في قصة أخذ يرددها اهالي المنطقة منذ اكثر من اربعين عاماً مضت وحتى يومنا هذا حتى اصبحت احداث هذه القصة مضرب مثل بين الناس حاضرة وبادية، حيث تجلت من خلالها صورة من صور النخوة والمروءة التي يتمتع بها الانسان الحائلي والتي تضاف الى سجله الحافل بقصص الكرم والايثار الحاتمي. وقد دارت احداث هذه القصة الطريفة بين سعود بن صالح الصعيدي وهو من أهالي منطقة حائل وامرأة تدعى فلجأ الفهيدية الشمري وهي من أهالي مدينة جبة، وذلك عندما ارادت فلجأ بعث اناء وضعت فيه تمراً الى ابنها الذي كان يعمل آنذاك في دولة الكويت، حيث اتجهت الى موقف ما كان يعرف بالطرقية وذلك للاستفسار عمّن يريد السفر الى الكويت فلما وجدت أحدهم ذهبت الى المنزل لاحضار الاناء ولكن «الطرقي» كان قد نسيها وغادر المكان، وبالمصادفة كان الصعيدي يمر في ذات الموقع قادماً من حائل بهدف زيارة جبة لقضاء حاجة وعندما شاهدته المرأة «فلجأ» ظنت انه «الطرقي» الذي وعدها فبادرته بالسؤال حول وجهته هل هي الى الكويت فرد الصعيدي بسؤالها عن حاجتها بالكويت فأخبرته أنها تريد ارسال اناء التمر الى ابنها هناك فقال لها على الفور ضعي الاناء في السيارة وابشري. بعدها توجه على الفور الى دولة الكويت عبر صحراء النفود الكبرى وهي الرحلة الاولى الدولية في حياته حيث اكد «للرياض» انه لم يغادر مدينة حائل إلا للقرى التي لا تبعد اكثر من 30 ك/م طوال حياته، وعبر رحلة طويلة استمرت قرابة خمسة أيام استعان بالله عليها - عز وجل - مدفوعاً بمروءته التي هي بحق تستحق ان تكون مضرب مثل في هذا الزمان الذي قلت فيه مثل هذه النماذج على اية حال وصل الصعيدي للكويت وقام برحلة اخرى للبحث عن ابن فلجأ حتى وجده يعمل عسكرياً في احدى القطاعات وعندما علم الابن بالقصة بعث برسالة لأمه يشرح فيها ما حصل من أمر هذا الرجل الذي رسم بفعله النبيل هذا أروع الصور للمروءة العربية الاصيلة، وعندما وصلت الرسالة وعلمت الام بما فعل سعود الصعيدي الذي لم يعرّف بنفسه عندما التقاها اول مرة لكي لا تشعر بأنها ستثقل عليه بهذا الطلب وهو المعروف لديها بأنه لم يغادر منطقة حائل قط. ما كان منها الا ان استقبلته بقصيدة نقلها «للرياض» ابنه صالح الذي روى لنا هذه القصة بحضور والده سعود الصعيدي والذي استضافنا في منزله بضاحية القاعد 40 ك/م شمالي حائل. الوالد الذي اكد «للخزامى» أنه لم يقم إلا بفعل ما يشعر بأنه جزء من واجبه الاخوي والطبيعي مفيداً انه لم يفعل ما يستحق الاعجاب او الاشادة او حتى الشكر. أما القصيدة التي جادت بها قريحة فلجأ الشمري فتقول: يا راكب اللي لا شرود ولا عزوم منوة اللي من ركبها ما ينام خشمها مابه نفس كود الرقوم زاهيات مثل بالبنت الوشام حلو زوله مع رهاريه الحزوم مخها زيت ولا خلق به عضام للصعيدي جامع كل السلوم خف نفس وطيب قلب واحترام ابو صالح اللي ما يبليه علوم ياخذ المفتاح ويركبك شمام يجعلك تلحق هواها كل يوم وعسى عمرك مديد كل عام من رجال في مواجيبه تقوم ولا يقوم القصر وفي ساسه هدام ابشر ان المرجلة قو العزوم للي يبيها مثل لمبات الظلام الولد ما ينومسه زين الهدوم ما يتنومس بكود فعل يا سلام