قال حقوقي في مدينة حمص أمس الاثنين إن القوات السورية قتلت ثمانية محتجين أثناء الليل في المدينة أثناء مواجهات بعد مقتل زعيم قبلي محتجز. وأضاف أن حمص في حالة غليان مضيفا أن قوات الأمن يستفزون القبائل المسلحة منذ شهر ولكن المدنيين خرجوا أيضا في أعداد كبيرة إلى الشوارع في مختلف المناطق بحمص وجرى إطلاق الرصاص عليهم. وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن أكثر من 200 شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات وإن العدد يزيد. ويقول الأسد إن سوريا مستهدفة في مؤامرة وألقت السلطات باللوم على «جماعات مسلحة» و»متسللين» يحصلون على السلاح من لبنان والعراق. وامتدت الاضطرابات التي لم يسبق لها مثيل في أنحاء سوريا ومثلت أكبر تحد يواجه الأسد (45 عاما) منذ توليه السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد الذي توفي بعد 30 عاما في السلطة. من جهة أخرى يتابع أهالي الجولان السوري المحتل بترقب وقلق بالغين أخبار التحركات الشعبية في بلدهم سوريا دون الإجماع على موقف موحد من الوضع الحالي. ويبدو الانقسام واضحا في صفوف أهالي قرية مجدل شمس بين مؤيد للحركة الاحتجاجية حتى سقوط نظام بشار الأسد وبين من يرفض ذلك ويعتبره مؤامرة خارجية ضد سوريا، فيما يرفض البعض إعلان موقف من الأوضاع خوفا على مصير أقاربه الموجودين في سوريا. ونظم حوالي 150 شخصا تظاهرة مساء السبت في الساحة الرئيسية في القرية تضامنا مع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها عدة مناطق في سوريا ضد نظام بشار الأسد. ومقابل هؤلاء المحتجين تجمعت مجموعة صغيرة مؤيدة للنظام السوري حاملة صورا لبشار الأسد واعترضت على المتظاهرين ضد النظام. وقال عماد أبو مرعي «لدينا في الجولان خصوصية معينة ومن الممكن أن ما يحصل من تظاهرات لا تعبر عن رأي كل الناس في الجولان المحتل». وأضاف «ما يحصل في سوريا في الجزء الأكبر منه هو مؤامرة ضد سوريا المقاومة والرئيس بشار الأسد الذي تبنى سياسة دعم للمقاومة» معتبرا «في نفس الوقت أن هذا تغير طبيعي في سياسة الدولة باتجاه التحديث والإصلاح». ووقع اشتباك بين مشاركين في هذه التظاهرة وشبان اعترضوا عليها قبل أن يتم تفريقهم أمام الصحافيين. من جانب آخر قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أمس الاثنين إن وزارة الخارجية الأمريكية مولت سرا جماعات معارضة سورية وهو ما كشفت عنه برقيات دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس الإلكتروني. وذكرت الصحيفة أن البرقيات أظهرت أن الخارجية الأمريكية قدمت منذ عام 2006 ما وصل إلى ستة ملايين دولار لمجموعة من المنفيين السوريين لتشغيل قناة بردة التلفزيونية الفضائية التي تتخذ من لندن مقرا لها. وقالت واشنطن بوست إن قناة بردة بدأت البث التلفزيوني في أبريل/ نيسان عام 2009 وأنها صعدت عملياتها لتغطية الاحتجاجات الحاشدة التي بدأت في سوريا الشهر الماضي في إطار حملة طويلة الأجل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت الصحيفة أن الأموال الأمريكية بدأت تتدفق على شخصيات معارضة سورية خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعد تجميد العلاقات السياسية مع دمشق عام 2005 . وقالت الصحيفة إن الدعم المادي استمر تحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رغم سعي إدارته لإعادة بناء العلاقات مع الأسد. وفي يناير كانون الثاني الماضي أوفدت واشنطن سفيرا لها في دمشق لأول مرة منذ ست سنوات. وجاء في تقرير واشنطن بوست أنه لم يتضح ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ما زالت تمول جماعات معارضة سورية لكن البرقيات تشير إلى أن الأموال تم تخصيصها بالفعل على الأقل حتى سبتمبر أيلول عام 2010 م.