استشهاد أربعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على بيت لاهيا وغزة    نائب أمير الشرقية يطلع على خدمات مركز "هبة لمتلازمة داون"    جمعية التنمية الأهلية بالبكيرية تنظم سباق اختراق الضاحية    «الأمن البيئي»: ضبط مخالفاً دخل بمركبته في الفياض والروضات    «الصادرات السعودية» تطلق خدمة «الإعفاء مقابل التصدير»    مهرجان أبوظبي يكشف عن برنامج دورته الثانية والعشرين لعام 2025    القيادة تهنئ ملك مملكة بوتان بذكرى اليوم الوطني لبلاده    استقرار أسعار الذهب    المملكة نحو ذكاء اصطناعي شمولي ومبتكر بدعم ولي العهد    مركز إثراء يحتفي بيوم اللغة العربية    الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء    طقس شديد البرودة شمال المملكة    «الداخلية»: كشف وضبط شبكة إجرامية تهرب المخدرات في خلايا النحل    بالتنسيق مع ذوي العلاقة.. «نظام الأوقاف»: إنشاء كيانات تمويلية وصناديق استثمارية    رئيس هيئة الترفيه يعيّن نايف الجعويني مديراً لبطولة كأس موسم الرياض للسنوكر    محمد بن عبدالرحمن يعزي بوفاة العماني    فهد بن سلطان: التخطيط الحضري المتوازن يحسّن جودة الحياة ويحقّق التنمية    5 اكتشافات جديدة في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الشورى يوافق على اتفاقيات قضائية وتقنية    «الشورى» ل«جامعة جدة»: طوّروا البنية الرقمية ونمّوا مواردكم    استعداداً لمنافسات كأس خليجي 26 بالكويت.. اختبار جاهزية الأخضر بودية ترينيداد    رينارد: أريد الثأر بتحقيق كأس الخليج    فهد بن سلطان يستعرض مخطط مدينتي تبوك وتيماء    «ندوة العُلا» توصي بتعزيز السلامة من الحرائق في المواقع التراثية    سند الثقافة والوعي    ماذا تعني بعض أسماء مُدن المملكة؟    ضيافة الأطفال بالمسجد النبوي.. تجربة إثرائية    5 علامات بسيطة ترصد الخرف!    تبرع بدمه.. الجلاجل يدشّن مركز «دمي صحة»    في الجولة ال 14 من" يلو".. الجندل يلتقي الجبيل.. والحزم يواجه العين    الأخضر السعودي تحت 21 يتعادل مع منتخب قطر ودياً    تتويج الفائزين ببطولة المملكة لكرة المناورة    المملكة تدين التوسع الاستيطاني في الجولان المحتلة    سلّم 100 وحدة سكنية لمتضرري السيول في اليمن.. مركز الملك سلمان يواصل مساعداته للاجئين السوريين    228% نمو مشتركي الصناديق الاستثمارية    نقص الكوادر الأكاديمية وتأثيره على جودة التعليم العالي    هذا ماحدث لزاهية    77 ألف مستفيد من برنامج ريف    مُخ العبادة    Bitcoinتقفز 145% خلال 2024    لا تتركوا شاحن الهاتف ب«الفيش» بصفة دائمة    عصير الرمان كولاجين طبيعي للجلد    إطلاق ذكاء اصطناعي لفهم «لغة النباتات»    الأدوية التى تقلل كفاءة موانع الحمل الهرمونية    أسوان والتوأمة السياحية للمدن السعودية    تنمية «صيدنايا» و«الكبتاجون»    سوريا.. اثنا عشر عاماً واثنا عشر يوماً!    أوقفوا بن نافل    سوريا إلى أين.. ؟!    أمير تبوك يثمن حصول إمارة المنطقة على المركز الأول بين إمارات المناطق    مدير هيئة الأمر بالمعروف في عسير يلتقي مدير عام السجون بالمنطقة    منتدى للمحيط الإقليمي بجازان    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة على شمال المملكة    تدشين مبادرة "اللحمة الوطنية دين ومسؤولية" بمحافظة أحد المسارحة    دولة نائب رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية يصل المدينة المنورة    الداخلية تضبط شبكة إجرامية تمتهن تهريب المخدرات عبر مؤسسة استيراد نحل محلية    السعودية هكذا.. لا تقنع بما دون النجوم    الدحض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كهوف الهبكة .. أسرار وحكايات غامضة!!
«الجزيرة » تقتحم المجهول وتتخطى الأساطير المخيفة بحثاً عنها: ظلام دامس، عظام متناثرة، وممرات تضيق ثم تتسع فجأة لتترك زائرها في دهشة تامة!!
