طالعتنا جريدة الجزيرة الموقرة في عددها 14095 بخبر نقله مدير مكتبها في محافظة الرس الأستاذ منصور الحمود عن إدارة التربية والتعليم في محافظتي مفاده (منح مديري المدارس صلاحية تعليق الدراسة بالرس) وأحببت أن أعلق على هذا الخبر موضحاً لحقيقة ما حدث في يوم الأحد الموافق 27-5-1432ه بعد موجة الغبار التي ألقت بظلالها على الرس منذ ليلة الأحد ففي ذلك اليوم حدثت تخبطات كثيرة ضحيتها أبناء وبنات المدارس مع رواد التعليم من المعلمين والمعلمات الذين جاءوا منذ وقت مبكر للمدارس في جو لا يصلح للدراسة بعد انعدام الرؤيا بسبب الغبار الكثيف، وفي ظل خوف وعدم شجاعة بعض مديري ومديرات المدارس الذين وقفوا مكتوفي الأيدي ينتظرون الضوء الأخضر من إدارة التربية والتعليم لتعليق الدراسة حيث صرح بعضهم أنه لم يأته أي قرار يفيد بتعليق الدراسة حتى أن البعض منهم خاصة من كان منهم مديراً في قرية طلب وبإلحاح من معلميه الحضور، والسؤال الذي يطرح نفسه ونريد من الإدارة الموقرة توضيحه، من المسؤول عن تلك القرارات التي حدثت في ذلك اليوم بعدم تعليق الدراسة رحمة بأبنائنا وبناتنا وهل هي الإدارة الموقرة، أم مديرو ومديرات المدارس؟! إن الحقيقة تقول بأننا ضعنا بين الإدارة ومن أعطتهم الإدارة الصلاحيات لاتخاذ القرارات والضحية وللأسف الشديد هم طلابنا وطالباتنا الذين تعبوا كثيرا من تلك الموجة التي أثرت على صحتهم واسألوا طوارئ الرس كم استقبل من الحالات صبيحة يوم الأحد لتعرفوا حجم المعاناة التي تكبدها أبناؤنا! لقد كان على الإدارة أن تصدر القرار مبكراً بعد صلاة الفجر لمديري ومديرات المدارس بتعليق الدراسة كما فعلت الكثير من الإدارات في منطقة القصيم وخارجها عن طريق مديري التعليم فيها، وقد اتصل بعض المديرين والمديرات بمدير التعليم عدة مرات ليستفسروا منه ماذا يفعلون؟! فوجدوا هاتفه مقفل مما اضطرهم للاتصال بمن ينوب عنه أو بعض المشرفين بالإدارة فكانت الإجابة منهم أنهم لا يستطيعون الرد في مثل هذا الأمر لأي مدير أو مديرة بل إن بعض المشرفين والمشرفات أصروا على من اتصل بهم بالذهاب للمدرسة للدوام في ذلك اليوم معرضين حياتهم للخطر خاصة في بعض القرى البعيدة عن الرس، وقد اتصل بي أحد الزملاء مستفسرا عن هذا الأمر الذي كثر فيه الحديث بين مؤيد ومعارض حيث ذكر أنه اتصل بمدير مدرسته التي تبعد عن الرس حوالي أربعين كيلومتر مستفسرا هل يأتي للمدرسة في مثلذا الجو أم يبقى في بيته؟! فكانت إجابة مدير المدرسة ملزمة له بالحضور مهما كانت الظروف. وهو ليس بالمدير الأول الذي فعل ذلك بل فعلها غيره، وكذلك بعض مديرات المدارس بالقرى رفضن السماح للمعلمات بالبقاء في بيوتهن وأصرت كل واحدة منهن على حضور المعلمات للدوام، والذي أتمناه من إدارة التربية والتعليم توضيح حقيقة ما حدث واللبس الذي صاحبه، واستيعاب الدرس جيدا لتلافي ذلك مستقبلاً والاهتمام بمثل هذه الأمور التي تهم أبناء المدارس من الجنسين مع كل العاملين فيها. صالح بن عبدالله الزرير التميمي