بداية.. لابد من ايضاح ان معلم التربية البدنية او الرياضية يختلف تماماً عن المدرب او الاداري الرياضي.. وجميع المعاهد والكليات التربوية الرياضية القائمة حالياً هي معنية فقط بتخريج المعلمين من حيث مقرراتها الدراسية وتأهيلها الوظيفي.. اي لا علاقة لمخرجاتها بموضوعنا هذا..!! بعد عملية حسابية بسيطة وشبه مؤكدة اكتشفت ان لدى اللجنة الاولمبية والاتحادات والاندية الرياضية ومكاتب رعاية الشباب والاندية الاهلية والصحية ومراكز اللياقة البدنية والتأهيل والخدمة الاجتماعية وايضاً القطاعات العسكرية والشركات والمؤسسات آلاف الوظائف في مجال التدريب والادارة الرياضية مشغولة بغير السعوديين ليس لأنهم من ذوي الخبرة والصيت والشهرة كما يحدث بالنسبة للمدربين والخبراء المرموقين وانما لتأهيلهم اكاديمياً وحصولهم على الدبلوم او البكالوريوس في تخصصات التدريب والادارة الرياضية المطابقة للشروط المطلوبة نظاميا لشغل هذا النوع من الوظائف غير المهيأة للسعوديين بحكم ان المعاهد والكليات والجامعات السعودية لم تدرج هذا التخصص الحيوي والمطلوب ضمن اهتماماتها وبرامجها العلمية المتعددة والمتنوعة..!! لو اعتبرنا ان القضية تتعلق بأهمية قراءة الواقع ودراسة متطلبات واحتياج سوق العمل السعودي فهذه مسألة مزعجة وخطيرة تشير الى التناقض الفاضح والفادح بين المخرجات الهائلة المتكدسة والمتنامية غير المطلوبة.. مقابل عدم الاهتمام وانعدام التخصصات الجامعية المؤهلة لشغل آلاف الوظائف بالسعوديين.!! وحدها جامعة (ام القرى).. هي التي ادركت وفهمت الحقائق الماثلة امامها وابرزت دورها الانساني في شأن عجزت عن استيعابه والالمام به بقية الجامعات والكليات والمعاهد الأخرى.. فحققت لنفسها انفراداً جميلاً وسبقاً لافتاً وللوطن خدمة وعطاء بإعلانها مؤخراً الموافقة على تنفيذ برنامج البكالوريوس في تخصص التدريب والإدارة الرياضية اعتباراً من العام الدراسي الجديد 1422-1423ه. يقول الدكتور علي الغامدي رئيس قسم التربية البدنية بكلية التربية بجامعة أم القرى في تصريح صحافي للزميلة عكاظ ان هذه التخصصات نبعت من الدراسة التي أعددتها ضمن فعاليات الندوة الأولى للقبول والتسجيل بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون عام 1416ه وقد اتضح من خلال الدراسة وجود عدد كبير من الوظائف غير المشغولة بالكوادر الوطنية المؤهلة وحتى المشغولة منها فهي بغير السعوديين وبنسبة كبيرة..!! الأجمل من ذلك ان قسم التربية البدنية بجامعة أم القرى لم يكتف بتخصص بكالوريوس التدريب والادارة الرياضية وانما يسعى حاليا لدراسة حاجات السوق من التخصصات ذات العلاقة بطبيعة عمل القسم مثل مراكز وأندية اللياقة البدنية وانقاص الوزن ومراكز التأهيل الرياضي والحركي.. اضافة الى دورات تخصصية ودبلومات في اللياقة البدنية والتدريب وبرامج الرعاية الحركية للفئات السنية المختلفة..!! وقد اتخذت جامعة أم القرى خطوتها الرائدة وقامت بمبادرتها المميزة.. ماذا عن الجامعات الأخرى عن دور الجهات المعنية حيال تجسيد وتثمين هذا التوجه الرائع باتاحة الفرصة المشروعة للجامعيين السعوديين لتسديد احتياج الوطن من هذه الوظائف المنتشرة بالآلاف من غير السعوديين ما بين مدربين واداريين ومشرفين وسكرتيريين معظمهم تم التعاقد معهم لأنهم من