| ملاحظاتي لهذا الأسبوع تتحدث عن الصداقة الحقيقية.. والصديق الحقيقي..ومن يتصف بذلك في هذا الزمن؟!!. ومن خلال ذلك أرى أن الصديق الحقيقي الذي قد يكون عملة نادرة في زمن العملات المزورة وعملات الفالصو وفي زمن صداقة المصالح والأغراض الدنيوية ..الصداقة التي تنكشف من خلال موقف معين، ويظهر الصديق على طبيعته بدون رتوش!!. الصديق أيها الأحبة هو الشخص الذي يقدم روحه فداء من أجل صديقه ..وهو من يظن بك الظن الحسن واذا أخطأت يوماً ما في حقه وجئته معتذراً يتلمس لك الأعذار ..هو الذي إذا غبت سأل عنك ورعاك في الأهل والمال والولد والعرض ..هو الذي ينصحك إذا شاهد عليك ما تحتاج من نصيحة أخوية صادقة..وهو من يؤثرك على نفسه ويتمنى لك الخير الوفير ..وهو من تراه يدعو لك في السر والعلن ..وهو الذي يذكرك بالخير ويرفع من شأنك بين الخلائق ..ومن السهل أن تضحي لأجل صديق ..ولكن من الصعب ان تجد الصديق الذي يستحق التضحية ..والصديق أيها الأعزاء هو: الذي يتمنى لك ما يتمناه لنفسه. إننا نعيش هذه الأيام صداقة المصالح والمنافع مع الأسف الشديد ..فلو نظرنا إلى كمية الأصدقاء لوجدناهم بعدد شعر الرأس ولكن سرعان ما يختفون عند أبسط المواقف. وذلك مصداقاً لقول الشاعر: ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل فشاعرنا لم يكتب ذلك من فراغ بل من ظروف قاهرة جعلته يقول هذه الأبيات بكل صدق ومن خلال تجارب حقيقية أثبتت له صدق ما يقول. الأحبة : الأصدقاء الحقيقيون ماتوا إلا من رحم الله ..فكم من صديق كنت تعتبره مكسبك الحقيقي في هذه الدنيا وسرعان ما تجده يتلاشى ويصبح كالسراب. روي عن رجل قال لابنه كم عدد أصحابك يا بني؟ فأجابه ياوالدي أصحابي بعدد شعر رأسي ، فقال له والده أريد أن تختبر أعز واحد فيهم، وأقربه إلى قلبك وتقول له إنك قتلت شخصاً ما تسلل إلى منزلك وتطلب منه مساعدته في كيفية التخلص من المقتول ..فقال له ولده حسناً سأخبر أحد بل أغلى الأصدقاء إلى نفسي وسترى النتيجة ..فذهب إلى ذلك الصديق وأخبره بالقصة كاملة فما كان من ذلك الصديق إلا أن اعتذر وقال أرجوك لن استطيع مساعدتك لأن هذا قتل وما أريد أن أدخل في هكذا جريمة أرجوك أخرج حتى لا تورطني معك ، وعندها خرج وهو يضرب يداً بيد على ذلك الجواب الذي لم يكن يتخيله من أعز الأصدقاء. وعندما عاد إلى والده وأخبره بما جرى بينه وبين صديقه الوفي على حد زعمه ..قال له والده رأيت يابني بأن الصاحب الصادق عملة نادرة في زمن المصالح الشخصية وفي زمن الجحود. وعندها قال لابنه لدي صاحب واحد فقط يسكن في القرية الفلانية اذهب إليه وأخبره بأن والدك وقع في ورطة حيث تسلق لص إلى المنزل فقتله وهو الآن يطلب منك المساعدة ..فذهب الابن إلى ذلك الرجل وأخبره بما قاله والده ..وهنا طلب منه أن يتناول القهوة ثم يتناول طعام الغداء وبعدها لكل حادث حديث.. وبعد أن تغدى قال له يابني: اذهب إلى والدك وأخبره بأن يطمئن وينتظر مجيئي إليه ولكن لو سأله أحد يقول له ان الذي قتل اللص هو فلان بن فلان (ويقصد بذلك اسمه) ..وعندما رجع إلى والده وأخبره بما دار بينه وبين ذلك الرجل قال والده أرأيت الصديق الحقيقي الآن؟!. ومن خلال هذه القصة يتضح لنا بأن الصديق الحقيقي هو من يكون معك في السراء والضراء ويضحك معك ويبكي معك.. ولله در القائل: شيبتني يازماني ...وأنا لم بديبي الشيب أنا شفت الشاب والمدقنن واللي بدابه الشيب ما شفت أحسن من ثلاثة سالمين العيب العافية والنظر والفلوس في الجيب فعلاً العافية وسلامة النظر والمال في الجيب أهم أصحابك في هذا الزمن. فالصداقة كلمة لا تقاس بثمن ..كلمة سبكت بماء الذهب وامتزجت بالحب والوفاء والتقدير ..فالمرء الذي لا يوجد له صديق وفي كالجسد بلا روح ..فالصديق الوفي عملة نادرة في هذا الزمن الذي نشكوه على الله عز وجل والذي لم يعد كزمن الآباء والأجداد ...ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. همسة: يقول الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي