قرأت في صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء 1-2-1432ه، للدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة تحت عنوان (نقاط ضوء عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز) يتوقف فيه أمام مآثر شتى لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ومع ما بذل الكاتب في مقاله من جهد مشكور، إلا أنني سأتوقف أمام قوله: إن تاريخ سمو الأمير سلمان لم يكتب بعد. نعم ونعتب كثيراً على الجهات المعنية بالشأن التاريخي في بلادنا، بعدم مبادرتها حتى الآن بإصدار مؤلف ضخم عن سيرة هذه الشخصية العظيمة، الأمير سلمان، تستعرض فيه جهوده، ويتوقف فيه أمام إنجازاته، فمنذ أكثر من نصف قرن وسجل إنجازات سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومواقفه تعلو وتعلو حتى أصبح أمانة كبيرة علينا أن نقوم بتدوينها وتقديمها للأجيال التي لا ينبغي أن نفوت عليها بهذا الصمت عن مثل هذا المشروع الثقافي المهم. نعم نحن في أمس الحاجة إلى تدوين سيرة هذا الرجل الفذ الذي لا يزال يصنع التاريخ كل يوم بأفعاله ومنجزاته على أرض الواقع، نحتاج إلى جمع هذه السيرة العظيمة سواء مما دون منها أو من ذلك الذي في صدور الرجال المقربين أو من تعرضوا لمواقف إنسانية في حضرة سموه الكريم، ومع تقديري للدكتور آل زلفة، إلا أن كتابة تاريخ الأمير سلمان ليست بعقد ندوة أو مؤتمر، بل يلزم لها تكوين فرق عمل بحثية، ولتكن من هذه المراكز العلمية التي ساهم في إنشائها وضخ الحياة في عروقها لتسجل مواقف الرجل المدهشة وشهادات الناس من علماء ووزراء وشيوخ قبائل ووجهاء بلدان وعامة الشعب قبل أن تضيع بوفاة هؤلاء. فهو تاريخ تدعو الحاجة إلى تدوينه بحق، ليس تكريماً لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فسلمان كرم نفسه قبل الجميع بمآثره ومواقفه وجهوده التي لا تخفى على أحد، ولكن من باب تقديمه قدوة. فأبناؤنا في أمس الحاجة إلى الاقتداء به، وليعلم العالم بأسره، أن ثروة بلادنا الحقيقية الرجال، وليس المال. ولسعادتكم الشكر والتقدير لاهتمامكم وتجاوبكم،،، حمود بن متعب بن عفيصان - رئيس مركز القاعية