أوضح الباحث أحمد العلي أنّ الكثير من القصص، التي تحكيها الجدات لأحفادهنّ لا تحتوي على قيم إيجابية. وقال في الأمسية التي نظمها المقهى الثقافي في نادي الدمام الأدبي أخيراً بعنوان: «القص الإيحائي في التربية»، إنّ أساس فكرة عمل دورة للآباء عن كيفية كتابة وإلقاء القصّة للأطفال، جاءت بسبب تعلّقه بالقصص التي ترويها الأمهات والآباء والجدات في زمن الطفولة، إلا أنّه انتقد هذه القصص قائلاً إنّ الكثير من هذه القصص لا تحتوي على قيم إيجابية، لأنها لم تنشأ بطريقة علمية هادفة. وشملت المحاضرة المفاهيم الأساسية في القص التربوي، والتي أكّد العلي أنها ترتكز على فهم عناصر عملية الاتصال ودور اللاوعي أو (العقل الباطن) في زرع المفاهيم والقيم الإيجابية لدى الطفل. وأشار إلى أن اللاوعي «ينشأ مع تكوّن الإنسان، ويبقى معه حتّى الوفاة ولكنّ الوعي ينشأ في مرحلة لاحقة غير محددة، لأنها تختلف من شخص إلى آخر وقد يصحّ أن يوصف الإنسان بعدم الوعي مهما كبر في العمر»، مضيفاً أن الوعي ينشأ من المدخلات السابقة التي استقبلها اللاوعي. كما تناول العلي أهمية الرمز في القص الإيحائي، «والذي تزداد أهميته كلما كان الطفل أكبر لتشكّل العقل الواعي، الذي يرفض ويحلل المعلومات على عكس اللاوعي». وقال إنّ الرمز يعمل بالطريقة التي تعمل بها كبسولة الدواء، «التي تختزن الدواء المغلف بطعم مستساغ من أجل تمريره إلى داخل جسم الإنسان»، مضيفاً أن هذه الطريقة «يمكن أن توظف لأهداف سلبية دعائية كالإعلان التجاري، كما يمكن أن توظف بشكل إيجابي في القص التربوي». وفي المداخلات قالت القاصة فوزية العيوني أنها تشعر بشيء من القلق، «بسبب التركيز على الهدفية والتلقين في العملية التربوية»، مؤكدة على ضرورة إتاحة الحرية للطفل لاختيار طريقه الخاص، ما دعا العلي إلى التعليق بالقول ان «ترك الطفل من دون غرس القيم الإيجابية فيه، سيؤدي بالضرورة إلى ترك المجال لآخرين لكي يقوموا بزرع قيم سلبية في أطفالنا».إلا أنه ختم بالتأكيد على وجود التباين في ترتيب الأولوية في سلم القيم، من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى.