لم يكن المدرب النصراوي يملك الكثير في مباراة الذهاب للتأهل للمباراة النهائية على بطولة الدوري فهو كان يعلم إمكانيات فريقه والامكانيات الهلالية ولذلك كان اسلوبه هو اقفال منطقته الدفاعية مع استعمال اسلوب الرقابة اللصيقة (رجل لرجل) على سامي الجابر وروني مفتاحي اللعب الهجومي الهلالي والاعتماد على الهجمات المرتدة التي لم تؤت ثمارها في الشوط الاول وسط ضغط هجومي هلالي مكثف، ورغم فقدان الهلال لأهم عناصره يوسف الثنيان الذي اصيب واستبدل بين الشوطين، ورغم النقص العددي الهلالي الذي بدأ في الدقيقة (25) من الشوط الثاني، ورغم ان النصر سجل هدفه في الدقيقة (31) من الشوط الثاني، الا ان الهلال الناقص عدديا استعاد توازنه بل هاجم مرمى النصر في عشر الدقائق الاخيرة واضاع فرصا عديدة لتسجيل هدف التعادل. كانت المباراة مباراة مدربين، ولكنها كانت بين مدرب كبير وبين مدرب مفلس، لذلك تصرف البرتغالي مدرب النصر بذكاء مستغلا النقص العددي الهلالي حيث ادخل علي يزيد الذي كان سببا في احتساب ضربة الجزاء، اما البوسني مدرب الهلال الفاقد لكل شيء والذي بقي عاطلا عن التدريب لموسمين قبل ان يتعاقد معه الهلال فهو اثبت مرة بعد اخرى انه لا يعرف امكانيات لاعبيه البدلاء ولا يعرف كيف يتعامل مع فريقه الناقص عدديا، لذلك اجرى تغييرا غريبا زج فيه بالكاتو بدلا من روني الذي تألق في الشوط الاول، ثم ادخل التيماوي بدلا عن المسعري بزعم انه سيدعم هجوم فريقه ودفاعه معا فكان ان قضى على فريقه، والغريب في ذلك هو ان المدرب الهلالي كان بإمكانه ادخال لاعبه فيصل ابو اثنين المشهور بكراته الطويلة من عمق الدفاع الهلالي وذلك كوسيلة لصناعة الهجمات للجابر وروني اللذين عانيا من اصابة وخروج الثنيان وسلبية وانخفاض مستوى الشلهوب، وكان الفريق الهلالي في قمة نحسه فهو خسر الثنيان بعد ان خسر التمياط وهما مفتاحا الالعاب الهجومية الهلالية. وكانت وقائع الشوط الاول تفضح ضعف امكانيات وخبرات البوسني مدرب الهلال حيث كانت الكرات التي تصنع من الثنيان للجابر ثم يعيدها هذا الاخير الى منطقة الدفاع النصراوية لا تجد الا روني وحده بين اربعة لاعبين نصراويين دون مساندة من لاعبين هلاليين آخرين، بل ان الهلال الذي استلم زمام اللعب في الشوط الاول لم يكن قادرا على التسجيل حتى لو امتد الشوط فترة اضافية في ظل تواجد روني لوحده بين المدافعين النصراويين. كان مدرب الهلال الفاقد لكل شيء يشاهد ما يحدث ويظن ان المشكلة كانت في مهاجميه الجابر وروني لذلك استبدل الاخير بالكاتو وهو لا يعلم ان المشكلة كانت في صناعة اللعب، ويبدو ان المدرب الهلالي لم يشاهد الجابر وهو يعود لوسط الملعب ويقوم بالدور المفقود في صناعة اللعب في كرتين خطرتين قدمهما للتيماوي وللشلهوب والا لما استبدل مهاجمه روني، وكان ادخال ابواثنين سيحقق ثلاثة اهداف لم يدركها المدرب البوسني لانه لا يعرف امكانيات لاعبيه، فابوثنين كان سيدعم منطقة عمق الدفاع الهلالي، وكان سيسمح لتوليو بالتقدم قليلا الى الامام، وكان سيقوم ايضا بتحويل الكرات النصراوية المقطوعة من عمق الدفاع الهلالي الى كرات امامية طويلة للمهاجمين وهو اسلوب يشتهر به هذا اللاعب، ولكن حدث ما حدث وكان المدرب هو احد اسباب هزيمة الهلال طبعا بالاشتراك مع الحكم العقيلي. اعتمدت الطريقة الدفاعية النصراوية على الرقابة الفردية (رجل لرجل) لذلك راقب الداود الجابر كظله وهو نفس الشيء الذي حصل من الحارثي مع روني، والرقابة الاولى كانت نتيجتها في الحالة الاولى سبعة اخطاء في الشوط الاول فقط كان احدها يستحق البطاقة الحمراء والآخر يستحق البطاقة الصفراء، وهو ما تداركه المدرب البرتغالي الذكي في استراحة ما بين الشوطين حيث اصبح الحارثي هو الملاصق للجابر في الشوط الثاني، وكان المدرب النصراوي يعلم فيما يبدو ان مدافعه الداود (زوّدها) ويدرك ايضا ان الحكم كان يغض النظر عن اخطاء الداود المتكررة التي مرت دون عقاب، ولعلنا لاحظنا انه وبعد النقص العددي الهلالي في الدقيقة (25) من الشوط الثاني ان المدرب النصراوي او عز للاعبيه باقفال جبهة الدوخي التي كانت هي الوحيدة المفتوحة هلاليا لصناعة الكرات العكسية لمهاجمي الهلال بعد خروج الثنيان وبعد النقص العددي، وهو ما اجاده النصراويون حيث تحول ماطر يمينا لانفاذ ما رآه مدربه. الهلال كان محظوظا في المباراة لان لاعبيه رغم نقصهم العددي ورغم انهم كانوا يصارعون الفريق النصراوي وحكم المباراة ومدربهم البوسني الضعيف، الا انهم انهوا المباراة بهدف واحد في مرماهم بل كادوا يسجلون هدف التعادل لو احتسب الحكم العقيلي ضربة الجزاء الهلالية ولو استغلوا فرصهم جيدا في نهاية الشوط الثاني، وبالنسبة للهلاليين فإن الهزيمة بهدف لا تمثل مشكلة كبيرة على ضوء ان هناك مباراة اياب قادمة وان كانت المشكلة الهلالية تتمثل في ضعف امكانيات مدربهم البوسني وجهله لواقع فريقه وامكانيات افراده. بالنسبة للنصراويين فقد ضمنوا التأهل بفرصة اكبر من الهلال وهم سيلعبون المباراة بأسلوبهم المعروف وهو اقفال منطقتهم الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، ويبدو واضحا ان الصمت النصراوي الغريب عن الحديث عن التحكيم الذي سبق المباراة الماضية لن يستمر طويلا حيث ستبدأ الاحاديث التحكيمية تمهيدا لمباراة اليوم الخميس، رغم ان النصر لم يعان من الظلم التحكيمي الذي قدمه الحكم العقيلي، الذي وصفه الامير بندر بن محمد عضو الشرف الهلالي في تصريح له بأنه (رئيس رابطة مشجعي النصر في القصيم).