اليابان أو «بلاد الشمس المشرقة» تسطع في قلب الجنادرية بحضارتها وثقافتها وإنجازاتها التقنية والصناعية والاقتصادية، كضيف شرف في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السادسة والعشرين 1432ه. ويقدم الجناح الياباني ثقافته وحضارته للزوار من خلال أربعة محاور رئيسية تتضمن «التراث، والحياة المعاصرة، والقيم، والتكنولوجيا» مما يجسد الحضارة اليابانية ومتانتها ثقافياً واقتصادياً, حيث هيأ الجناح عروضاً خارجية عن طريق المسرح المفتوح الذي يقدم نماذج من التراث الياباني الفني ليستقبل زوار الجناح. وتعرض اليابان في جناحها وجوهاً من ثقافتها وحضارتها وعاداتها وتقاليدها ووصفاً للحياة العامة منذ نحو ما يزيد عن ثلاثمائة عام قبل الميلاد. وأبرز ما يُرصد في قسم التاريخ والحضارة اليابانية هي الألبسة التي تصف جزءاً من زيّ الرجل الياباني القديم المتنوعة، مثل ملابس «الكندوا» وهي الملابس الواقية متعددة الألوان وقاسية وتلبس بحسب فصول السنة، إلى جانب الملابس الرياضية التي تختلف باختلاف نوع الرياضة ومكان أدائها. وتعد اليابان من أشهر البلدان في شرق آسيا في فنون الرياضة المتعددة التي تهدف إلى السيطرة على الفكر والجسم عن طريق تدريبات خاصة, ومن أشهر الرياضات القتالية في اليابان رياضة «السومو» التي تهتم باختبار القوة في فترات اليابان قبل التاريخ, بالإضافة إلى رياضة الجودو وهي إحدى فنون القتال التي تعتمد على الحركات السريعة والقرارات الذكية. ومن الرياضات اليابانية القتالية التي تُعرض في «الجنادرية» الكيندوا والكاراتيه والكيودو وفن النينجوتسو أو البوجينكان. وفصّل الجناح كل رياضة واللباس المخصص لها والأدوات المستخدمة لكل رياضة, ومن أدوات التدريب الأوزان الخفيفة والثقيلة التي تلبس على اليد والرجل والمصنوعة غالباً من الحديد واسمها «ساشي» وهي قضبان حديدية تلبس في الرجل لتدريب عضلة الساق. واشتهرت اليابان أيضاً بفنون المبارزة التي تحتل مكانة لدى شعب الساموراي قديما، وتعد من رياضة الشجعان والأقوياء، وبإمكان الزائر مشاهدة الرماح الطويلة والسيوف المخضبة والمطلية بالذهب والمعادن التي تستخدم في فن المبارزة مثل رمح «ناغيتا» القديم, وبجانب ذلك «ركن حليات السيوف» حيث تُعرض أنواعها عديدة من السيوف الأثرية أو المشابهة لتلك التي كانت تستخدم قبل أكثر من ألف سنة، بالإضافة إلى الخوذات الغريبة التي كان يعتمرها الياباني في وقت السلم والحرب والسفر والمبارزة أو المباهاة أحياناً. أما قسم الدروع فهو نماذج تعرض الدرع الياباني الواقي والمطرز بأشكال غريبة يدل كل شكل على مكان صنعه أو مكانة لابسه، وبحسب اللوحات التعريفية أمام كل قسم فإن الدروع الحربية مخصصة للساموراي ويعتقد أنهم أول من ارتداها. وفي ركن آخر من القسم التاريخي قسم الوثائق والمخطوطات التي تسلط الضوء على جانب من الحضارة اليابانية، وخصوصاً تلك الفترة التي مهدت لظهور فن الرسم والكتابة اليابانية، وهي وثائق تعبر عن الحضارة اليابانية المختلفة التصنيفات والمراحل، عبر رسومات تصويرية إلى ما قبل الثلاثمائة قبل الميلاد. إن نمط الحياة اليابانية المعروض في «الجنادرية» يعبر في مجمله عن تسخير العقول لتقديم أسلوب حياة سهل ومبتكر عن طريق تقنيات متقدمة لمجابهة الظروف المناخية التي تمر بها البلد أو تقلبات الطقس اليومية التي ربما تعرقل النشاط البدني والذهني للإنسان الياباني من ضمنها منتجات طلاب المدارس والجامعات التي غالبا ما تكون حلولاً لمشاكلهم أو للترفيه مثل سيارة «توكاي تشالنجر» التي حصدت جوائز عالمية من خلال الطاقة الخضراء التي تعمل بواسطتها بالإضافة إلى تكوينها الغريب. وتهدف السيارة إلى استخدام منتجات البيئة المحلية الطبيعية لقضاء الحوائج اليومية دون الاعتماد على مصادر بعيدة مثل البنزين. وكما أن وصف الحياة اليومية في اليابان بالجادة فإن الترفيه له مكانة خاصة وركن خاص في الجنادرية يُعرض فيه ألعاب للكبار والصغار التي تؤدي إلى تنمية العقل والبدن من خلال ممارسات ترفيهية مبتكرة, ويسلط معرض نمط الحياة جانباً من أشهر المأكولات اليابانية، وأساليب الأكل التي تعد أهم من الأكل ذاته من أدوات وأشياء لابد من وجودها على سفرة الطعام.