خرجت للتو من غرفتي الأستاذة الأخت مريم العَمْري مراسلة إذاعة ال«m.b.c» حيث أجرينا معا لقاء تحدثنا فيه بشكل سريع خاطف حول بعض القضايا الأدبية والثقافية، الخاصة والعامة.. ودعتها بكلمات شكر وابتسامات من كلتينا ووعد بلقاء يوم الغد.. تلفت حولي وشعرت بحنين جارف الى القلم والورقة والى أن أحدثكم مرة وثانية وثالثة.. وهكذا يفعل بنا الرحيل.. يجعلنا مشدودين أكثر الى جذورنا وأراضينا وأوطاننا.. وليس كالكتابة إشعاراً للكاتب بانتمائه واستقراره وبدفء وجمال وخصوبة ما حوله.. هل تعتقدون بأني أحدثكم من وراء البحار.. أو من جزر الكاريبي أو من جزر الشرق أو من ديزني لاند؟! لا.. بل أحدثكم من موقع قريب جداً.. من موضع أكثر نقاء وطهرا.. هو دائماً في القلب والذاكرة.. أحدثكم من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.. المدينةالمنورة. فنحن هنا وربما حين تقرؤون هذا المقال تكون قد تمت أمسيتنا القصصية التي تشاركني في إحيائها الزميلة والصديقة العزيزة الأستاذة شريفة الشملان.. أقبل هذا الصيف محملاً كالعادة بالكثير من المفاجآت والكثير من قصص وحكايات الرحيل ليكون من أبرز أحداثه وأهمها لدينا مهرجان المدينةالمنورة الرابع وهو في رأيي حدث جميل مبهج ومميز، حيث يتم من خلاله انعاش أجواء الصيف من خلال تكثيف الفعاليات الثقافية والأدبية المختلفة ودعوة الكثير من المشاركين والمشاركات من مناطق مختلفة.. وربما يكون من أروع حسنات هذا المهرجان بالنسبة لي شخصياً ومن ثم للجميع إنه أعادنا إلى فضاءات القصة والى جمالياتها القديمة المتجددة.. فالكتابة الأدبية المتمثلة بالرواية والقصة هي ولا شك الأكثر بقاء رغم أن المقالات الصحفية هي الأكثر حظوة واستقطابا لعدد القراء..! ربما لأن المقالات الصحفية تلامس قضايا الناس اليومية الهامة، وتشعرهم بأن ثمة من يعاني ويشاركهم الهم لحظة بلحظة وربما يستطيع من خلال الكتابة إصلاح ما يمكن إصلاحه أو التغيير الى الأفضل.. ورغم ذلك تبقى القصة هي ذلك المجال الأبعد والأعمق والتي يجد من خلالها محبوها وروادها قدرة على الإبحار والتحليق الى تلك الأجواء التي تليق بتطلعاتهم وأحلامهم.. فأهلا بها دائماً.. نبتعد عنها ونعود إليها. بمنتهى الشوق والحنين.. وتبقى هي.. هي.. تلكم هي المجنونة العابثة.. الصاخبة الهادئة.. الساحرة الفاتنة.. «القصة». email:[email protected] ص.ب:61905 الرياض الرمز البريدي: 11575