حملة «البكالوريوس».. ولا شيء غيرها..؟!! أي رعاية؟! ما هي الخدمة التي تقدمها مكاتب رعاية الشباب للشباب؟! ما الذي يمنعها من اقامة برامج صيفية تزيل الغبار والأتربة عن مدرجات الملاعب والصالات؟! الظروف متاحة والأدوات متوفرة.. إذاً لماذا تقتصر واجباتها ومسؤولياتها على تسجيل اللاعبين وتوريد وتصدير المعاملات وما الى ذلك من اجراءات ادارية روتينية بعيدة كل البعد عن المفهوم الحقيقي والمفترض لاسم ومسمى رعاية الشباب..؟! هذه المكاتب تتوقف تماماً بتوقف الموسم الرياضي.. وتمنح نفسها اجازة صيفية لأنها في الأساس ذات مسؤولية ادارية جامدة تتصور ان مهامها لا تتعدى العلاقة التقليدية المرتبطة شكلاً ومضموناً بالأندية التابعة لها..!! بامكانها ان تقيم العديد من الأنشطة والبرامج الشبابية وفق رسوم معقولة وبتمويل من المؤسسات والشركات بأسلوب استثماري مأمون ومضمون.. بالفعل ما الذي يمنعها من ان تتحرك باتجاه جديد ومتطور يبرر قيمتها والهدف من وجودها؟!. الشاطر يحكي في الأهلي والنصر صمت وهدوء وسكون وابتسامات.. وفي الاتحاد والهلال اتهامات وملاسنات.. قلق وخوف واختلاف حد «البرطمة» ورياح «خماسينية» بأثر رجعي وهذه مشكلة اما اذا كانت مبكرة وقبل الزحمة فلا بأس..!! أيهما على صح..؟! الاجابة تعتمد على طريقة التفكير.. هنالك من يرى ويلجأ الى استخدام المسكنات والحلول الوقتية وأحياناً المجاملة اعتقاداً منه بأنها الأنسب والأسلم و«باب يجي منه الريح سده واستريح».. وبالتالي كل الأمور والهموم مؤجلة حسب الظروف ولكل حادث حديث.. أما الطرف الآخر فلديه من الثقة و«الشفافية» ما يكفي لتداول أدق التفاصيل وطرح مختلف الأسئلة العالقة بلا اعتبارات ودون تردد حتى لا يكون ثمنه مهلكاً ساعة الجد..!! في هذا الوقت تحديداً.. حيث الامعان والتأمل والابتعاد عن ضغوط الربح والخسارة والذهاب والاياب.. كل الأندية بحاجة الى وضع كافة أوراقها وملابساتها على طاولة المناقشة الجادة لمعرفة مالها وما عليها بحسابات جدا دقيقة وبمفردات مفهومة واضحة وصريحة.. ان تتحكم بأفكارها وتصرفاتها بذاتها لا أن تكون مجرد ردود أفعال يصعب احتواؤها والتنبؤ بنتائجها ولحظة وقوعها..!! فرصتكم.. هاتوا وقولوا ما عندكم.. لا تفتكم.. استثمروها ما دامت النفوس «زينة» والأعصاب في «فريزر» البيات «الصيفي»..!! غرغرة ما الذي يدور في رأس الحاضر الغائب الأمير المحترم سعود بن تركي؟ ديون المحترفين انتقلت الى الحقوق المدنية وأروقة المحاكم.. والله يستر من تاليتها..!! بعض الأندية تأخذ كل شيء ولا تعطي أي شيء.. الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود..!! بلا ضجيج ولا «سمسرة» أنهت إدارة الطائي التعاقد مع المدرب واللاعبين غير السعوديين في المكان والزمان المناسبين.. حاولوا الاقتداء بهذا المكافح النبيل.. استمرار عبدالله التمامي رئيساً للجبلين لن يكون مجدياً بدون معالجة الأسباب الحقيقية التي أجبرته على تقديم استقالته!!. ليست المرة الأولى التي يثبت فيها المصري محمود الجوهري صحة نظرية ان المدرب الوطني هو خير من يقود منتخب بلاده.. لاعتبارات فنية ونفسية ينفرد بها عن سواه!!. على فكرة.. لماذا تأخر علاج نجومنا الدوليين المصابين إلى هذا الوقت.. علماً بأن إصاباتهم معروفة قبل فترة كافية من بداية الاستعداد؟!.