نشر في الجزيرة يوم 12 - 10 - 2001

تروي الأساطير الشعبية في رفحاء ان رجلا دخل في أحد الكهوف «غرب المحافظة» وكان محملا بالماء والزاد فخرج الى العراق من تحت الأرض!! كما تروي الأساطير أيضا ان عددا من الرجال حاولوا الدخول الى هذه الكهوف المجتمعة في قرية اسمها «الهبكة» 160كم غرب رفحاء فماتوا جميعا في حوادث مشابهة لما يُسمى بلعنة الفراعنة!! كما يردد العامة ان رجلا ابتلعه ثعبان ضخم وهو نائم في أحد هذه الكهوف التي تستحوذ على اهتمامات العامة وتستثير فضولهم وتُنسج حولها الحكايات والأساطير، وكل من زارها أبدى ذهولا كبيرا من هذه الأشكال والأسرار معا.
«الجزيرة» قطعت هذه المسافة لزيارة الكهوف العجيبة، ونقلت ما سمعته من الناس عن أسرار هذه الكهوف الغريبة الشكل، والتقت بعدد من الشباب المغامرين الذين غاصوا في أعماق المجهول متجاهلين بعمق كل خطر يحدق بهم من أجل اشباع فضولهم ونهمهم في اكتشاف أسرار هذه الكهوف التي سيطرت عليهم بغرابتها، وما تحمله من قصص غريبة ومدهشة، تعالوا لتستمعوا الى الغرائب والقصص المثيرة، والمواقف المحرجة.. ماذا يوجد بداخل هذه الكهوف؟ وهل صحيح أنها مليئة بالأفاعي والحمام البري؟ وماهي حكاية الرجل الذي احتجزته هذه الكهوف عشر ساعات في حرارة الصيف بعد مطاردته لضبعه؟! وأخيرا ما هو التفسير العلمي لوجود مثل هذه الكهوف؟!
السلالم ضرورية للنزول لأعماقها
الصواعد والهوابط كما شاهدها العويشز
قصة الفراعنة تتكرر في الهبكة.. والحيّات الكبيرة تتناغم مع الحمام البري في هذه الكهوف
احتجزته الصخور عشر ساعات بين الحياة والموت، وآخر ابتلعه ثعبان ضخم والضباع كادت تقتل مغامرَين!!
مرتفعات وأحجار وسهول
* دعونا نتعرف أولا على تضاريس المنطقة التي نقصد زيارتها ومن ضمنها«الهبكة» وهي في الأساس قرية تتبع لامارة منطقة الحدود الشمالية وتبعد عن رفحاء حوالي 160كم غربا حيث تتنوع المظاهر التضاريسية في المنطقة ما بين سهول وهضاب ومرتفعات وأودية وشعاب، وعموما تعد المنطقة جزءا من هضبة الحجرة التي تغطي مساحة كبيرة في شمال المملكة، وتتكون هذه الهضبة من الصخور الجيرية الكرتياسية التي تتبع تكوين العرمة، وذلك في منطقة الأودية شمال النفود الكبيروالدهناء،وتتكون الهضبة أيضا من صخور المارل الطباشيري الذي يتبع تكوين أم رضمة الباليوسيني والأيوسيني وخاصة مناطق الصحن والصحين والهذاليل وعموما في شرق وشمال شرق الهضبة.
ورغم احتفاظ الهضبة باسم واحد «الحجرة» إلا أنها تأخذ خلال امتدادها الطويل أسماء محلية مختلفة، فتسمى في جهة الغرب بهضبة الوديان ويبلغ ارتفاعها في هذه الجهة «670م» تقريبا، وسميت بذلك لكثرة الأودية التي تقطعها وهذه الأودية تنحدر حسب الميل العام ناحية الشمال الشرقي جهة العراق وتسمى باللبّة في جهة الجنوب ويبلغ ارتفاعها في هذه الجهة 650م تقريبا، وفي جهة الشمال من اللبة تسمى بالصحن والصحين ويبلغ ارتفاعها في هذه الجهة ما بين 400، 420م تقريبا، وفي جهة الشرق من رفحاء تأخذ اسم الجريبة «شمال خط الأنابيب التابلاين» ويطلق على جنوبها منطقة الهذاليل ويبلغ ارتفاعها في هذه الجهة 500م تقريبا، ويستمر المسميان شرقا حتى نهاية الهضبة، ويقطع هضبة الحجرة العديد من الأودية التي تعتبر جزءا من سطح المنطقة كما أسلفت، وهذه الأودية عموما تتجه بحسب الانحدار العام للسطح جهة الشمال والشمال الشرقي، وقد لعبت الرمال في بعض هذه الأودية بأن عزلت أجزاءها الشمالية عن الجنوبية والتي كانت تمثل امتدادا واحدا «من كتاب جوانب من الشخصية التاريخية الأثرية لمنطقة الحدود الشمالية اصدار الادارة العامة للتعليم بمنطقة الحدود الشمالية».
* محمد التويجري موظف في اتصالات رفحاء أحد المهتمين بالرحلات الخلوية أضاف عن تضاريس المنطقة قائلا: هنا في رفحاء يوجد عدد كبير مما يسميه العامة «الخلايق» وهي الكهوف أو الدحول الأرضية وهي تتركز في أماكن معدودة ومعروفة وأكثرها يوجد في منطقة «الهبكة» وارتبط وجود هذه الكهوف غالبا في المناطق الجبلية والوعرة!!
