أول بطولة محلية تحسم (رسمياً) في مسابقات الألعاب الرياضية، كانت بطولة دوري كرة السلة الممتاز، حيث حسم فريق الأحلام الاتحادي البطولة قبل ثلاث جولات من انتهائها، بعد فوزه على منافسه التقليدي فريق النادي الأهلي، ووسّع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه ليصبح خمس نقاط (خمس هزائم) على طريقة الأطوال في سباقات الفروسية، فالبطل لم يخسر حتى الآن أي مباراة، ومطارداه الهلال والأنصار في جعبتيهما خمس هزائم وقد تزيد. الحديث عن البطل (ليس موضوعي اليوم)، وإنما هو المدخل، وقبله أطرح سؤالاً وأقول: كم نسبة الرياضيين لدينا الذين يعرفون عن هذه البطولة، وعن حسمها؟ بل كم من غير عشاق اللعبة (وهم قليل) على علم بأن لدينا بطولة دوري في كرة السلة تقام منافساتها بين 12 فريقاً من مناطق مختلفة، ينتمي بعضها لأندية كبيرة مثل الاتحاد والهلال والأهلي، وأخرى تُعَد (معاقل) اللعبة على مدى تاريخها الحديث وتحديداً أُحد والأنصار؟ مباراة (حسم) اللقب أو التتويج للفريق الاتحادي جمعته بمنافسه التقليدي فريق النادي الأهلي، وهي مباراة (ديربي) كبيرة كما هو أي لقاء رياضي يجمع بين الفريقين في أي لعبة أو منافسة، ولهما دور كبير في إحياء المسابقات الرياضية - غير كرة القدم - وإثارتها ورفع درجة مستوياتها وانتشارها وزيادة الإقبال عليها، كما يحدث مثلاً في لعبة كرة الماء ومسابقات تنس الطاولة وغيرهما، غير أن مباراة ديربي السلة كان الحضور فيها ضعيفاً جداً، لا يقارن بحضور أي مباراة عادية في لعبة للفريقين، وإذا كان ذلك طبيعياً بالنسبة لجماهير الأهلي (وإنْ لم يكن معتاداً) على اعتبار أنه لا ينافس وبعيد عن اللقب، فما هو العذر بالنسبة للجماهير الاتحادية التي يتصدر فريقها وكان في طريقه إلى حسم اللقب؟ لقد كانت لعبة كرة السلة تحظى بالشعبية والحضور الجماهيري الكبير، وكانت تصنف على أنها اللعبة الثانية في الشعبية والإقبال الجماهيري، ولكن شعبية اللعبة (انتكست) في السنوات الأخيرة بشكل كبير جدا، وجاء ذلك امتداداً لانتكاسة اللعبة وتراجعها الكبير في عهد اتحادها الحالي، الذي بقي يتفرج عليها وهي تتراجع وتتدهور في كل مجالاتها، وآخرها الحضور الجماهيري، وأصبحت في وضع متردٍ لم تشهده من قبل، وباستثناء سنوات الاتحاد الثلاث الأولى (عمر الاتحاد عشر سنوات)، لا يجد المتابعون لها أي دور أو منهجية أو رغبة أو تطوير، وإنما العكس، وقد (استانست) بآراء بعض الأصدقاء المتابعين ولاعبين وزملاء، فوجدت ما يشبه الإجماع على ان اللعبة تدهورت وتراجعت بشكل خطير، في حين بقي لاتحاد موقف المتفرج، أما الأسباب فهي (معروفة) جداً، وممكن تداركها بطريقة أو أخرى، وهو ما لم يحدث من قبل أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، فلا هم عالجوا الأسباب، ولا هم بحثوا عن البديل المناسب، ولا هم (غادروا) وتركوا مقاعدهم لآخرين يأتون وهم أكثر حماساً ونشاطاً ودوافع وطموح و(تفرغ) للعبة، وبالتالي