قطع النصر نصف الطريق نحو بلوغ المباراة النهائية لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم بعدما تغلب في مباراة الذهاب على نظيره الهلال بهدف سجله البرازيلي جونيور من ركلة جزاء 76، وبات يكفيه التعادل اياباً لبلوغ النهائي. هلال الشوط الواحد وشهد الشوط الاول سيطرة هلالية مطلقة، في حين تألق النصر في الشوط الثاني، الا ان الهلال لم يستثمر سيطرته وأضاع فرصاً حقيقية بالجملة بخلاف النصر الذي استفاد كثيراً في تسجيل الهدف الوحيد في المباراة. وعلى غير العادة لم ترتقِ المباراة الى مستوى تطلعات متابعي الكرة السعودية، وتأثر اللاعبون بالشد العصبي الكبير فغلبت العشوائية على ادائهم في ظل عدم التركيز، وكذلك الخشونة المتعمدة التي حتمت منح الحكم الدولي يوسف العقيلي 14 بطاقة منها اثنتان حمراوان لمدافع الهلال تركي الصويلح وللاداري منصور الاحمد. واذ ظهر جلياً ان الهلال هو فريق الشوط الواحد على غرار مباراتيه الاخيرتين ايضاً امام الصفاقسي التونسي والاتحاد في كأس النخبة، عزا المدرب الفرنسي صفوت يوزيتش السبب الى الارهاق البدني الكبير الذي تعرض له اللاعبون طوال الموسم. المواجهات الصحافية مستمرة واذا كانت المباراة قد انتهت ميدانياً بفوز النصر فإن حماها لا تزال مشتعلة على اعمدة الصحف، وخصوصاً من جانب الهلاليين الذين رأوا ان الحكم العقيلي ساهم بشكل مباشر في الخسارة بعدما تغاضى عن خشونة بعض لاعبي النصر، وخصوصاً عبدالعزيز الجنوبي، الذي تسبب باصابة يوسف الثنيان من دون ان يحتسب الحكم اي خطأ، واتهموه بتوزيع البطاقات الصفر على لاعبي الهلال المؤثرين في مقابل منعها عن لاعبي النصر الا في نهاية المباراة. من جهة اخرى، ظهر جلياً التأثير السلبي لغياب الظهير الايسر محمد النزهان عن المباراة على نمط الاداء الهلالي، على رغم بذل الصويلح جهداً كبيراً لملء هذا الفراغ. وعموماً، نجح الهلاليون في بسط سيطرتهم على الشوط الاولى بفضل تألق الثنيان الذي كان خلف كل كرة خطرة زرقاء، والدوخي في مهمة اطلاق المبادرات من الخطوط الخلفية، في حين تفرغ المسعري وتوليو الى مهمة فرض الرقابة على البرازيلي جونيور. اما سامي الجابر، الذي ظهر بحلة جيدة في هذا الشوط، فكسب الصراع مع مدافع النصر صالح الداود ونجح في تخطيه في اكثر من مناسبة. الا ان النصراويين نجحوا في اغلاق كل الطرق المؤدية الى مرماهم، وتألق في صفوفهم الحارس محمد الخوجلي الذي قطع تمريرات عرضية كثيرة للدوخي العرضية، في حين احسن المدافع محسن الحارثي في تنظيف منطقته، تمهيداً لدخول زملائه المهاجمين اجواء المباراة بعد مرور نصف ساعة عبر تسديدة للظهير الايسر احمد جهوي اصطدمت بالشباك الخارجي للمرمى. حلة مختلفة وفي الشوط الثاني ظهر النصر بحلة مختلفة، فانتفض مستغلاً تراجع غالبية لاعبي خط الوسط في الهلال لمساندة الدفاع، وحتى الشلهوب الذي حل بدلاً من الثنيان، والذي تعرض للوم الجمهور بعد المباراة مفضلين مشاركة التيماوي بدلاً منه باعتبار انه اكثر حيوية من الشلهوب، واربك جونيور وزملاؤه دفاع الهلال، وخصوصاً احمد خليل، والصويلح الذي نال بطاقة صفراء بعدما عرقل ابراهيم ماطر، ثم طرد بعد دقائق قليلة ليكمل الهلال المباراة بعشرة لاعبين. وازاء هذا النقص دفع مدرب النصر آرثر جورج بالمهاجم المشاغب علي يزيد الذي تسبب بركلة جزاء نجح جونيورفي ترجمتها الى هدفٍ غالٍ. واذ حاول الهلاليون الرد عبر ورقة اشراك التيماوي والكاتو بدلاً من المسعري وروني على التوالي عادت الفاعلية نسبياً للهلال، لكن الحارس الخوجلي تصدى ببراعة لتسديدة الشلهوب اثر تمريرة متقنة من الجابر، كما تسبب التطبيق الفاعل لخطة التسلل في تحجيم الخطورة الهلالية. وتنتظر الفريقان مواجهة اخرى نهاية الاسبوع الجاري ، وستشهد الايام المقبلة استعدادت مكثفة، خصوصاً في المعسكر الهلالي الذي يأمل جمهوره في ألا يقع ضحية الاجتهادات الخاطئة لمدربه. وسيلتقي الفائز بمجموع المباراتين مع الفائز من مبارتي الأهلي والاتحاد والتي انتهت اولهما بالتعادل السلبي في جدة.