وتوجد أيضا كهوف مشابهة ولكنها قليلة ومنها ما يوجد في فيضة «أم أذن» غرب رفحاء حيث يوجد بها ستة كهوف اثنتان كبيرتان والباقي صغيرة ونسميها «خلايق وواحدتها خليقة» وبعضها مدفون بفعل عوامل الطبيعة، وهناك أيضا خلايق متفرقة حول منطقة طلعة التمياط في مكان يقال له «أبا القد» جنوب غرب قرية طلعة التمياط غرب رفحاء بحوالي 45كم وهناك أخرى قريبة من رفحاء والأساطير تروي وجود أفاعِ كبيرة بها، ويوجد بها سدر ويكثر بها الحمام البري!!.
وهناك المزيد من الكهوف والانخسافات الأرضية وكلها يسميها العامة «خلايق» كما أسلفنا ومنها موجود في منطقة الخشيبي بالقرب من المصندق حوالي 90كم شرق رفحاء وما يميزها ان كل خليقة بها فتحتان أو ثلاث بمحيط يصل الى المتر والمتر والنصف وتتسع كلما نزلنا الى أسفل، أيضا توجد أخرى في روضة فاخرة 90كم شرق رفحاء وبعضها يوجد به مياه عذبة نقية وباردة ويتراوح محيط الخليقة ما بين مترين الى خمسة أمتار وعمقها من خمسة أمتار الى عشرة وتتسع كلما نزلنا الى عمقها، وتكون المياه على جانب منها. ويضيف أبوسلطان: وهذه الخليقة تحديدا تكثر بها الأفاعي وبأعداد كبيرة وأيضا الحمام البري والذي نسميه «حمام الخلايق». أما على الجانب الآخر فنسمي الكهوف الموجودة في المناطق الجبلية غار وجمعها غيران وهذه الغيران تكثر غرب رفحاء وأغرب ما رأيت في منطقة الهبكة، وهناك قرب الشعبة «150كم شرق رفحاء» توجد 12 خليقة وتحديدا شرق شعيب كريم والحقيقة أنني لا أعرف مسميات هذه الخلايق والحديث لا يزال لمحمد التويجري الذي أضاف: انه يعتقد ان كهوف الهبكة قد تلتقي في نقطة واحدة تحت الأرض. وهي كثيرة جدا وغريبة وبعضها لا يمكن الوصول اليه إلا بالنزول بحبال أو على سلالم طويلة.
ويختم التويجري مؤكدا ان تضاريس المنطقة تشهد شيئا غريبا بالقرب من «أبارواث» الواقع غرب رفحاء على طريق عرعر ان هناك خسفا «فتحة في الأرض» عرضه حوالي المتر، ويخرج منه هواء شديد وبارد جدا ويرفع هذا الهواء أي شيء نسقطه عليه مثل الشماع والورق.. وغيره!!
رحلة الى الهبكة
حزمنا أمتعتنا متوجهين الى هذه الكهوف التي لا تخفى على أهالي المنطقة لشهرتها الواسعة، وقد صحبنا عدد من الأصدقاء المهتمين بهذه الكهوف وبالرحلات الخلوية عموما، سلكنا طريق الشمال الدولي رفحاء/عرعر صباحاً ووصلنا الى قرية المركوز «100كم غرب رفحاء» ومنها قطعنا حوالي ستين كيلومترا باتجاه الجنوب الغربي من قرية المركوز وشاهدنا قرية الهبكة وهي قرية صغيرة مرتفعة منطقتها صخرية وبها بيوت قليلة مبنية من الشعر وعدد قليل من البيوت المسلحة والبيوت الخشبية «المسماة بالصنادق وواحدتها صندقة» ويسكنها حوالي 150 نسمة تقريبا واتجهنا عبر طريق وعر قطعنا خلاله حوالي 10كم وشاهدنا الجبال والتي تعتبر مأوى للذئاب والضباع سابقا والتي كانت تشاهد بكثرة الى وقت قريب، وأوقفنا سيارتنا وأكملنا المسير سيراً على الأقدام للوصول الى الكهوف المقصودة، أما بقية المنطقة فهي سهلة.
