من الوفاء للتاريخ في مصداقية التوثيق وأسبقية الإنجازات التي يدركها الجميع حول (أوبرتيات الجنادرية) في أهميتها وجدواها الإشارة بكل فائق التقدير لسمو الأمير الدكتور سعود بن عبدالله أول من كتب أوبرتيات الجنادرية وهو الشهير (أوبريت مولد أمة) الذي تحدث (لمدارات شعبية) بقوله: إن أوبريت الجنادرية من أهم الفعاليات الثقافية والوطنية على كل الأصعدة، وقدم الشعراء في هذا المجال لسنوات طويلة سجلاً رائعاً اشتمل على التنوع في الموضوعات تبعاً لوقت المهرجان وما يتوافق معه في توظيف المعاني بأسلوب شاعر الأوبريت، وأضاف سموه إن نجاح أوبريتات الجنادرية أمر يسر الجميع دائماً. ونطرح هنا بعضاً من (أوبريت مولد أمة) الذي كتبه سموه: هجن وخيل.. عشق مع شوق وأمل ليل طويل.. لونه مثل لون الكحل منّه سرى عبدالعزيز وبعده طلع صبحٍ جديد وردة ربيعٍ تبتسم.. في يوم مولدها المجيد في الموعد اللي تنتظر.. عذرا نخت رجّالها ما عاد حسّب للعمر.. نادت له ولبّى لها برد وسموم انحبها في سلمها في حربها المنطقة الغربية:- العشق في دنياي هي. وفي شمسها بسمة وضي في قلبك الشوق الكبير.. حاكني عنه شوي معشوقتي.. معشوقتي منها بدت هجرة نبي.. وفي أرضها نزل الوحي.. يبقى على طول السنين.. معشوقتي.. معشوقتي مكة ترى عزٍ لنا.. ومن الحرم نور وسنا رسالة وحلف ويمين لبوا الحجاج في شوق وحنين توجهوا لك راكعين وساجدين تفتخر طيبه بها قبر الرسول ومسجدٍ فيها يزوره مسلمين غرّد القمري وفي الطايف شدا والشفا تضحك له ورود الهدى هي عروس البحر أحلى شذى للبحر بسمة وجدة بسمتين المنطقة الشمالية: معشوقتي.. معشوقتي حاضر وماضي بالشمال يبقى على صدر الثرى ذكرى سقت عطش الرمال معشوقتي.. معشوقتي عرعر لمن جاها ضحوك ونجوم للساري دليل طريف والوجه وتبوك أجا وسلمى جيتها.. وحايل بعد هنيتها أرضٍ بها حاتم ربا.. أرض الكرم سميتها لقيت للماضي أثر.. الجوف به مسجد عمر وفيها قصر مارد بقى.. يحكي سنين من الدهر المنطقة الشرقية: معشوقتي.. معشوقتي قمرا مع ليل وبحر دمام وظهران وخبر متزينه صبح ومسا معشوقتي.. معشوقتي نسمة عبيرٍ في القطيف في بردها والا في صيف ومشتاق أبي شوف الحسا شربت من عيون الحسا واكلت من تمر النخيل ولون الغروب اللي كسا درب مشيته للجبيل لقيت به شي يهول في أرض الصناعة والذهب بترول للماضي يقول: خلاص ياوقت التعب المنطقة الجنوبية: معشوقتي.. معشوقتي تكتب على متن السحب أبها عروس في الجنوب وصبيا تداعبها طروب معشوقتي.. معشوقتي تعانقت غيمه وجبل ومن المعانق أمطرت وسودة عسير تورّدت ذيك الروابي والسحاب وتهامه غطاها الضباب للباحة عشق أهل الجنوب وجيزان وأبها والشعاب وأنا لاجيت للخميس ونجران وظهران الجنوب ما عاد يبغى لي أنيس إلا السحابة والهبوب المنطقة الوسطى: العشق في دنياي هي. وفي شمسها بسمة وضي في قلبك الشوق الكبير.. حاكني عنّه شوي معشوقتي.. معشوقتي منها بدا نور الجزيرة في نهار شمس سناها بان في كل الديار بسم الله أبدأ قالها عبدالعزيز وسط الرياض وكل ما ينويه صار أحلى الديار من القصيم إلى الحريق أصبح ينوّي حكمها وأمسى بها الماضي اللي صار للحاضر طريق قصة عشق من سمعها غنّى بها قلبي تولّع بالرياض.. حبٍ ورثته من الجدود يا صفحة ناصعة البياض زرعتي الصحرا ورود يا نجد يا أرضي وسماي يعجز عن الوصف اللسان الحب مالي فيه رأي.. وما أظن لي غيرك مكان كما صرح الأمير الدكتور سعد آل سعود (منادي) وهو أحد أبرز من كتبوا الأوبريتات في الجنادرية، بأن الأوبريت في كل عام هو ألق يشع بنور التلاحم المشرف وتاريخ الوطن ومجده، وما نجاح الأوبريتات طيلة ربع قرن من عمر مهرجان الجنادرية إلا أكبر دليل على ذلك، مضيفاً سموه إن مواكبة هذه الأوبرتيات لنهضة الوطن وإنجازاته عامل مشترك مشرف لكل الأوبريتات. وقد صرح لمدارات شعبية الشاعر المعروف سعد الخريجي بأن أوبريت الجنادرية حلم يتشرف ويتمنى تحقق كتابته باسمه كل شاعر يعتز بولاة أمره ووطنه، وأضاف: سأقدم أكثر من أوبريت بأمل أن يتحقق حلمي بكتابة أوبريت الجنادرية، من جانبه قال الشاعر عناد المطيري: كل من يتشرف بانتمائه لهذا الوطن الغالي ويردد (الله ثم المليك ثم الوطن) ويعتز بمهبط الوحي وأمة سعودية شعارها الخفاق الأخضر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ويملك من أدوات الفكر والوعي والثقافة المقدرة الأدبية الرصينة وعمق التضمين المشرف لأمجاد الوطن يحلم بكتابة أوبريت الجنادرية الناجح دائماً في كل التجارب المشرفة السابقة واللاحقة التي ستكون امتداداً لتاريخ من الإنجازات المتمثلة بالأوبريتات السابقة الرائعة.