل فيها النساء وتطبيق العمل عن بعد لتوسيع عمل المرأة. كذلك نالت الفتيات الحظ الأوفر في معادلة التنمية؛ حيث دعت الخطة أيضاً لتنفيذ قرار قصر العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية على المرأة السعودية، حلم راود آلاف الفتيات منذ أعوام، وبالذات منذ صدور قرار 120 عام 2005م. اليوم أصبح هذا القرار الحلم واقعاً. انتظرت التوصيات، فجاءت كلمات الأميرة نوف قوية مدوية: منتدى الغدِ منتدى مبادراتٍ لا توصيات. [email protected]