يسكن الكثير من المسؤولين )مديرين ومشرفين( خوف شديد من تفويض الصلاحيات في الوقت الذي يعانون فيه كثيرا من ضغط العمل وعدم القدرة على انجاز الكثير من الأمور المتراكمة والنتيجة تفويت الكثير من الفرص وعدم الوفاء بالكثير من الوعود للآخرين.. ومن ثم عدم سير العمل كما يجب.. يحدث ذلك منهم إما لعدم ثقة بمرؤوسيهم وإما لعدم درايتهم وخبرتهم.. والنتيجة المتوقعة ان يعم التعب، والمعاناة الجميع.. فالمسؤول الأعلى غارق في الأعمال الصغيرة والكبيرة فيما يجب وما لا يجب والمرؤوسون الأدنى مقيدون غير قادرين على الحركة يضطرون دائما الى السؤال والى العودة الى مسؤولهم الأعلى ومن ثم يتجمد الكثير من الاعمال ويصبح هناك تراجع في الكفاءة الانتاجية وفي الأداء.. وفي اعتقادي ان المسؤول الذي يتجه كثيرا الى المركزية يشبه ذلك الذي يحاول الامساك بعمود الخيمة والأطناب الموزعة في اطرافها في الوقت ذاته وبساعديه فقط والنتيجة ان لا شيء يسير كما يجب فهو في حالة من التعب والمعاناة وعدم قدرة على التوفيق ما بين العمود والأطناب والنهاية المتوقعة أن هذه الخيمة لن تقوم لها قائمة، ولو أنه أعطى لكل اختصاصه وصلاحياته لأراح واستراح. في الوقت الذي يركض فيه العالم نحو التطور بشتى مجالاته والذي يبدو أبرز ما فيه وسائل وأدوات العمل وأساليب التكنولوجيا والتقنية الحديثة التي يمكنها تسهيل المعاملات والاجراءات.. في هذا الوقت نجد ان بعض الدوائر الحكومية لا تزال تسير سيرا سلحفائيا.. مشي الهوينا.. نستخدم وسائل يدوية قديمة وكأنما لاتزال تعيش القرن الماضي ولا تعلم شيئا عما يدعى الكمبيوتر والانترنت الذي سهل الكثير من الاتصالات والكثير من الاجراءات. في القرن الواحد والعشرين لا يبدو مقبولا ابدا ان تستخدم )الدلو( لإخراج الماء من البئر في الوقت الذي يمكنك استخدام حنفيات تعمل بالطاقة الالكترونية.. فيجري الماء حالما تستشعر حرارة يدك.. ويتوقف اذا ما أبعدتها.. ولا يبدو مقبولا ان تستخدم الحمام الزاجل لإرسال الرسائل في الوقت الذي يستخدم فيه الآخرون الانترنت من خلال البريد الالكتروني.. السؤال الذي يفرض نفسه هنا ولا اجد له اجابة: لماذا تقف الكثير من الدوائر الحكومية لدينا في آخر طابور التنمية؟ وبعضها لا يعلم ان في هذا العالم بأجمعه كلمة جميلة مثيرة تدعى التنمية! Email:[email protected] ص. ب 61905 الرياض: الرمز البريدي 11575