وصلنا الى الكهف بصعوبة بالغة وقد هالنا منظره الغريب حيث التجويف الكبير في باطن الأرض وقد وصل قطره تقريبا الى حوالي 20م، نزلنا الى الكهف نزولا عاديا، بحذر شديد وقد جهزنا الرحلة بمصابيح كهربائية وبماء وبقطع فسفورية مضيئة حتى نتعرف على طريق العودة.. وكان الطريق يضيق فجأة بحيث لا مجال للمشي ونضطر معه الى الزحف وأحيانا الانحناء وهكذا حتى يتسع حينا آخر فدخلنا أحد الممرات فوجدنا ساحة كبيرة أشبه ما تكون بالصالة بارتفاع يصل الى حوالي ستة أمتار وتزيد مساحتها عن 48متراً مربعاً، كما شاهدنا كميات من الرمال الناعمة على شكل مرتفعات طبيعية رائعة لم تصل اليها يد الانسان، ولفت انتباهنا وجود ما يسمى علميا بالصواعد والهوابط وهي عبارة عن أحجار من الأملاح الصلبة تبلغ أطوالها من متر الى متر ونصف وهي سميكة جدا ومتماسكة مع الجدار الحجري للكهف، وهذه الصواعد والهوابط كثيرة جدا ومتنوعة الأشكال وهي تلمع على الانارة بشكل رائع يذكرنا بالأفلام السينمائية.. وفي كل منظر طبيعي كان يستهوينا الفضول ونتعمق أكثر الى الداخل وشاهدنا الكتابات الحديثة لعدد من الشباب المغامرين من أهالي محافظة رفحاء والذي يجدون متعة في الغوص في أعماق هذه الكهوف، وكلما زاد توغلنا كلما حاصرنا الظلام الدامس فلا تكاد ترى أقرب الأشياء اليك وحتى المصابيح اليدوية لم تعد هي الأخرى تضيء، والمولد الكهربائي «الماطور» أصبح طول توصيلته الكهربائية لا يفي بالغرض، وفي هذه الأثناء بدأنا نشعر بضيق في التنفس «فتذكرنا لعنة الفراعنة» وعدنا أدراجنا على ضوء الفسفوريات التي تركناها في أماكننا التي سرنا بها وقد أخذ منا التعب كل مأخذ.. وفعلا خرجنا الى الكهف الآخر ووجدناه أكثر اتساعا ودخلنا فيه ولفت انتباهنا كثرة الممرات فيه وتوغلنا مستخدمين نفس الطريقة السابقة وقد وجدنا صعوبة بالغة في السير بين الحجرات الكبيرة والطريق يضيق تارة ويتسع تارة أخرى ووجدنا بقايا عظام حيوانات وهي كثيرة جدا مما يدل على ان الذئاب أو الضباع أو الكلاب ربما حملتها الى هذه الكهوف، وقطعنا مسافة طويلة داخل هذه الكهف وشاهدنا الصواعد والهوابط والكثبان الرملية والأشكال الصخرية الجمالية وبعض الأواني الانسانية، ولم تعد الاضاءة تسعفنا هذه المرة وفضلنا العودة من حيث أتينا بعد ان قضينا أربع ساعات أو تزيد في اكتشاف هذا المجهول. ثم فضلنا أن نقضي بقية اليوم في فوهة أحد الكهوف حيث الهواء العليل البارد جداً والذي يرتاده الكثيرون من هواة البحث والمغامرة والذي حكى لنا بعضهم مشاهداته حيث قال خالد الدخيل «معلم»: شاهدت هنا أكثر من خمسين كهفا منها ما تنزل اليه على أقدامك ومنها ما تنزل اليه بسلالم وحبال ومنها ما يصعب النزول اليه، وقد وجدت داخل هذه الكهوف المداخل والدهاليز وتصعب عليك العودة إذا ما دخلتها، وقد نشاهد العجب في بعض هذه الكهوف حيث شاهدت شخصيا عدد سبع نخلات كبيرة في أحد هذه الكهوف وبعضها يخرج منها في فصل الصيف هواء بارد والعكس في فصل الشتاء، ويخرج منها شتاء بعض الأدخنة كأن أحدا قد أوقد نارا بداخلها، وبعض دهاليز هذه الكهوف إذا دخلت ومعك نار وتعمقت داخل الكهف فإن النار تنطفىء ولا تستطيع ان توقدها بعد ذلك لضعف كمية الأوكسجين بداخل هذه الكهوف لذلك يشعر من يدخل هذه الكهوف بضيق التنفس!!.
* (عودة اللاحقي) من هواة الرحلات البرية يقول: لا يمر أسبوع بدون رحلة برية، وكهوف الهبكة لا يمكن ان نتخيل رحلة غريبة أو مغامرة مشوقة بدونها، وسبق ان زرت هذه الكهوف مرات عديدة بل وتعمقت بداخلها الى مسافات بعيدة وشاهدت العجب العجاب، وفي أحد الكهوف شاهدت غرفة كبيرة نُحت الصخر فيها على شكل مجلس عربي، وفي بعض الكهوف وجدت بعض الأواني الفخارية بأشكال جميلة وغريبة وأخذتها عندي وقد احتفظت بها للذكرى وأظن أنها تعود لعصور قديمة وربما كان السابقون من المسافرين يستظلون بهذه الكهوف أو ربما وضع التجار القدماء حاجياتهم في هذه الأماكن المهجورة أو ربما كانت تجمعا لبعض القبائل.. لا ندري فكل شيء ممكن في هذه الأماكن الغريبة!!.
