قصة هذا الأسبوع تدل على الشهامة والرجولة وتبادل الطيب بين الرجال. ضيف الله بن هذال أحد رجالات قبيلة عنزة. كان عنده طير (صقر) وكان يغليه لأن الطير في ذلك الزمن يعتمدُ عليه بعد الله في المعيشة. وكان هذا الطير يعده ابن هذال بمثابة أحد أبنائه. وعندما طعن في السن أخذ ابنه يذهب بالطير للقنص. وفي يومٍ من الأيام ذهب الولد بالطير فقابله رجلٌ جنوبي من أهل الجنوب. ومعه طير هو الآخر، فعقدا العزم على أن يقنصا جميعاً. وذهبَ كل واحدٍ في جهةٍ من الجهاتِ. وعند صلاة الظُهر اجتمعا تحت ظِل شجرة. وأخذا يعملانِ طعام الغداء. ووضعا لطيورِهما (النسر) أي العلف وكان طير ابن هذال زعولاً، كما قال ابن دويرج على الحر الزعول أم الحبيني تاخذ الباجي. انقض طير ابن هذال على طير الجنوبي ومزقه. بان الغضب على وجه الجنوبي ولكن ابن هذال هدأ من روعِه وواساه وقال له :ابشر بالعوض. وبعد الغداء وعندما هم الجنوبي بالتوجه إلى أهله اقسم ابن هذال أن يأخذ هذا الطير بدلاً من طيره. اخذ الجنوبي الطير وذهب إلى أهله. أما ابن هذال فرجع إلى والده واخبره بأن الطير قد ضاع. حزن ابن هذال حزناً شديداً، ومكث ليلته ساهراً. أما الجنوبي فعندما وصل إلى والده واخبره بالقصة ، ورأي والده الطير أمره بالرجوع إلى صاحب الطير وتسليمه له. لأنه عرف أن الطير ثمين عند صاحبه. رجع الجنوبي فوصل إلى مضارب ابن هذال، وبحث عن بيته فوجده جالساً ومن حوله أصحابه وكأنهم يعزونه في طيره. تقدم الجنوبي وقال بصوتٍ مرتفع: أبشر بالطير، فرح ابن هذال وشكر الجنوبي.وفي الصباح أعطى ابن هذال الجنوبي فرساً ثمينةً قائلا له هذه حفاظتكَ للطير. اخذ الجنوبي الفرس وعاد إلى والده. وعندما رأها والده قال: (ما اكبر من الأول إلا الثاني). وقد قال ابن هذال أبيات شاهدةً للقصة. تطلعوا بأنظاركم يا مداوير للأشقر اللي في سما الجو حامي غدن به برق النحور المعاشير وابعد سمامه عن مقابل سمامي واطيري اللي كن عينه سنا كير حاطوب ماتبرد كفوفه دوامي وش عاد اماري به كثير الصقاقير عقب اشقرٍ وافي الجناحين شامي كنه غلامٍ فاشحٍ له على بير متمشلحٍ يزي قطيعٍ حيامي إلى آخر الأبيات. عزيزي القارئ لي معك لقاء قريب - إن شاء الله - في قصة وشاهدها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.