ينطق به بكسر الراء، وسكون الياء والكاف، عندما تتجه في الطريق الموصل من القصيم الى المدينة، وعندما تترك النقرة خلفك بحوالي ستة اكيال، وتلتفت جهة الجنوب ترى جبلي ريك «اريك» ظاهرين للعيان، وهما «ريك الاحمر» وهو الشرقي منهما، و «ريك الاسمر» وهو الغربي منهما. هضابهما مختلطة بين الاحمر والاسمر، وهما مستطيلان من الشمال الى الجنوب، واقعان شرق قرية عرجا، و شمال قرية الماوية وجبل ماوان، ويحاذيهما من الجنوب الشرقي قرية قصرية، بينمها وبين الخط المعبد حوالي «7» اكيال، في اقصى الحدود الغربية للقصيم، ونظرا لارتفاعهما فانه تربى فيهما الصقور وتجلب منهما، يعرف ذلك هواة صيد الصقور، واهل تلك المنطقة، ويسمى الجبلين قديما باسم واحد هو «اريك» بهمزة مفتوحة في اوله، ولكن العامة من اهل القصيم يحذفون الهمزة وينطقونه مبتدءا بالراء «ريك». ويقع ريك الاحمر بين خطي عرض «22 25» وطول «20 14» ويبلغ اقصى ارتفاع له عن مستوى سطح البحر «1209» متر. ويقع ريك الاسود بين خطي عرض «2025» وطول «17 41» ويبلغ اقصى ارتفاع له عن مستوى سطح البحر «1237» مترا. يحد جبلي ريك الاحمر والاسمر من الشمال: ابار ام الدباء، وضليعات الصفيراء، وضلعان العياثم، ومن الجنوب: هجرة قصيرة، وهجرة صبحا، والماوية، وجبل ماوان، وضليع مران، ومن الشرق، جبال الشمط، وجبل الاحموم، ومن الغرب: هجرة عرجا، وجبل القرن. ويجري بعض الشعاب حول جبلي ريك: من الشمال: شعيب العيثمة، وشعيب قصيرة، ومن الجنوب: شعيب القلب، وشعيب صبحا، وشعيب حموان، ومن الشرق: وادي قصيرة، ووادي الميليح. ومن الغرب: شعيب القرن، وشعيب سويحق. ويمر طريق حاج الكوفة الى المدينةالمنورة «درب زبيدة» من الجهة الجنوبية الشرقية من جبلي ريك، بينهما وبين هجرة الماوية وجبل ماوان. واذا تتبعنا المراجع التي ذكرت الجبل، فنجد ان ابن منظور في «لسان العرب 10/390» لم يذكر عنه كثيرا، واكتفى بقوله: والاريك: اسم واد..واريك: موضع، قال النابغة: عفا حسم من فرتنا فالفوارع فجنبنا اريك، فالتلاع الدوافع اما ياقوت «معجم البلدان 1/165» فقال: واريك اسم جبل بالبادية يكثرون ذكره في كلامهم اقول وهذا يدل على شهرته ثم اورد بيت النابغة، وقال ابو عبيدة في شرحه: اريك واد، وقال في موضع آخر: اريك الى جنب النقرة، وهما اريكان اسود واحمر، وهما جبلان، وقال غيره: اريك جبل قريب من معدن النقرة، شق منه لمحارب، وشق لبني الصادر من بني سليم، وهو احد الخيالات المحتفة بالنقرة، ورواه بعضهم بضم اوله وفتح ثانية بلفظ التصغير، عن ابن الاعرابي، وقال بعض بني مرة يصف ناقة: اذا اقبلت قلت: مشحونة، اطاع لها الريح قلعا جفولا فمرت بذي خشب غدوة وجاوزت فويق اريك اصيلا تخبط بالليل حزانه كخبط القوي العزيز الذليلا ويدل على ان اريكا جبل قول جابر بن حتسي التغلبي: تصعد في بطحاء عرق، كأنها ترقى الى اعلى اريك بسلم وقال عمرو بن خويلد اخو بني عمرو بن كلاب: كأن اريكا، والفوارع بيننا لثامنة من اول الشهر موعد اما الشيخ ابن بليهد «صحيح الاخبار 2/37» فقد ذكر الجبل فقال: اما اريك فهو جبل في بلاط غطفان قريب النقرة، معروف، له ذكر في كتب المعاجم بهذا التحديد، وانا لاعرفه اليوم والحديث لابن بليهد الا اني اعرف جبلا في تلك الناحية يقال له «ريك» به ماء، ويمكن ان يكون هو الذي ذكره النابغة، ثم اورد الابيات السابقة وقال: هذه الشواهد تدل على ان اريكا هو الجبل الواقع قريب النقرة والذي يقال له في هذا العهد «ريك» سقطت منه الهمزة، ثم قال: ومن هنا يتضح ان اريكا الذي ذكره النابغة هو «ريك» الواقع في بلاد غطفان، والذي يسمى اليوم بهذا الاسم. وفي «2/44» اورد قول النابغة: نصحت بني عوف فلم يتقبلوا وصاتي، ولم تنجح لديهم رسائلي فقلت لهم لا اعرفن عقائلا رعابيب من جنبي اريك وعاقل ثم قال «4/51» قال بشامة بن عمرو: فمرت على كشب غدوة وحاذت بجنب اريك اصيلا قال احمد بن عبيدة: كشب جبل قريب من وجرة، بينه وبين اريك ناء من الارض. قال «4/135» محددا موقع اللجاة: قال البكري:« لجأ»« موضع بين اريك والرجام قال اوس بن غلفاء: جلبنا الخيل من جنبي اريك الى لجأ الى ظلع الرجام اما الشيخ حمد الجاسر «معجم شمال المملكة 1/80» «ريك» بكسر الراء، وسكون الياء ثم كاف اخيرة، جبل عظيم، له جهتان احداهما لونها احمر والاخرى لونها اسمر، ولذلك يقول له اهل البادية: ريكات، اي اريكان بصيغة الجمع، وهو مثنى كما يقولون ابانات لابانين. ذكره لغدة الاصبهاني في حدود بلاد محارب،: وقال :واريك ما يقبل على القبلة منه لمحارب، والشق الآخر لبنى اصادر، وهو جبل، فانت ترى ان اهمية اريك كانت الى درجة ان يشترك فيه قبيلتان هما، محارب وبنو الصادر من سليم، ثم اورد ما قال ياقوت عن الجبل، وقال: وقال حميد بن ثور الهلالي: تجوب الدجى كدرية دون فرخها بمطلي اريك سبسب وسهوب كأن الجمان الفصل نيطت عقوده ليالي جمل للرجال خلوب وقد يثنى اريك في القديم والحديث فيقول الاقدمون: اريكان. ويقول المحدثون ريكات، قال طفيل الغنوي: تأوين قصرا من اريك ووائل وماوان ومن كل تثوب وتحلب ومن بطن ذي عاج رعال كأنها جراد يباري وجهه الريح مطنب فقرن ذكره بذكر جبلين معروفين: احدهما ماوان ويقع الى الجنوب من ريك قريبا منه والثاني ذو عاج الذي اصبح يسمى «عاج» الى الجنوب منه. وكان بأريك وقعة عظيمة مشهورة في الجاهلية، قال الهمداني: وغزا الاسود بن المنذر بني ذبيان ودودان بن اسد بأريك الابيض، فقتل وحرق قال الاعشى يمدح المنذر: وشيوخ صرعى بشطي اريك ونساء كأنهن السعالي من نواصي دودان اخضر واليا بس وذبيان والهان الغوالي وقذ ذكر الا صبهاني هذه الواقعة عن ابي عيدة وقال: فغزا الاسود بني ذبيان اذ نقضوا العهد، وبني اسد، بشط اريك، قال ابو عبيدة: وسألته عنه فقال: هما اريكان الاسود والابيض، ولا ادري بأيهما كانت الموقعة. روى العبودي بيت النابغة السابق «عفا ذو حسا» وقال: ذو حسا، هو بدون شك ما يسمى الآن «حسو عليا» لان اوصاف المتقدمين تنطبق عليه. اما البكري «معجم ما استعجم 1/144» فقد ذكره باسم «اريك» وقال: بفتح اوله وكسر ثانيه، على وزن فعيل، موضع في ديار غني بن يعصر قال الذبياني: عفا ذو حسا من فرتنى فالفوارع فجنبا اريك فالتلاع الدوافع ثم قال: وقال عبيدة: اريك في بلاد ذبيان: قال: وهما اريكان: اريك الاسود واريك الابيض، والاريك الجبل الصغير، قال: وبشط اريك قتل الاسود بن ذبيان وبني دودان، وسبى نساءهم، ثم اورد بيت الاعشى السابق. ثم قال: ويدلك على ان اريكا جبل مشرف قول جابر بن حني يصف ناقة: تصعد في بطحاء عرق كأنما ترقى الى اعلى اريك بسلم وقال الاخفش: انما سمي اريكا لانه جبل كثير الاراك. وقال «1/216» في رسم «ايل» موضع قبل اريك، من ديار غني. ثم اورد البكري بيت الراعي «3/1013»: تبين خليلي هل ترى من ظعائن سلكن اريكا او وعاهن فازر وبيت عباس بن مرداس «4/1181»: عفا مجدل من اهله فمتالع فجنبا اريك قد خلا فالمصانع وبيت عمرو بن كلثوم «4/1396»: جلبنا الخيل من جنبي اريك الى القنعات من اكناف يعز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المراجع: * معجم البلدان/ ياقوت الحموي/ دار صادر بيروت/1404. * صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الآثار/ محمد بن بليهد/ط2/1392. * المجاز بين اليمامة والحجاز/ عبدالله بن خميس/ منشورات دار اليمامة/1390. * المعجم الجغرافي للبلاد السعودية/ بلاد القصيم/ محمد العبوي/ منشورات دار اليمامة/ 1400. * لسان العرب/ ابن منظور/ دار الفكر بيروت. * معجم جبال الجزيرة/ عبدالله بن خميس/ ط1/1410. * معجم ما استعجم/ البكري/ عالم الكتب/ط3/1403 * خرائط المملكة «1:250000» لوحة رقم «1237NG» النقرة.