* عبدالرحمن العويشز أحد الشباب الذين يعشقون المغامرات البرية يؤكد هو الآخر انه دخل معظم هذه الكهوف وقطع مسافات طويلة في الداخل قلما يصل اليها أحد باستثناء المغامرين ويؤكد مشاهدات زملائه ويشير الى ان أكثر ما لفت نظره هي الصواعد والهوابط، والجميع كان يعتقد انه ثلج نتيجة المياه التي توجد هنا في فصل الشتاء، ولكن عرفنا فيما بعد انها قطع من الملح الكلسي المتصلب والكثير يحتفظ بها للذكرى.
* بدر مرزوق الشملاني من أشهر من غاص في أعماق هذه الكهوف يقول: أتاحت لي الرحلات البرية التي كنت أقوم بها ان اكتشف وأشاهد الشيء الكثير من أسرار هذه الصحراء، ومعظم هذه الكهوف دخلتها وقطعت فيها مسافات ليس بالقصيرة وقد دونت اسمي على جدران الكهوف، ومن غاص في أعماق هذه الكهوف حتما سيجد ذلك.
وأنا أضع قطعة من ورق المناديل حتى أتعرف على خط العودة لأن الورق يلمع على ضوء المصباح الكهربائي أو اليدوي «التريك» وهذه الكهوف بها من الأسرار الشيء الكثير ناهيك عن كثرة العظام والجماجم والكثبان الرملية والمياه المتجمعة والمتجمدة وأحجار الملح التي تشبه السكاكين المعلقة في جدران الكهوف. وتختلف طرق الدخول الى هذه الكهوف بحسب شكل الفوهة فبعضها لابد من الدخول اليها بسلالم أو حبال للتسلق عليها وبعض تدخله زحفا وبعضها مشياً وانحناء وبعضها صعب جدا ولا يمكن ان تدخله، ونحن بالطبع نتسلح أثناء دخولنا خوفا من المجهول واحتياطا للمفاجآت.
* الشاب عبدالعزيز المطيري يرى ان كهوف الهبكة من أغرب ما رآه في حياته حيث يروي مشاهداته في احدى زيارته لهذه الكهوف ويقول: رغم وعورة الأرض الموصلة اليها إلا انها غريبة بمعنى الكلمة، وشاهدت مرة بداخل هذه الكهوف قرون غزلان وبكثرة أيضا من العظام لحيوانات مختلفة، وبعض الأصدقاء وجد جمجمة صغيرة لانسان ودفنها في نفس الموقع، وفي أحد الكهوف وجدت مساحة كبيرة بداخله تكفي لملعب طائرة عرضا وطولا وارتفاعا، وبعض الكهوف لها مداخل كثيرة وبأطوال مختلفة، وبعض الكهوف تتعب من المشي دون ان تصل آخره، وبعضها يصعب التنفس في آخره فنضطر الى العودة خوفا من الهلاك، والمشي يختلف في هذه الكهوف حيث تضيق الممرات وترتفع وتنزل وفي كل مرة لابد ان تتسلق أو تقفز أو تنزل الى أسفل باختصار رحلة متعبة جدا ولكنها ممتعة جدا!!
شقيقه الأكبر مرزوق المطيري يضيف: الكهف الأشهر في الهبكة توجد بجانبه «خليقة» وهي كبيرة وتتراوح فوهتها بمساحة تقدر ما بين 57 أمتار، ونزلنا اليها بحبل بعمق يتراوح ما بين 8 10 أمتار، وفيها دهاليز متعددة وطرق كثيرة ويسميها شباب رفحاء «أم درام» وهذه الخليقة يقصدها المتنزهون لجمالها وروعة الصواعد والهوابط فيها، وجنوب هذه الخليقة توجد أخرى ولها فتحة ضيقة «حوالي مترين» ونزلنا اليها بحبل بعمق يزيد على 12 مترا وهي حارة جدا من الداخل ربما لوجود كميات من الماء تحت التراب الأرضي لها وفي تجوالنا فيها نلاحظ الدهاليز والطرق الكثيرة وبعضها لا يمكن الوصول اليه لصعوبته!!.
* أبوسلطان محمد التويجري يضيف من مشاهداته الحية قائلا: غرب الهبكة توجد خلايق كبيرة الحجم بعضها يصعب النزول فيها إلا بحبال وبعضها سهل الوصول اليها، والى الشرق من «غدير الثور» غرب الهبكة توجد خليقة بها عدة نخلات واسمها «أم نخلة» وحينما تقبل عليها تشاهد سعف النخيل وسبحان الله كيف نمت هذه النخيلات في هذا المكان المهجور؟!!
ويضيف: والى الغرب منها توجد خليقة أيضا ينبت فيها شجر الصفصاف ونسميها نحن «خليقة الصفصاف» ومن كثرة الشجر بداخلها يصعب النزول اليها!!.
مواقف صعبة وطريفة
تردد الأساطير والحكايات الشعبية عند كل موقع ومكان غريب، وكهوف الهبكة هي الأخرى لا تخلو من الحكايات الشعبية المنسوجة حولها ولا يسأل الزائر لهذه الأمكنة عن صدق أو كذب هذه الحكايات.
