ولدت قصيدة «أعجبت بي» في «بغداد» عاصمة الخليفة «المعتصم» التي كانت وقتها تحت «الحكم البويهي» ذي النزعات الفكرية المتصارعة. وتتكون هذه القصيدة من «تسعة» أبيات محبرة على بحر «الرمل» ذي الموسيقى الرشيقة الخفيفة المنسابة كما يقول أحد النقاد العرب(1). ونقرأ الأبيات كما يلي: أعجِبَتْ بي بينَ نادي قومِها «أمُّ سعدٍ» فمضتْ تسألُ بي سرَّها ما علمَتْ مِن خُلُقي فأرادتْ علمَها من حسبي لا تخافي نسباً يخفضُني أنا مَنْ يرضيك عندِ النَّسبِ قوميَ استولوا على الدَّهرِ فتًى ومَشوا فوقَ رؤوسِ الحُقُبِ عمَّمُوا بالشمسِ هاماتُهُم وبَنُوا أبياتَهم في الشُّهُب وأبي «كِسرَى» على إيوانِهِ أينَ في الناسِ أبٌ مثلُ أبي سوْرَةُ المُلْكِ القُدامى وعلى شرفِ الإسلامِ لِي والأدبِ قد قَبَسْتُ المجدَ من خيرِ أبٍ وقَبَسْتُ الدينَ مِنْ خيرِ نبي وضمَمْتُ الفخرَ من أطرافِهِ سُؤْدَدَ الفرسِ ودينَ العرَبِ وكان «مهيار» نسيج عصره، وهو عصرٌ اختلط فيه الحابل بالنابل وذلك في ظل ضعف عربي، وسيطرة خليط من أجناس غير عربية، ومذاهب متعددة، وأفكار متباينة. ومنذ أن تم تحبير هذه القصيدة وهي ذات تألقٍ متناهٍ في عالم التجربة الشعرية. والقصيدة من روائع الشعر العربي، وقد نالت ما تستحقه من شهرة، وهي من نتاجٍ فارسي في شكل عربي. وكان الغرض من القصيدة التعبير بوضوح، من وجهة نظر «مهيار»، عن تفوق «الفرس» من حيث الأصل والمحتد من جهة، واحتضانهم، من جهة أخرى، دين العرب وهو الإسلام. والقصيدة معلم شامخٌ في الشعر العربي، وتدل على عظمة الفخر باعتباره أحد فنون التجربة الشعرية العربية، كما أنها أهم رمز ممثل لروح الفلسفة الشعوبية التي نشأت وترعرعتْ في ظل التسامح الإسلامي وأخلاقياته النبيلة. وتم تحبير القصيدة تحت سمع وبصر خليفة «بغداد» الذي لم يحرك ساكناً لأنه كان حبيس القفص الشهير. وكانت القصيدة في حد ذاتها أهم رسالة إعلامية عبّرت في عقر دار العربي عن عظمة الفرس، والتذكير بأمجادهم، كما يتصورها ويتخيلها «مهيار». وقائل القصيدة رجل فارسي مجوسي حديث عهد بالإسلام. ولتمجيد «الفرس» استخدم «مهيار» سلاحاً من أمضى الأسلحة عند العرب ألا وهو الشعر عندما رغبَ في التعبير عن آرائه. وفعل «مهيار» ما فعل لإدراكه أنه يعيش في عصر كانت السيادة فيه «للفرس»، كما كانت القصيدة نذير انتكاسات عربية تلت عصر «المعتصم». وقيل عن «مهيار» في التراث العربي إنه له مذاقٌ خاص في الشعر، مبغضٌ «للعرب»، فخورٌ «بكسراويته»، ومحب «لآل البيت». تسامحُ الإسلام جعل «مهيار» يقول ما قال، وهو تسامح تبدو مصداقيته في قول «الرسول- صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع «ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى». ولم أعثر- وهذا مبلغ علمي- على اسم شاعر تصدّى «لمهيار» غير الشاعر «محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم» الذي حبّر قصيدة من بحر «الرمل»، وهو البحر نفسه الذي استخدمه «مهيار» في قصيدته. وهي قصيدة كما سنرى، تستحق الذكر والإشادة. تحدّث الشاعر «آل ملحم» عن كيفية عثوره على قصيدة «أعْجِبَتْ بي» في أبياتٍ قدّم بها قصيدته قائلاً: بينما كُنتُ بظِلِّ معجبٍ من ظلالِ الأدبِ المُعْشَوْشِبِ وأنا فيهِ أسلّي خاطرِي مسْتريحاً في رياضِ الكُتُبِ إذْ بَدَتْ لي قِطْعَةٌ شعريَّةٌ لِفَتى لاحَ كمثلِ الكوكَبِ فاخراً فيها بقوميَّتِهِ يتباهَى مُظْهِراً للحَسَبِ يُرْسِلُ الشعرَ كما نعْهَدُهُ ليسَ بالمصنوعِ والمُكْتَسَبِ ساحرُ الإيقاعِ في نغْمَتِهِ نفَثَاتُ الحبُّ في قلبِ صَبي غيرَ أنَّ المرأَ مهمَا يَعْتَلي ليسَ يخْلُو أبداً مِنْ ثُلَبِ ولأنّا لمْ نَجِدْ مَنْ ينبَرِي قدْ أخذْنَا قوسَنَا في اللّعِبِ وهكذا، وفي أدبٍ جمٍ بدأ «آل ملحم» قصيدته التي وإن لم تخل من مدح لشاعرية مهيار، ومن أنه شاعر مطبوع، إلا أنه استنكر عليه التعصب لقوميته. يقول «مهيار»: أعْجبَتْ بي بينَ نادي قوْمَها «أمٍّ سعدٍ» فَمَضَتْ تسألُ بي وتتساءل «أم سعد»: مَنْ أنت؟ من أنتَ؟ لقد سار «مهيار» على ما سار عليه الشعراء العرب منذ العهد الجاهلي وحتى عصر «مهيار» على اتخاذ اسم محبوبة لمناجاتها في أشعاره مثل «سلمى»، و»بثينة»، و»ليلى»، و»عنيزة». ولكن «أم سعد» في مفهوم «مهيار» هي «العروبة المسلمة»، وقوم «أم سعد» هم «الأمة العربية» قاطبة. ولأن «العروبة» وقتها كانت في حالة ضعفٍ واستكانة أخذت «أم سعد» تسأل «مهيار» من أنتَ؟ مَن أنت؟ وتمكّن «مهيار» من التغلغل في أعماق «أم سعد» ليكشف عن سر سؤالها بكل وضوح. قال «مهيار»: سرَّها ما عَلِمتْ من خُلُقي فأرادَتْ عِلْمَها بِحَسَبي وهنا أراد «مهيار» بجلاءٍ تبيان أخلاق «الفرس»، وأنه لولا علمُ «أم سعد» عن حسن أخلاقي باعتباري «فارسياً» لما كان لديها ما يبرر السؤال عن حسبي ونسبي. وللرد على «مهيار» من منطلقاتٍ إسلامية بحتة ترتكز على نبذ «القومية»، و»العنصرية» رفع الشاعر «آل ملحم» شعار «الإسلام»، وشعار «الأخوة الإسلامية» قائلاً: لكَ يا «مهيارُ» في الشّعْرِ يدٌ ولنا أيدٍ لَها لمْ تُغْلَبِ لا تُفاخرْ «أمةَ الضَّادِ» التي خصَّها الله بذِكْرٍ عربي وحَبَاها من لدُنْه «المُصْطَفَى» وكَفَى العُرْبَ النبيَّ اليَعْرُبِي فسَمُوا «بالمُصْطَفَى» في مشرِقٍ وسَمُوا «بالمُصْطَفَى» في مَغْرِبِ قَدْ أضاءَ الكونَ مِنْ أنوَارِهِ وانْجَلَتْ عنَّا غُيُوبُ الكُرَبِ لا تفاخرْنَا فإنَّا أمَّةٌ شَمْسُها منذُ بَدَتْ لَمْ تغْرُبِ كما أخذ الشاعر «آل ملحم» يذكر «مهيار» بزلزال «الإسلام» الذي اجتث «إيوان كِسرى» من جذوره، كما قضى على كل ألوان الشرك والطغيان جامعاً منسوبيه مهما اختلفت جنسياتهم وقومياتهم في أمة واحدةٍ تلتوي بلواء «الإسلام»، وتتفيأ في ظلاله في محبةٍ وأخوة لا نظير لهما. لا تُفاخِرْ «أمةَ الضَّادِ» التي خَصَّها الله بذِكْرٍ طَيِّبِ كُنتُمُ مِنْ قبْلِهِ في مِحْنَةٍ والوَرَى كُلُّهُمُ في نُوَبِ تعْبُدَونَ النَّارَ ويَحْكُمُ وتجُودُونَ لها بالقُرَبِ كمْ شُعوبٍ حارَبَتْنا فانتهَتْ واستحَالتْ في سحيقِ التُّرَبِ قَدْ مَضَتْ «فارسُ» و»الرُّومُ» معاً وكَذا ديلَكُمُ عَنْ كثبِ وفي درسٍ كله أدب جم أخذ «آل ملحم» يحدث «مهيار» عن الإسلام ورسالته، وعن أثره في بناء أمة مسلمة متماسكة ذات بنيان مرصوص لدرجة أصبح لهذه الأمة في هذا الكون، بفضل الإسلام هذا الدين الخالد، الكلمة النافذة، والذكر الحسن. يقول الشاعر: وابتدأْنَا كُلُّنا تاريخَنَا «أمةَ الإسلامِ» من هذا «النبيَّ» قِصّةُ المجدِ لنا قد بدأتْ بِظُهورِ الدين فافْهَمْ يا «غَبِي» إنهُ منسَبُنا أجمَعُنا حَسْبُنا ذلكم من نَسَبِ حيثُ نلْنَا ذُرْوةِ المجْدِ هُنَا وغَدًا نَبْلُغُ أعْلَى الرُّتَبِ ومن ثم وجه الشاعر خطابه إلى «مهيار» يذكّره، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، بما يجب عليه أن يتفاخر به. وتمكن «آل ملحم» أن يستخدم أبياتاً من قصيدة «مهيار» لما فيه صالحه وصالح كل مسلم: لا تُفاخرْ بتُراثٍ ميِّتٍ لمْ يُقمْ بُنْيانُهُ هدْيَ نَبِي وافْتَخِرْ بالدينِ لولاهُ لَمَا بلغَ الإنسانُ أقصى مأرَبٍ ذلك الدينُ الذي سادُوا به من أقاصي الشرقِ حتى المغربِ «وبِهِ استولوا على الدَّهْرِ فتى» «ومَشوْا فوقَ رؤُسِ الحُقُبِ» «عَمَّمُوا بالشمسِ هاماتُهُم» وبنُوا أبياتهَمْ في الشُّهُبِ فهنيئاً لهم في غدِهِمْ بِنَعيمٍ دائمٍ مرتقَبِ أخذ الشاعر يوضّح «لمهيار» ما جاء الإسلام به من حقائق مع اقتباس جميل لأبيات من قصيدة «مهيار» في غير ما خُصِّصتْ له أصلاً فيقول: لا تُفاخرْ بجُدودٍ سَلَفُوا ليسَ فيهمْ «مسْلِمٌ» أو «يَعْرُبي» أينَ يا «مهْيَارُ» آباؤُكُمُ من نبيٍ «قُرَشي» «عَرَبي» وكَفاني شرفاً أنَّني مَنْ جَدُّه «عدْنانَ»، من «مثْلَ أبِ»؟ أين يا «مهيارُ» إيوانُكُمُ إن تنازلْنَا لِعَرْضِ النَّسَبِ ونسبْنَا إرَماً نداً لهُ هل ترابٌ يستوي مع ذَهَبِ؟ أتقولونَ فخاراً بعد ذا لفتاةِ «العُرْبِ» عبْرَ الحُقُبِ «أعْجبتْ بي بينَ نادي قومِها» «أمَّ سعدٍ فَمَضَتْ تسألُ بي» يا تُرى هل بعدَ هذا في الدُّنا «رومُهَا أو «فُرْسُهَا في منصبِ؟ مَنْ يُدانينا على طُولِ المَدَى فَلِتَسْلَمْ مُذْعِناً «لليُعْرُبي» وكان «مهيار» يتفاخر وينافح في قصيدته عن قوميته، ولكن هذه المنافحة والتفاخر من أجل ماذا؟ هل هو من أجل قومية بائدة مجردةٍ من القيم والأخلاق الإسلامية؟ لماذا لا يكون التفاخر بالدين الجديد الذي جاء به القرآن الكريم؟ وهو الدين الذي يدعو إلى نبذ شركيات الماضي، والتمسك بالأخوة الإسلامية، وبالتقوى والدعوة إلى الله. هل يلزم تذكير «مهيار» بزلزال «الإسلام» الذي اجتثّ «إيوان كِسرى» من جذوره، وهو يعلمه علم اليقين؟ هل يلزم تذكير «مهيار» بعقيدة التوحيد التي قضتْ على كل ألوان الشرك، وعبادة الأوثان والطغيان، وجمعت منسوبي الإسلام في نسبٍ واحدٍ مهما اختلفت جنسياتهم وقومياتهم، وتبلور هذا النسب في قيام أمة واحدة تلتوي بلواء «الإسلام» وتتفيّأ في ظلاله عبر القرون في محبة وأخوة لا نظير لهما؟ ليس يا «مهيارُ» فخراً للفَتَى في ميادينَ العُلَى والرُّتَبِ غيرَ تقوَى الله بُرهانُ الرِّضَى ودليلُ النُّجحِ في المُطَّلَبِ والفخارُ الحقُّ بالدينِ الذي يوصِلُ المرءَ لِمَا لم يَخْرُبِ أين «كِسْراكُمُ» على إيوانِهِ وبساطٌ نسجُهُ من ذَهَبِ وكُنوزِ الدرِّ في بهْجَتِها تبْهرُ العينَ بمرأى عَجَبِ وسناءُ التَّاجِ في روْعَتِهِ ساطعاً مثْلَ سناءِ اللَّهَبِ مزَّقَ الله «بِسَعْدٍ» مُلْكَهُ وبجيْشِ المتَّقينَ النُّجُبِ وكذا العُقْبَى لأربابِ التُّقَى فالتزِمْها تظْفَرَنْ بالغَلَبِ ويختم الشاعر «آل ملحم» قصيدته موجهاً النصح «لمهيار» (ومهيار ميتٌ) ولكن النصح، في حقيقة الأمر، موجه إلى كل من سيسيرُ على شاكلة «مهيار»: بأن الإسلام ينبذ التعصب الأعمى، والتفاخر بالقوميات المجردة من أخلاقيات الإسلام وتسامحه. كما يذكر الشاعر بأخلاق الإسلام النبيلة التي جمعت ولم تفرق دونما نظر لعنصرٍ أو جنسٍ ما دام الكل يدين بدين الإسلام. وهو الدين الذي يدعو لعبادة إلهٍ واحدٍ، والتمسك بكتابٍ واحد، والتوجه إلى قبلةٍ واحدة، والإيمان برسل خاتمهم «محمد بن عبدالله» صلى الله عليه وسلم. يقول الشاعر: لا تُثِرْهَا نَعْرةً باليَةً دَرَسَتْ آثارُها في التُّربِ ولْندَعْها إنّها مُنْتِنَةً قد نَهى عنْها الفَتى «المطَّلبي» إنّنا