البحث عن الجمال هو حق مشروع لكل إنسان لذا كان ضرورياً إلقاء الضوء على المستجدات الحديثة في هذا المضمار. التغيرات التي تسبب شيخوخة الجلد لقد بدأ العلماء بالبحث وراء التغيرات التي تنشأ بالجلد مع الزمن مثل ظهور التجاعيد وبعض التصبغات وشحوب البشرة وجفافها والترهلات والوحمات الوعائية وتوسع الشعيرات الدموية. وقد وجد العلماء بواسطة الفحص المجهري أن الجلد يتعرض لفقد وضمور النسيج الضام الموجود بمنطقة الأدمة (الايلاستين والكولاجين) كما أن الدهن تحت الجلد يضمر مع العمر مما يؤدي لظهور الترهل والتجاعيد والجفاف والحكة وقد قام العلماء بتقسيم شيخوخة الجلد إلى شيخوخة طبيعية ناجمة عن التقدم الطبيعي في العمر وأخرى شيخوخة ضيائية ناجمة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس والتدخين ويؤدي إلى ظهور شيخوخة مبكرة أكثر من الشيخوخة الطبيعية. تقسم تجاعيد الجلد إلى نوعين: الأول: وتسمى تجاعيد حركية تظهر على الجلد عند حركة العضلات تحت الجلد، والثاني: تجاعيد ثابتة تظهر حتى وإن لم تتحرك العضلات. والتجاعيد الحركية ناتجة عن عدم قدرة العضلات الموجودة تحت الجلد على الانبساط التام فتظل في حالة انقباض ومن ثم تظهر التعرجات ومن أشهر أنواعها تلك التي تظهر في مقدمة الرأس وبجانب العينين وهذه الظاهرة ناجمة عن كثرة استعمال هذه العضلات وأيضا عامل السن والنوع الآخر ناتج عن الترهلات التي تحدث في الجلد نتيجة نقص وضمور الأنسجة الضامة وكذا الدهون. الوقاية من عوامل الشيخوخة: كما يقال إن الوقاية خير من العلاج لذا ينبغي العناية بالبشرة منذ الصغر وحتى قبل ظهور علامات الشيخوخة، وفيما يلي أهم طرق العناية: 1- تجنب التعرض الطويل لأشعة الشمس خاصة وقت الظهر والعصر مع استخدام واقٍ شمسي مناسب بشكل متكرر في اليوم. 2- استخدام الكريمات المرطبة المناسبة لنوع الجلد خاصة في الأجواء الجافة. 3- الإسراع في معالجة مشاكل البشرة في مرحلة الشباب مثل حب الشباب وذلك لضمان عدم ترك ندوب يصعب علاجها بعد ذلك. 4- الإكثار من شرب السوائل والتغذية المناسبة. 5- هناك بعض المستحضرات التي تساعد من تأخير ظهور علامات الشيخوخة مثل التريتينوين وأحماض الفواكه ومضادات الأكسدة. 6- الامتناع نهائياً عن التدخين. الوسائل الحديثة في الحفاظ على الجمال من منظور عصري وطبي: 1 - التقشير الكيميائي: وهو إزالة بعض الطبقات من الجزء السطحي من البشرة للحصول على خلايا جديدة لم تتأثر بالعوامل الخارجية وبذا تكون أكثر نضارة وصفاء وليس هذا فقط بل ووجد أنه يساعد على تكوين أنسجة ضامة جديدة ويختلف عمق التقشير حسب لون المريض وتقدير الطبيب للحالة. فهناك تقشير بسيط (سطحي) ووسط وعميق. ويكون التحكم في عمق التقشير عن طريق التحكم في تركيز المادة المستخدمة وبشكل عام فيفضل التقشير السطحي للأفراد ذوي البشرة الداكنة. وقد يستعمل التقشير في مناطق محددة وليس على كامل الوجه فمثلا عند إزالة أثار حب الشباب فإننا من الممكن استعمال تركيزات عالية على منطقة الأثر فقط فنحصل بذلك على الفائدة العلاجية مع تجنب الآثار الجانبية للتقشير العميق مع سرعة التئام الجرح. وهناك أنواع عديدة للتقشير الكيميائي منها التي سي ايه و أحماض الفواكه وحامض الفينول. ويساعد التقشير في علاج التجاعيد السطحية - البقع الداكنة - الكلف والنمش - الندبات السطحية - حبوب الشباب - التصبغات الجلدية. وقد يشعر المريض بعد التقشير ببعض الأعراض المؤقتة مثل احمرار البشرة وحدوث بعض التورمات بها والتحول إلى اللون البني ثم ظهور القشور وكل تلك الأعراض متوقعة بعد التقشير ويمكن التقليل منها باستعمال كمادات الماء البارد وكذا بعض الكريمات المرطبة واستعمال واقٍ للشمس وهذه الأعراض تقل تدريجيا لكن على المريض ألا يحاول إزالة القشور عنوة بيده بل يتركها حتى تسقط من تلقاء نفسها حتى تصل إلى العمق المطلوب وتؤدي وظيفتها العلاجية. 