* راضي الشمري من سكان البادية القريبة من الهبكة يقول: لا نعلم شيئا عن نشأة الهبكة، وكل ما نعرفه عنها أنها قديمة وتعود الى تواريخ وأزمان غابرة، والبادية يسكنونها لوجود أكثر من ثلاثمائة «300» بئر بعضها قائم ونسميها «حية» وبعضها ميتة «معطلة» وهنا حول الكهوف توجد مقابر كثيرة، وتوحي أشكالها بأن لها أكثر من مائة عام عند بعض الآبار والتي يسميها العامة «القليات»، وعند سؤالنا عن تلك المقابر قالوا لنا أهلنا انها تعود لبعض القبائل التي كانت تتقاتل على الماء سابقا!!.
* فلاح من سكان البادية يقول: الداخل لهذه الكهوف مفقود في عرفنا نحن سكان البادية، ولقد فقد الكثير ممن حاول الدخول الى هذه الكهوف وربما يعود ذلك لكثرة الذئاب والضباع التي تختبىء هنا بكثرة، وسمعت من أحد أبنائنا المتعلمين ان الكهوف بها غازات سامة لكثرة الجثث والرمم القديمة فيها والتي تبعث غازات سامة فيموت من يحاول اقتحامها «مثل لعنة الفراعنة الشهيرة!» مما حدا بالبعض ان يظن ان بداخل هذه الكهوف جناً وهم الذين يقدرون وحدهم على بناء هذه الأشكال الخرافية!!.
ويضيف: وسابقا سمعنا عن رجل من أهل البادية دخل في كهف الهبكة وخرج الى أهله في العراق من تحت الأرض!! ولا ندري «يا ولدي» عن صحة هذا الكلام؟ ويقولون أيضا ان الثعابين الضخمة كانت تهاجم من يستريحون في هذه الكهوف، ويروى ان أماً تركت وليدها فلم تعثر عليه، وان رجلا أراد النوم في داخل الكهف لبرودته أيام الصيف ولم يخرج ولم يعرف عنه أحد أي شيء الى اليوم.. والله أعلم!!.
* من المواقف الصعبة ما يرويه أحد كبار السن وهو سودي بن جخيدب الشلاقي أحد أشهر عشاق البر في رفحاء إذ يقول: كنت وما أزال أهوى البر وأعشق الرحلات الخلوية، وكانت لي هواية في السابق وهي صيد الضباع والذئاب وتربيتها وكانت الضباع موجودة لكثرة في منطقة الهبكة أما الآن فلا تكاد ترى لها أثرا لكثرة السيارات والزائرين لهذه المناطق والتي كانت مهجورة في السابق. وسبق ان طاردت احدى هذه الضباع في وقت سابق مع أحد رفاق البر فدخلت أحد هذه الكهوف في الهبكة ودخلت خلفها بينما بقي صاحبي في الخارج وكنا في الصباح وأخذت أبحث عنها وكانت الممرات تضيق وتتسع حتى انني اضطر للحبو وللزحف على بطني حتى اتمكن من مطاردتها وفي النهاية اكتشفت انني اضعتها وانني كنت اتبع هيكلا عظميا لم أتبين شكله للظلام الدامس داخل الكهف، وحينما قررت العودة وكنت أزحف لحظتها، انعطفت للخلف فوقعت رجلي وتحديدا الركبة تحت جسمي حاولت ان اخرجها فلم استطع وحاولت العودة فلم أتمكن من الحراك لوجود الكهف فوقي ووجود صخرة كبيرة تحتي، حاولت مرارا دون فائدة وقد أدركت لحظتها ان هذه الصخور احتجزتني وربما كانت مثواي الأخير وقبري!! ازداد الأمر صعوبة وكدت أشعر بالاختناق ومع الاجهاد والتعب قررت ان استسلم للأمر فوقعت تحت تأثير الارهاق فاستسلمت لنوم عميق ولا أدري الى ساعتها كيف قدرت عليه؟! بدأت أشعر ان شيئا ما يسيل من تحتي فأفقت من نومي وتحركت لا شعوريا فانطلقت رجلي بفعل العرق الذي نزل بكثرة من جسمي نتيجة لحرارة الصخور، وفعلا أخذت أزحف خارجا غير مصدق حتى تمكنت من الخروج وبعد ان خرجت من فوهة الكهف وجدت الشمس قد شارفت على الغروب ولم أجد صديقي الذي ذهب ليبلغ عني الشرطة ظانا أنني توفيت أو أكلتني الضبعة..
وحينما نظرت إلى ساعتي وقد أعياني التعب والجوع وجدت أنني قضيت حوالي 10 ساعات تحت هذه الصخور!!
موقف آخر مشابه احتجزتنا صخور مماثلة ذات مرة أنا وأحد زملاء المغامرة وكنا على مقربة من ضبعة نطاردها بشغف فوصلت إلى نهاية الكهف ونحن خلفها مجتمعين تحت الصخور في مكان ضيق تماماً، وحاولنا الإمساك بها بطرقنا المعروفة ولكن ضيق المكان حال دون حريتنا في الحركة، والضبعة تم حشرها في زاوية ولابد لها من الدفاع عن نفسها وبالتالي افتراسنا ونحن مكبلون تحت هذه الصخور، فما كان من زميلي إلا أن أخرج مسدسه بصعوبة بالغة ومن تحت ابطي وجه النار إلى الضبعة خوفاً منها فقتلها ونجونا بأعمارنا!!