بالدينِ صرْنا إخوَةً وكفَانَا دينُنا من نَسَبِ عَزَّنا الله به أجمُعنَا وتساويْنَا به في الحَسَبِ فإذا «سلمانُ» من بيتِ «النبي» و»صَهيْبٌ» و»بلالٌ» «يَثْرِبي» أمةٌ واحدةٌ أمَّتُنا و»إلهٌ» واحدٌ ثُمَّ «نبي» قِبْلةٌ واحدةٌ قِبْلَتُنا ُثَمَّ ذكرٌ واحدٌ فلْنُجِبِ: دعوةُ الحقِّ إذا نُودي بها ولْنُجِدَّ السيرَ في المُطَّلَبِ ووردَ تساؤل في «دراسة» أدبية تناولت قصيدة «أعجِبَتْ بي» فحواها عما إذا كان «مهيار» قد أخلص للإسلام؟ فكان الجواب نعم. ذلك أن ديوانه قد تحدث بصفةٍ خاصةٍ عن حبه العميق لأهلِ البيت، ثم إن شعره يوضح اعتقاده الثابت في الإسلام عن اقتناع، ورغبته بأن يدخل قومه في الإسلام، وكان الدليل ذلك تحبيره الأبيات التالية: وبَلّغْ أخا صُحْبَتي عن أخيكَ عشيرَتَهُ نائياً أو قريبَا تبدّلْتْ من ناركُم ربَّها وخُبْثَ مواقِدِها الخُلْدَ طيبا نصَحْتُكُم لو وجدْتُ المُصيخَ وناديْتُكُمْ لو دعوْتُ المُجيبا أفيقوا فقدْ وعَدَ الله في ضلالةِ مِثْلِكُمُ أن يَتُوبا وإلا هَلمُّوا أُبَاهيكُمُ فَمَنْ قامَ والفَخْر قامَ المُصيبا وفي مقدمة «دراسة» أخرى عن شعر «مهيار» ورد ما يلي: وشعر «مهيار في محتواه يمثل ظاهرة خاصة في كونه صورة ناضجة لقصيدة التشيع، وتطورها في تاريخها الطويل، ولقصيدة الشعوبية في آخر مراحلها في العصر العباسي. وهو بعد ذلك النموذج الواضح للتلمذة الشعرية وتطورها في الشعر العربي. وبمقدمة الدراسة نفسها تقويم موضوعي «لمهيار الديلمي» من حيث معتقده. تقول الدراسة: ولم يقدر لشاعر أن تتضارب حوله الآراء كما قدر «لمهيار الديلمي»، فقد ظلت أصابع الاتهام تشير إليه مثيرة الشكوك حول إسلامه وتشيعه. كما أشير إليه بالبنان من قبل آخرين وجدوا فيه مثالاً صادقاً للإيمان والثبات على الدين والمذهب. ولم يقف هذا التناقض عند حدود تاريخ الشاعر الشخصي، وفكره ومعتقده، وإنما امتد إلى الجوانب الفنية، وشمل شعره. فهناك من النقاد القدامى ومؤرخي الأدب من أنكر «مهيار» أشد الإنكار، وفضل ألا يشير إليه، وألا يضعه مع أدباء العصر. وهناك ايضاً من نظر في شعر «مهيار» نظرة فاحصٍ مدقق ليستشهد به، ويبرر عيوبه ونواقصه. ولم يكن هذا التناقض في الرأي عند عصرٍ بعينه. فما زالت الآراء المحدثة تتناول «مهيار» مختلفة حوله بين الإعجاب الواسع والإشارة الصريحة إلى الفراغ الفني الفكري في شعره. وأنا أعتبر «مهيار»: شاعراً مبدعاً، وإن شاء الله مات مسلماً، وإن كنتُ لا أزكي على الله سبحانه وتعالى أحداً. وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق