ولا حاضر يغري.. كل ما نكتب مكرر ومعتاد.. نسير في نمط واحد لا مقدرة لنا ان ننهج طريقا مختلفا.. لا لشيء إلا أننا سائرون كما قرأنا وكما تشكلنا.. كما المدارس المختلفة علماتنا والقراءات المتباينة دربتنا.. حين كتبت الناقدة الفرنسية.. جوليا كريستيفيا في الستينات من القرن العشرين عن مصطلح التناص الذي تعني به.. تقاطع النصوص الغائبة في النص الحاضر أو الماثل بمعنى ان نجد في نص من النصوص آثارا من النصوص الأخرى كلون من الاستفادة.. اللاحق من السابق أو تأثره به تأثرا لا يلغي شخصية التأثر.. كان ذلك المصطلح لا يختلف عن السرقات الأدبية وربما كان دافعها أنها ترى جديداً يخالف القديم تخالفا واضحا في المنهجية الكتابية واللفظية والفكرية والموضوعية.. ولكل شيء حضوره المختلف الذي يجعل منه يحمل بصمات تميزه. أما الآن فلا نجد إلا قديماً مكرراً بالفاظنا وطروحاتنا.. كأنه ورقة واحدة نطويها نعيد استقامتها بدون أن نعيدها من جديد ورقة مختلفة سطورها وشكلها عما كان..ولا أعلم هل ذلك يدعو لأن ننهج منهجية أخرى نبتكر فناً آخر غير القصة ونحدث غير المقالة ونجد سعيا خلف مصطلح غير الرواية.. لا أعلم تحديدا، ولكن لماذا لا يكون في هذا الحاضر الذي نحياه تبدل وتجديد.. بعيدا عن التناص والتماثل الذي سرنا خلفه؟.. فكلنا نكتب مقالات مختلفة قليلا في الطرح، وكلنا ننشىء قصصا وكلنا نحاول ان نكتب اعمالا روائية ويكثر فيها التناص كثيرا لدرجة المطابقة أحيانا. لِمَ لا تكون ثورة انتقالية في الأدب بأنواعه المختلفة ليكون منهجاً جديداً.. يكتب ويسار على نهجه يترك فضله لنا نحن بدون ان نكون مقلدين أو متماثلين فقط؟.. لماذا درجنا ان نقرأ ان المجددين زادوا على ما وجوده ولم يترك لهم ابداع ايجاد مناهج مختلفة ومتخالفة تماما عن ما كان قبلا؟. فوق الكلام: يا أحلى أيامي يا بذور أحلامي أما آن لك ان تظهري وتضيئي في أراضي اقبالتي للحياة.. اشعي وتوهجي.. فكل الحياة تنادي ان اقبلي.. ثمارا غراسها أنا وقطافها في مواعيد الهناء. البريد الالكتروني: [email protected]