* خالد الشمري يقولك نزلنا بواسطة الحبال لأحد الكهوف العميقة وفعلاً نزلت بسهولة ولما جاء دور زميلي وكان سميناً انقطع الحبل فسقط على وجهه على الصخور فأصيب ببعض الرضوض والكدمات التي لم تثنه عن حب المغامرة وسط ضحكات من بقية زملائنا.. ويتذكر موقفا آخر حيث قال: دخلت أحد الكهوف في حوالي الساعة العاشرة صباحاً وكنت متزوداً بانارة على رأسي ومصباحين في يدي، تجولت في الكهف حوالي الساعة والنصف وبعدها قررت الخروج فلم أعلم من أين أتيت وكل الدهاليز تؤدي إلى دهاليز أخرى!!
يا الهي!! لقد شعرت بالخوف الشديد، وخشيت أن لا أجد طريق عودتي والمكان مظلم، فأخذت اقتصد في الإضاءة وتذكرت أنني نسيت الماء، فأخذت أسير تارة بدون إضاءة وكنت اصطدم أحيانا بالصخور في رجلي وأحياناً اصطدم بها برأسي لشدة الظلام الدامس وضيق المكان ناهيك عن حالة الهلع التي لازمتني، وبدأت أشعر بجروح تنزف وأنا أدعو الله وقد بلغ اليأس فيّ كل مبلغ، وفجأة لمحت على البعد بصيصاً من النور لاحظته عند اطفاء الإضاءة التي بحوزتي، وأصبحت أقترب منه والجروج تنزف والصخور تحتجزني في كل مرة فاضطر إلى تغيير الطريق فيختفي الطريق تارة ويظهر أخرى حتى وصلت إلى فوهة خرجت منها مسرعاً وقد حمدت الله على العمر الجديد الذي كُتب لي، وكانت المفاجأة الأخرى انني لم أجد سيارتي وعرفت فيما بعد أنني خرجت من مكان آخر وبحثت عن سيارتي فوجدتها بعد فترة وقد ارتفعت شمس الأصيل وكنت قد بدأت مغامرتي في الصباح!!
* بدر مرزوق الشملاني يؤكد أن المواقف الصعبة كثيرة ومثيرة، وبعضها طريف وأتذكر ذات مرة أننا قمنا بعمل اسلاك توصيلة كهربائية طويلة جداً ووضعنا في طرفها مصباحاً قوياً وأوصلناها بمولد كهربائي (ما طور كهرباء) ونزلنا في كهف ومعنا المصباح وكنا أربعة وقطعنا مسافة طويلة داخل الكهف وكانت الإضاءة تضعف شيئاً فشيئا حتى انطفأ النور تماماً، فقررنا العودة ففقدنا الطريق لشدة الظلام، بل إن أحد أصدقائنا اجتهد فأضاع الطريق وكاد أن يضيع نفسه بين الدهاليز والممرات التي لا تؤدي إلا إلى بعضها في موقف صعب، ولم يهدنا للخروج بعد الله إلا قطع ورق المناديل التي وضعتها احتياطياً أثناد دخولنا للكهف، وبصعوبة بالغة خرجنا وبعد أن تفقدنا بعضنا واطمأننا ضحك أحد الرفاق بشدة مؤكداً أنه فصل الإضاءة على سبيل المرح، ولم يستطع اعادتها!!
الانخسافات الأرضية علميا
* الاستاذ ابراهيم الصقعبي تحدث عن الانخسافات الارضية حديثا علميا نشرته مجلة العلوم والتقنية في عددها التاسع والثلاثين من عام 1417ه جاء فيه: الانخسافات والشقوق الارضية من الظواهر الجيولوجية المشاهدة في مختلف مناطق العالم، وتعرف الانخسافات بعدة اسماء محلية وتختلف حالات ظهورها بحسب المكونات الصخرية للطبقات السطحية، فتعرف مثلا بالثقوب البالوعية او الدحول.. وهي في الغالب ناتجة عن تحلل الطبقات الكلسية التي توجد في صخور تتميز بأن تضاريسها ناشئة عن اذابة بيكربونات الكالسيوم حيث تتمثل الانخسافات في هذه الصخور على شكل خدوش تكون مستورة بالتراب، ويجري حث الصخور بسبب الرطوبة والاحماض في التربة، او الجريان السطحي للمياه.
ومن انواع الانخسافات: الأفن: او الهوته وهو عبارة عن هوة على شكل منخفض او قمع تقع فتحته الواسعة الى اسفل وتتشكل الافن من شق سطحي يزداد عرضه بالتحلل، وقد يتصل هذا الشق مع شقوق اخرى تزيد من عرضه لتشكل مغارات وتوجد في هذه المغارات حالات الصواعد والهوابط التي هي عبارة عن ترسب المواد الكلسية الموجودة في مياه التسرب داخل المغارة او من المياه الساقطة من قمة المغارة.
