تتجه انظار متابعي الكرة السعودية مساء اليوم الى ملعب الملك فهد في الرياض الذي يشهد لقاء الجارين الغريمين النصر والهلال في اياب الدور نصف النهائي من المربع الذهبي لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وكان الفريقان التقيا ذهاباً الاسبوع الماضي، وفاز النصر1- صفر، ما وفر الاطمئنان للأخير في ظل حاجته الى التعادل فقط في مباراة اليوم لضمان تأهله للنهائي، في حين اثقل الهدف الذي تلقته الشباك الهلالية عن طريق البرازيلي جونيور من ركلة جزاء كاهل الهلاليين وزاد هاجسهم في ان تسير الامور عكس ما يشتهون. وشهدت الايام التي تلت مباراة الذهاب بين الفريقين تحديات علنية متبادلة بين اداريي الفريقين واللاعبين، وتمحورت خصوصاً حول انتقاد اداء الحكم يوسف العقيلي، والذي يمكن القول انه امضى اسبوعاً حزيناً تحت اضواء الاعلام، لذا يخشى ان تنتقل هذه الظاهرة الى حكم لقاء اليوم، وهو الدولي عمر المهنا. اما الاستعدادات فغلب عليها السرية من الجانبين. ولعل تاريخ اللقاءات بين الفريقين يؤكد واقع عدم خضوع النتائج لمعايير القوة او الضعف على الورق، بل ترتكز على معطيات المواجهة داخل المستطيل الاخضر ومفاجآت ابداعات اللاعبين غير المتوقعة. وينتظر الا يحدث مدرب النصر، البرتغالي جورة ارثر تغييراً كبيراً في صفوف فريقه، واعتماده على مجموعة اللاعبين ذاتها التي حققت الفوز في المباراة السابقة، باستثناء احتمال اشراك المهاجم المميز علي يزيد اساسياً على حساب التونسي المصاب المهدي بن سليمان، وتخلف الحارس محمد الخوجلي لاسباب شخصية مرتبطة بتعرض شقيقه لحادث سير. وسيتولى الرباعي محسن الحارثي وصالح الداود وناصر الحلوي واحمد جهوي مهمة اغلاق كل المنافذ المؤدية الى مرمى فريقهم، علماً بأن الداود سيضطلع بمهمة شل خطورة مهاجم الهلال سامي الجابر، وفي الوسط سيكون البرازيلي جونيور نقطة انطلاق المبادرات الهجومية، وسيلقى مساندة الدولي ابراهيم ماطر المكلف تغطية الجهة اليمنى، وكذلك المتألق عبدالعزيز الجنوبي على الجهة اليسرى، بينما حددت مهمة الشاب فيصل سيف في مساندة المدافعين، وخصوصاً لجهة مراقبة يوسف الثنيان. ويكرس القوة الضاربة الهجومية علي يزيد وعبدالرحمن البيشي، واللذان يتميزان بلياقتهما البدنية العالية وسرعتهما، وحسن تحكمهما بالمواجهات الثنائية مع مدافعي الهلال، الا ان ما يعيبهما قصر قامتهما وبالتالي عدم تجسيدهما الخطورة المطلوبة عبر الافادة من الكرات العالية. هجوم هلالي ضارب وفي الهلال، سيعتمد المدرب الفرنسي صفوت يوزيتش على قوة هجومية ضاربة معززة بالجهوزية الكاملة للثنيان والجابر والنزهان، وهو يتطلع عبرها لتسجيل هدف باكر يتيح فرصة معادلة كفة المواجهة في مرحلة اولى، تمهيداً لقلب الموازين لمصلحة "الازرق" في مرحلة ثانية. ويتوقع ان يشارك البرازيلي روني اساسياً بدلاً من مواطنه توليو، وسيكلف محمدالدعيع بمهمة حراسة المرمى وامامه عبدالله الشريدة واحمد خليل، الذي بدا مرتبكاً في المباراة السابقة، واحمد الدوخي والنزهان الذي تشكل عودته مصدر اطمئنان للهلاليين لفاعليته في مواكبة الهجمات والتغطية الدفاعية معاً، اما خيارات خط الوسط فمشرعة امام كل الاحتمالات واهمها مشاركة الغامدي وابو اثنين خلف المهاجمين مع ميل الجابر لشغل الجهة اليسرى، وهو ما يفضله جمهور الفريق، على رغم سلبياته في اتاحته فرصة تقدم لاعبي النصر بسرعة وفي مواجهة كثافة عددية هلالية محدودة. وتتأرجح التقارير حول مشاركة عبدالله الجمعان اساسياً في خط الهجوم، مع ترجيح كفة خوضه المباراة في الشوط الثاني، والذي يعني ان مسؤولية التهديف ستناط بالكولومبي الكاتو الى جانب روني. المواجهة الفنية وعموماً، يعتمد فوز النصر على معطيات احكام الرقابة على مفاتيح اللعب الهلالية، وهي الدوخي والثنيان وتعطيل فاعلية انطلاقات الجابر الجانبية، وتجنب ارتكاب الاخطاء قرب منطقة الجزاء في حال مشاركة الجمعان، ومحاولة ابطاء ايقاع اللعب مع التركيز على الاختراق من العمق، واعتماد التمريرات العرضية لارهاق الهلاليين. في المقابل، فان عوامل فوز الهلاليين تقترن بتحييد اهم لاعبي النصر البرازيلي جونيور، ومنعه من تموين المهاجمين بالكرات الجيدة، وعدم مبالغة ظهيري الجنب الدوخي والنزهان في مواكبة الهجمات على حساب متطلباتهما الدفاعية، لأن النصر لديه لاعبون يتميزون بالتحركات السريعة والابتعاد عن التعقيد في التمرير، وايضاً استغلال الضعف الواضح في منطقة العمق النصراوية بسبب قلة خبرة فيصل سيف، مع التركيز على استراتيجية اخراج مدافعي النصر من مناطقهم الخلفية.