المكرم رئيس تحرير الجزيرة - وفقه الله - اطلعت على ما كتبته الأخصائية النفسية بسمة عبدالعزيز في الجزيرة يوم 8 /9 /1432ه فألفيتُه مقالاً رائعاً مبدعاً، من صاحبة الاختصاص.. فقد وضعت (13) عنصراً أساسياً في التربية النموذجية للأطفال؛ وظهر في نَفَس الكاتبة المَسْحَة الشرعية.. فهي تعزو عناصرها لركن شديد، للكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، (ومن استحضر الدليل فقد دلّ السبيل، وارتوى من السلسبيل) وما أجمل أن يتحدث المتخصص عن تخصصه كهذه الكاتبة الموفقة. {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} إن مجتمعنا بأمس الحاجة لهذه العناصر القيّمة في التربية، وهذه القواعد التربوية البينة.. وما أكثر الذين يتخبطون في تربيتهم، فنحن بين (دلع ودلال، ينشأ فيه الصبي لا يفرّق بين الأباريق والدِّلال!!) وبين عُنف مفرطٍ وشدة، ينشأ الطفل فيها على المهانة والإذلال!! ولا تَغْلُ في شيء من الأمر واقتصِد كِلا طَرَفي قصد الأمور ذميم!! والمشكلة أن كل رب بيت يعتقد من حماقته وجهله أن ما هو عليه هو العمل النموذجي والهدي النبوي!! ولا يكلف نفسه من كبريائه أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل الأخصائيين لمعالجة حالة معينة لأبنائه. كلٌّ يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الضائع الهيمان!! قال تعالى {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} وأهل الذِّكْرِ هنا هم أصحاب التخصص (طبي - شرعي - تربوي - هندسي - وهكذا) فليس أهل الذكر هم العلماء الشرعيين فحسب كما يظن الكثيرون!! وإنني أهيب بنفسي وكل قارئ أن يراجع قراءة مقالتها الموسوم ب(أبنائي اعتذر أخطأت في حقكم!!) ومن ثم يقرؤها بصحبة زوجته، ويفعلونها، ويطبقونها، ويحتفظون بها، فهي مدرسة تربوية متكاملة إذا ما طبّقت بنفس بنودها ال(13) ولأهميتها سوف أذكرها كرؤوس أقلام فقط، فهي محاذير ينبغي أن تجتنب أو خصائص ينبغي أن تكتسب!! 1- حماية الأطفال الزائدة. 2- قسوة المعاملة. 3- عدم الثبات في التعامل. 4- غياب المصداقية في التربية. 5- وصف الأطفال بأوصاف نابية. 6- تجاهل حسناتهم. 7- عدم إيقاف السلوك الخاطئ منهم. 8- التفرقة بين الأبناء. 9- حاجتهم إلى الإشباع العاطفي. 10- نشدان الكمال والمثالية. 11- القدوة السيئة. 12- فرض الأوامر دون إقناع. 13- استخدام العقاب. وحبذا لو تناولت أختنا الكريمة (بسمة) هذه العناصر ال(13) على شكل مقالات في الجريدة، بحيث تُشبِع الموضوع، وتفصّل فيه بما يضع النقاط على الحروف، لأننا بأمس الحاجة للمسات التربوية، فنحن في عصر يموج بالفتن، والفضائيات، والإنترنت، وغيرها.. ولا أدل على أهمية التربية من أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث مُربيًّا قبل أن يكون معلمًا، كما في قوله تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}. فقدّم التزكية والتربية على التعليم!! وهذا الذي يجب أن يعيه ويستشعره المعلمون، وهم كذلك إن شاء الله..قال ابن القيم في مقاله القيّم: وأعظم فساد الأبناء بسبب تربية الآباء المعوجّة!! فالطفل طبعاً ينشأ على ما كان عوّده أبوه!! فيظن أن ما عليه والده من أخلاق وصفات فهو الصواب!! وهذه عِلة العِلل ومظنة الزلل.. والطفل المتربي تربية حسنة دليل وعنوان على حُسن أخلاق والديه!! فالطفل صورة مصغرة لما تربى عليه.. والسلام عليكم. د. علي بن محمد الحماد محافظة رياض الخبراء