تكون لهم اجتهادات ومحاولات على طريقة ما لا يدرك كله لا يترك جله. شعبية الألعاب الحديث عن شعبية كرة السلة يدعونا لمشاهدتها في الألعاب الأخرى مثل كرة اليد والكرة الطائرة، فهما أكثر لعبتين تحظيان بالمنافسة والحضور، ولعل الحضور الجماهيري أصبحت شعبيته في كرة اليد، وقد يكون السبب أن دائرة المنافسة فيها أكبر وأوسع، وهناك عدد متزايد من الفرق التي تتنافس على بطولات اللعبة، فمع وجود فرق المنطقة الشرقية الخليج ومضر والنور، هناك فريقا المنطقة الغربية الأهلي والوحدة، على عكس كرة الطائرة التي تنحصر المنافسة فيها بين فريقي الهلال والأهلي، ولذلك قد تكون كرة اليد هي اليوم اللعبة الشعبية الثانية، وقد لا يكون لأي اتحاد محلي دور أو تأثير في شعبية لعبته، والسبب هو ان جماهيرنا في الغالب هي جماهير (فرق) بالدرجة الأولي، وليست جماهير لعبة، ولا نجد اتحاداً عمل أو يعمل في برامجه واهتماماته على توسيع دائرة انتشار واهتمام الجماهير بلعبته لتصبح لعبة جماهيرية، وليست لعبة فرق أو أندية. كلام مشفر - ضعف مستوى السلة وتراجعها انعكس على المنتخب السعودي ونتائج الفرق السعودية في مشاركاتها الخارجية، منتخب السلة حقق المركز الأخير في بطولة الخليج، وفريق الأنصار جاء في المركز ما قبل الأخير في البطولة العربية والهلال في نفس المركز آسيوياً، والاتحاد كذلك خليجياً!! - حان وقت التجديد في اتحاد كرة السلة، عشر سنوات تكفي الأعضاء (الجدد) أما الذين أمضوا ما يقارب ربع قرن في أروقته، فقد يحتاجون إلى حملة (كفاية) من قبل عشاق ومحبي السلة. - رغم جهده ونشاطه وحبه للعبة، إلا أنني أتساءل هل يجد عبد الرحمن المسعد (أمين عام) الاتحاد وقتاً ولو قليلاً ليخدم اللعبة ويقدم لمنصبه الهام ما يستحقه ولو دقائق، وهو الذي يشغل مناصب تنوء بحملها الجبال، ما بين محلية قارية وإقليمية واستشارية، بالإضافة إلى عضويته في جهة أو أكثر من الجهات الاجتماعية(!!) - للعام الثاني على التوالي يحسم فريق السلة الاتحادي البطولة قبل ثلاثة جولات من انتهاء المسابقة ومن غير هزيمة، وفي ذلك مؤشر كبير على انخفاض وتراجع مستوى اللعبة والمنافسين الأقوياء. - مأساة ومهزلة التتويج التي حدثت في الموسم الماضي هل تتكرر هذا الموسم مرة أخرى؟! أتحدث عن تأخير تتويج الفريق البطل إلى قرابة شهرين من انتهاء البطولة، رغم أنه حسمها مبكراً - ولم يقف الأمر عند ذلك الحد وإنما تتم التتويج بشكل غريب وعجيب، حيث أجريت مراسمه قبل بداية مباراة الفريق في الدور نصف النهائي أمام فريق أحد في تصرف غريب (شتت) أذهان وتركيز اللاعبين عن المباراة فخسروها، وأضاع ذلك عليهم وجماهيرهم فرحة الفوز والاحتفال بالبطولة الأكبر والأقوى في كل العالم. - ذلك التتويج والتصرف الغريب لم يكن له من سبب سوى الوقت، فأعضاء الاتحاد ومسؤولوه (ليس لديهم) وقت وبالتالي فهم حريصون على دمج المناسبات والنهائيات حفاظاً على أوقاتهم الثمينة و(...) في اللعبة!