والدولاين: الدولاين عبارة عن منخفض بيضاوي ذي حواف متعرجة احيانا تنكشف فيه الضخور لتصبح عارية من التربة المغطية لها بسبب نقلها للتربة الى قاع المنخفض.
والعوامل المسببة للانخسافات هي:
1 تدرج المنحدر: كلما كان الانحدار شديدا كان المنحدر اقل اتزانا ومن اسباب الانحدار النحت بواسطة الامواج والجداول.
2 المناخ والتعرية: في المناطق الرطبة مثلا تمتد آثار التعرية الى اعماق بعيدة داخل الكتلة الصخرية بسبب اثر المياه على قوى التماسك بين الحبيبات المكونة لها، اما في المناطق الجافة فان التعرية يكون نطاقها اقل عمقا، وقد يشكل سقوط الامطار المتكرر الى حدوث خسف بسبب عدم وجود غطاء نباتي يمنع الانهيار.
3 المحتوى المائي: تؤدي كميات المياه المذابة من الثلوج والعواصف المطرية الى اضعاف قوى التماسك وتفككها مما يتسبب في زيادة ميل الانحدار.
4 النباتات: عدم وجود الغطاء النباتي يؤدي الى الانخسافات لان وجود النبات يؤثر على ثبات المنحدرات، وتقوم جذور النباتات بتثبيت المواد الصخرية للمنحدر بالكتلة الصخرية الصلبة.
5 التحميل الزائد: يزيد الوزن الاضافي من الضغط على المنحدر ويقلل من المقاومة ويتسبب في الانهيار.
6 نوع الصخور: يزيد من حجم الانخسافات وجود صخور غير متماسكة على منحدر مائل فتزيد سرعة انزلاقها في الانحدار الشديد.
أشهر الانخسافات في العالم:
1 ايطاليا: ادت عمليات سحب المياه الجوفية عام 1960م في مدينة بيزا (Pisa) بايطاليا الى هبوط ارضي تسبب في ميلان برج المدينة الشهير وميلانه آخذ في الازدياد بسبب الزيادة في سحب المياه وتم ضبطها مؤخرا الامر الذي سيبطىء في انهيار البرج.
2 المكسيك: زيادة عدد السكان في العاصمة مكسيكو سيتي صحبته زيادة في الطلب على المياه الجوفية وبالتالي حدوث هبوط ارضي حيث ان بعض البنايات هبطت بمقدار 3 امتار بعد 30 سنة من بنائها.
3 الولايات المتحدة الامريكية: حدثت انخسافات متعددة بسبب سحب النفط باقرب من لوس انجلوس وبسبب سحب المياه الجوفية في الوديان الوسطى لولاية كاليفورنيا وحدث هبوط ايضا في ولايتي اريزونا وتكساس وتسببت ازاحة بعض المواد الجيرية الى تكوين فجوات صخرية وهبوط صخري كما حدث هبوط ارضي فجائي بولاية الاباما، كما ادت عمليات ضخ النفط في ولاية تكساس الى هبوط ارضي وحدث في مدينة ديترويت انخساف ارضي بسبب ازالة الطبقة الملحية.
الانخسافات في المملكة:
توجد هذه الظاهرة في عدة اماكن من المملكة، من اشهر تلك الاماكن دحل هيت الذي يقع على بعد 45 كم جنوب شرق الرياض، ويصل عمق الدحل الى (100) متر من السهل المجاور ويقع المنخفض المذكور على هيئة كهف يحوى مياه على بعد (250) متر.
وتوجد في منطقة تبوك حالات اخرى بسبب تعاقب فترات التشبع والجفاف حيث ينتج عنها انتفاخ الارض بسبب ازدياد المياه ثم تشققها بعد الجفاف وذلك في السنوات الاخيرة.
وادى استغلال المياه بمنطقة جيزان الى تسرب جزء كبير منها الى الطبقات الارضية وذوبان الطبقة الملحية الموجودة فيها مما تسبب في تعرض المنطقة الى حالات مختلفة من الانخسافات الارضية تفاوتت حدثها حسب كمية المياه المتسربة وسرعة الاذابة التي تسببها في الصخور الارضية.
كذلك في منطقة الخرج وبنبان ووادي الدواسر حالات كثيرة من حالات التكهف والتي اصبحت مجمعا مناسبا للمياه الجوفية، وفي بعض الحالات ادى تسارع استعمال هذه المياه الى حدوث انخسافات سطحية، ومن امثلة ذلك توجد في منطقة السليل بوادي الدواسر طبقات جيرية فتاتية كانت في حالة توازن مع المياه الجوفية، غير ان هبوط مستوى المياه الجوفية فيها خلال السنوات الاخيرة ادى الى اختلال التوازن وتسارع تحلل الصخور الجيرية مما ادى الى حدوث انخساف ارضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.