علماء النفس يدعونك لمواجهة هذا الشعور وتحويله إلى طاقة عبر هذا البحث سواء كنا قد ارتكبنا أخطاء تافهة - كشرائنا لحذاء ايطالي غالي الثمن - أو أخطاء جادة - كرفضنا لعرض زواج ما - تبقى هذه الاخطاء راسخة في اذهاننا سنوات عدة.. فالندم هو جزء من حياتنا يتعذر اجتنابه واذا تمكنا من فهم معناه ودرسنا مسبباته وتعلمنا كيفية اجتنابه نكون قد تزودنا ببصيرة نافذة وتحررنا في النهاية من استمرار شعورنا بالندم ازاء امر ما. - تقول المستشارة النفسية في غرينزبورو جيوسي جيوا/: الشعور بالندم ليس امراً غريباً الا انه هدر لطاقة الانسان العاطفية ذلك ان معظمنا يعوّلون على ما كان يمكن ان يكون عليه حالهم اليوم فيما لو لم يرتكبوا هذا الخطأ او ذاك وهذا النمط من التفكير يحد من مسيرة حياتنا. - يتمحور الندم بشكل عام بنوعين:- الندم على افعال قمنا بها ونتمنى لو اننا لم ننفذها - الندم على افعال لم ننفذها ونتمنى لو قمنا بها وعندما نضطر الى الاختيار ما بين بديلين هامين متشابهين يصبح الوضع مهيأ لخلق الشعور بالندم. يقول فريد بريانت/استاذ علم النفس في جامعة ليولد في تشيكاغو/ يميل معظم الناس لتجاوزالشعور بالندم من خلال تقليل قيمة الشأن الذي رفضوه في الماضي والمغالاة في ابراز الجوانب الايجابية للامر الذي اختاروه في الحاضر اي انهم يلجأون الى عقلنة الندم دون ادراك منهم بذلك وهذه الطريقة نهيىء المرء لتجاوز شعوره بالندم ازاء اختياره لامر ما. - تقول : ماريوولر/اخصائية نفسية في ميلووكي بوسكونسن: لا يمكننا ان نتناسى كل مشاعر الندم بهذه السهولة فالتفكير بين الفينة والفينة بما كان سيحدث لو اننا اتخذنا قراراً ما هو امر طبيعي تماما ذلك ان الذكرى الحلوة والمرة قد تسعدنا الا ان استمرار الشعور بالندم قد يعرضنا للاصابة باضطرابات عصبية تعيق مسيرة حياتنا فالحنين الى حب مفقود ليس سيئا بل التفكير بأننا لن نستطيع الارتباط بعلاقة جديدة مع شخص آخر لاننا لا نزال نحب الفتى الذي احببناه في المدرسة الثانوية على سبيل المثال فهو امر مختلف تماماً. تعترف وولو نفسها بانها لا تزال تشعر بالندم ازاء عدم اختيارها لمهنة الطب او العلوم وهذا الشعور استمر معها طيلة حياتها الا انها تتساءل عما كانت ستؤول اليه حياتها لو انها اجتهدت عندما كانت في السابعة عشر من عمرها، بالطبع كانت حياتها ستكون مختلفة نوعاً ما ولكن ليس هناك من ضمان يؤكد بأنها ستكون نحو الافضل فكل قرار يخلّف وراءه خياراً آخر له فوائد مختلفة الا ان له ثمنه الخاص كذلك.. فاستمرار الشعور بالندم ازاء علاقة عاطفية قديمة قد يكون مؤشراً على ان المرء غير سعيد في علاقته الجديدة. - يوضح بفرلي نيكولسن الاخصائي النفسي في جامعة اليونواز في شيكاغو بأن الشعور بالندم قد يولد لدينا حافزاً يحثنا على: - اعادة النظر فيما نفقده في حياتنا وكيفية معالجته. وغالبا ما تكون المرأة اكثر قابلية للشعور بالذنب والخجل من الرجل الذي يتهرب احياناً من الاعتراف بخطئه. - وفي مواجهة الشعور بالندم علينا ان نذكر انفسنا مراراً باننا عندما اتخذنا قراراً ما فذلك لانه لم يكن لدينا حينها الوسائل والمعرفة والمقدرة المتاحة لنا اليوم وعلينا ان نقتنع بأننا كنا على هذا الحال حينها هذه معرفتنا وهذه ظروفنا التي دفعتنا لاتخاذ ذاك القرار. لذا يجب ان نقتنع باننا قد اتخذنا الخيار الافضل وعلينا ان نسامح انفسنا اليوم وان نوحد ذاك القرار بما نحن عليه الآن فاذا تقبلنا تلك الفكرة شعرنا بالراحة والامان واصبح ذاك الخيار متكاملاً وسليماً. - وبالمقابل للندم فوائده فاذا تعاملنا معه بحكمة يساعدنا ذاك على استذكار اخطائنا والتعلم منها. كي نتجنب الشعور بالندم علينا اتخاذ القرار الصائب وحتى وان كان ا لمرء كثير الندم بامكانه ان يتعلم كيفية تلطيف وتخفيف شعوره بالندم من خلال عقلنة هذه المشاعر. تقول جيرا: تذكر انك قد اتخذت القرار الافضل تبعاً لظروفك واعتقد باننا اذا فعلنا ذلك نمنح انفسنا عادة جيدة تحمينا من الاحساس بالندم.