2 - الميزو ثيربي: وهو عبارة عن حقن بعض المواد العلاجية الفعالة في المنطقة المصابة مباشرة وذلك بكميات ضئيلة على مساحة كبيرة ويكون الحقن إما في منطقة الأدمة أو تحت الجلد طبقاً لنوعية العلاج. وهذا الأسلوب يمكننا من استعمال كميات ضئيلة من الدواء للوصول إلى الهدف مباشرة متفادين بذلك العديد من الأضرار الجانبية بعكس الوسائل التقليدية الأخرى مثل التعاطي بالفم أو الحقن في العضل أو الوريد إذ يمر الدواء خلال الدورة الدموية إلى جميع أجزاء الجسم. وقد كان السبق للفرنسيين في ابتكار هذا النوع من العلاج والاعتراف به كوسيلة علاجية طبية قبل العديد من الدول التي نهجت نفس النهج ولكن بعد ذلك بسنوات. ويفيد الميزو ثيربي في علاج أمراض تساقط الشعر والتجاعيد واستعادة النضارة وكذا التخلص من التجمعات الدهنية الزائدة كما يمكن استعماله في بعض حالات ترهل الجلد والكلف. وحقن الميزوثيرابي مكوناتها مختلفة طبقا للعلاج المطلوب فمثلا عند استعماله كعلاج لتساقط الشعر نجده مكونا من عدة فيتامينات ومواد موسعة للشعيرات الدموية وكذا مادة المينوكسيديل. أما عند استعماله للتخلص من الدهون فنجده مكونا من بعض المواد المذيبة للدهون والمخفضة للكوليستيرول مثل مادة فوسفاتيديل كولين وسليسيم وكذا مادة الثيوفلين. وفي حالة استعماله لإكساب البشرة نضارة فيتكون من مجموعة من الفيتامينات والأنزيمات والأحماض الأمينية وغيرها من المواد التي تظهر البشرة أكثر حيوية وإشراقاً وشباباً. 3 - الليزر: هناك أنواع متعددة من الليزر حسب المادة المستخدمة فيه وكل نوع من هذه الأنواع له طول موجة خاص به وبالتالي له هدف محدد فبعض الأنواع يكون هدفها مادة الميلانين الموجودة في الشعر وتستخدم في إزالة الشعر الزائد غير المرغوب فيه من مناطق الجسم المختلفة وأخرى هدفها نفس المادة ولكن الموجودة بالجلد فتستخدم في إزالة النمش وحبوب الخال وأخرى هدفها الصبغات الموجودة بالوشم فتزيل الوشم وأخرى هدفها صبغة الهيموجلوبين والأوكسيهيموجلوبين الموجودة في الدم فتزيل الوحمات الدموية وإزالة الشعيرات الدموية المتمددة الموجودة في الوجه والأرجل. وكذا معالجة مرض الوردية وأخرى هدفها الماء الموجود بالجلد فيؤدي إلى إزالة طبقات من الجلد فتساعد في إزالة التجاعيد وحديثاً تم اكتشاف نوع من الليزر للمساعدة في حالات تساقط الشعر. 4 - حقن البوتوكس: وهي مادة مستخلصة من نوع معين من البكتيريا وتضاد عمل مادة الأسيتيل كولين وهو أحد الموصلات العصبية فعند حقنها بالعضلات تقوم بعمل انبساط للعضلة المتقلصة فتختفي التجاعيد الحركية وأما إذا ما حقنت بالجلد فإنها تقلل من إفراز الغدد العرقية وعلى ذلك فإننا نستخدم البوتوكس في إزالة التجاعيد الحركية خاصة منطقة الجبهة وحول العينين وأيضاً يمكن استخدام تلك الحقن في إزالة التعرق في منطقة الإبطين واليدين والقدمين. 5 - المعبئات المختلفة: والهدف منها تعويض النقص الذي يحدث في طبقة الأدمة وكذا تحت الجلد وهي إما أن تكون من الدهون الموجودة بالجسم أو تكون من مصدر خارجي مثل ملدة الهيالورونيك وكل منطقة في الجسم لها ما يلائمها. 6 - الفراكشنل ليزر: وهو عبارة عن جهاز ليزر يطلق نبضات مجزئة فيعيد تشكيل سطح الجلد دون إزالته ويستخدم في إزالة الندبات الناتجة عن حب الشباب والعنجز والحروق وكذا لشد الجلد وعلاج الترهلات والتشققات الجلدية والكلف العميق كما يحفز تكوين مادة الكولاجين بالجلد مما يساعد على إعادة الحيوية والنضارة للبشرة. 7 - الكاربوكسي ثيرابي: هو حقن غاز ثاني أوكسيد الكربون إما تحت أو داخل الجلد للحصول على مزايا علاجية. وهذة التقنية تمتاز بالأمان والكفاءة وتعد ثورة في مجال التجميل منذ اكتشاف البوتوكس. وعمل هذة التقنية يكون على عدة محاور الأولى أنه يقوم بتوسيع الأوعية الدموية ومن ثم زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المعالجة مما يزيل الاحتقان في هذة المنطقة، كما يزيد كمية الأكسجين في هذة المنطقة علاوة على ذلك يحفز عملية تكوين الكولاجين الطبيعي في الجلد وبالتالي يزيد من سمك منطقة الأدمة وقد وجد أيضا أن له تأثيراً رائعا في مساعدة التئام الجروح الصعبة كما في حالة القدم السكري وأيضا ووجد له دور في إذابة الشحوم تحت الجلد بتكسير الخلايا الدهنية وعلى ذلك فإن هذة التقنية تساعد في علاج الأمراض التالية: - الهالات السوداء تحت العينين وحولها. - تشققات الجلد بعد الحمل أو زيادة الوزن. - التجمعات الدهنية بالجسم. - السليوليت. - إعادة النضارة للبشرة. - علاج الجروح صعبة الالتئام. - بعض حالات تساقط الشعر. - بعض حالات الصدفية. د. هشام عزام - استشاري جلدية وتجميل وليزر - مستشفى أدمة