ارتسمت علامات الأسى والحزن والألم الذي يعصر القلوب على المعزيات بفقدان أميرة الخير وملكة الإنسانية الأميرة سلطانة بنت تركي السديري والدة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمهما الله -. وسجّلت تلك المشاعر مندوبة (الجزيرة) وهي تلتقي سيدات المجتمع في عدد من المواقع والتجمعات النسائية من الأسواق التجارية والقطاعات التعليمية.. الكل من هؤلاء النساء يردن أن يتحدثن عن الأميرة الراحلة أميرة الخير وقمة التواضع والبر والإحسان. إنها الأم الحنون كان أول هذه اللقاءات مع السيدة أم أحمد، وهي أستاذة جامعية تحدثت في البداية، وقالت: أولاً أشكر جريدة الجزيرة على هذا اللقاء. الحقيقة، الحديث عن الفقيدة المغفور لها - بإذن الله - الأميرة سلطانة السديري يحتاج إلى مساحات؛ لنسطر مآثر هذه الأميرة الإنسانية التي وهبها الله حب الخير ومساعدة المحتاجين بتضميد جراحهم والوقوف إلى جانبهم. امرأة مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، حينما انتقل إلى رحمة الله اثنان من أبنائها احتسبت الأجر والثواب مؤمنة بقضاء الله وقدره. وتواصل السيدة أم حمد الحديث عن هذه الأميرة وتقول: إن معظم سيدات المجتمع من مختلف طبقاتهن يعرفن كل شيء عن هذه الأميرة المؤمنة المتواضعة الرؤوفة البارة. رحمكِ الله يا أم الأيتام وفي السياق ذاته، وأمام إحدى كليات البنات، خرجت مندوبة الجزيرة للالتقاء بعدد من هؤلاء المواطنات من مختلف الأعمار. الطالبة جواهر كانت تحمل بيديها أوراقاً للتسجيل في إحدى الكليات تحدثت معها (الجزيرة) فقالت: أولاً نقدم العزاء في الفقيدة الغالية التي كنا نعرف عنها الكثير من خصالها وحبها للخير وأمومتها الحانية، وكان للأيتام نصيب من تلك الحنية والرعاية وعمل الخير، وزرعت ذلك في نفوس أبنائها وابنتها الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز، التي ارتوت من معين والدتها في الدين والخلق وحب الخير ومساعدة المحتاجين امتداداً للنهج القويم الذي رسمه والدها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.رحمك الله يا سلطانة، وأدخلك فسيح جناته.وقدَّمت المواطنة نورة أم عبدالله - وهي معلمة رياضيات في إحدى المدارس بالرياض - العزاء والمواساة في الفقيدة الغالية، وقالت مَنْ منا لا يعرف هذه الأميرة الإنسانة بخصالها وصبرها واحتسابها وتواضعها.. الأم الحنون، الأم الصبور الراضية بقضاء الله وقدره، فقدت اثنين من أبنائها، وأعطت أسرتها جل العناية والاهتمام، ولم تنسَ أو تتخلَّ عن واجباتها الاجتماعية. رحمك الله يا سلطانة، وأدخلك فسيح جناته. طوال أيام العزاء وجموع كبيرة من المواطنات من صاحبات السمو الملكي من الأميرات وسيدات المجتمع يتوافدن على قصر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ ليقدمن العزاء. لقد كان هذا المصاب الجلل مخيماً على وجوه صاحبات السمو الملكي الأميرات اللاتي غطى الحزن والألم على وجوههن بفقدان هذه الأميرة الإنسانة. وعند البوابة الجنوبية للقصر كانت مندوبة (الجزيرة) تُسجِّل مشاعر هؤلاء المواطنات، وكل واحدة منهن تتحدث عن هذه الأميرة الإنسانة. ولعظم وحجم هذا الوقع الكبير لم يستطعن الحديث؛ لأن الحزن والألم غطيا على كل شيء، لكن الجميع سأل الله للفقيدة الأميرة سلطانة الرحمة، وأن يسكنها فسيح جناته، وينزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين.