استمرت وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية في متابعتها لأخبار حجاج بيت الله الحرام وتنقلاتهم في المشاعر المقدسة والمجهودات الكبيرة التي تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في سبيل خدمة الحجيج من أجل تمكينهم من أداء مناسكهم في يسر وسهولة وأمن واطمئنان. ونوهت وسائل الإعلام المختلفة بالخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام مثل التجهيزات الصحية في المستشفيات وإقامة المراكز الصحية ومراكز ضربات الشمس والاجهاد الحراري. وأ برزت أرقاماً متنوعة تدل على ما يقدم ويبذل من جهد من الجهات المعنية بالحج وشؤون الحجاج وأكدت أنه لا يمكن لأي مراقب ومتابع أن يغفل تلك الأرقام أو يدعها تمر مرور الكرام. ففي تقاريرها اليومية التي تبثها عن موسم الحج لهذا العام قالت وكالة الأنباء القطرية أن حجاج بيت الله الحرام استقبلوا أمس الاول على صعيد منى أول أيام التشريق وثاني أيام عيد الأضحى المبارك مستبشرين بما منَّ الله به عليهم من أداء مناسكهم شاكرين الله تعالى على ما أنعم به عليهم من حج بيته العتيق. وأشادت بالخدمات التي تقدمها الجهات المعنية بشؤون الحجاج لضيوف الرحمن بشكل متميز وتغطي نشاطاتها أنحاء منى مع التركيز على مناطق كثافة وجود الحجاج مثل جسر الجمرات الذي يشهد تدفق الحجيج لرمي الجمرات. وأوضحت أنه رغم الكثافة العالية في أعداد الحجاج في هذه البقعة المحدودة إلا أن المواد التموينية وفرت بشكل يفوق الاحتياجات المطلوبة ويحصل الحاج على حاجته من المياه بسهولة ويسر حيث وفرت في كل أنحاء المشاعر المقدسة وفي جميع المخيمات. أما الخدمات الصحية التي شملت عشرات المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية المنتشرة في أنحاء متفرقة لتقدم خدماتها العلاجية للمحتاجين فقد زودت بكافة التخصصات الطبية والمختبرات وغرف العمليات ومراكز ضربات الشمس ووحدات الارهاق الحراري مع توفر الدواء والمستلزمات الطبية. وأضافت أن رجال الأمن يواصلون جهودهم لتنظيم عملية تحرك ضيوف الرحمن داخل المشاعر المقدسة وإلى مكةالمكرمة وارشادهم وتقديم العون لهم. وأبرزت وكالة الأنباء الكويتية تصريحات لقنصل عام دولة الكويت في جدة جمال الغانم أشاد فيها بالإنجازات التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في المشاعر المقدسة وما سخرته من خدمات متكاملة لضيوف الرحمن مؤكدة أن هذه الإنجازات كان لها أكبر الأثر في تحقيق النجاح المميز في موسم حج هذا العام وتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بسهولة ويسر. وقال الغانم إن مشروع السكن الآمن للحجاج بمنى والذي أكملت حكومة المملكة العربية السعودية إنجازه هذا العام لينعم الحجاج بالإقامة فيه أحد الشواهد البارزة على سهر حكومة خادم الحرمين الشريفين على راحة وسلامة وأمن حجاج بيت الله الحرام. وتطرقت الوكالة إلى مشروع الخيام المقاومة للحريق الذي تم انشاؤه بمنى بعدد كلي بلغ 40 ألف خيمة ويستوعب أكثر من مليوني حاج وبلغت تكلفته 9.2 مليار ريال سعودي والذي بدأ العمل فيه عام 1998م وحظي باهتمام كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لأنه يمنع معظم أسباب اندلاع الحرائق بإذن الله. وفي القاهرة أفردت الصحف المصرية أمس مساحات واسعة لأخبار الحج والجهود الكبيرة التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية برعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بهدف التيسير على حجاج بيت الله الحرام. وذكرت أن استغلال كل شبر في المشاعر المقدسة لخدمة الحجاج وتوفير الراحة لهم يجري على قدم وساق كما أن الطرق والأنفاق تتزايد عاماً بعد آخر وكل ذلك بهدف التيسير على ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم في سهولة وأمن واطمئنان. من جانبها أكدت صحيفة الأخبار أن الأمان أصبح هو السمة الظاهرة لكل إنسان بالمملكة التي لا تدخر جهدا من أجل التيسير على ضيوف الرحمن. وأبرزت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية احصاءات متنوعة عن الأعمال والجهود خلال موسم الحج وقالت إنه لا يمكن لأي مراقب أو متابع أن يغفلها أو يدعها تمر مرور الكرام وهي إن دلت على شيء فتدل على ما يقدم ويبذل من جهد من الجهات المعنية في المملكة بشؤون الحج. وقالت إنه يأتي في مقدمة هذه الأرقام المؤكدة والموثقة أن ما انفقته حكومة المملكة العربية السعودية خلال العقدين الأخيرين على توسعة الحرمين الشريفين قد بلغ أكثر من سبعين مليار ريال حتى تستطيع استقبال الحجاج الذين يزيد عددهم كل عام ووصل هذا العام إلى أكثر من مليون وثمانمائة ألف حاج. وأشارت إلى قيام خمسة أقمار صناعية بنقل شعائر الحج هذا العام لحوالي مائة دولة بالإضافة إلى قيام اثنتي عشرة طائرة عمودية بمراقبة المشاعر طوال الوقت للعمل على تنظيم وتوجيه حركة الحجاج والمرور بالإضافة إلى إنشاء أربعين ألف خيمة حديثة مكيفة وغير قابلة للحريق في مشعر منى وتوزيع ستة ملايين مطبوعة بلغات مختلفة على كل المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة على الحجاج أثناء دخولهم الأراضي السعودية بالإضافة إلى ملايين المصاحف وتوزيع خمسة ملايين وجبة مجانية على الحجاج عن طريق ألف ومائتي سيارة متنقلة بالوجبات والعصائر وتوزيع ثمانمائة ألف نشرة صحية بثلاث عشرة لغة على الحجاج. وبينت أنه تم حتى أمس الأول اجراء مائة مليون مكالمة دولية من مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة كما يوجد 145 برجا للهاتف الجوال حول الحرم المكي الشريف وفي منى و91 محطة ثابتة في عرفات ومزدلفة. وأضافت أن ستة آلاف رجل اطفاء موزعون على ثلاثين فرقة انقاذ وثلاثين فرقة اطفاء وثلاثين وحدة سلامة وثلاثين فرقة أمن وقائي وألف وتسعمائة آلية إضافة إلى أكثر من ثلاثة عشر ألف عامل نظافة و33 دورة مياه متنقلة وستة عشر ألف دورة مياه ثابتة. وأوضحت أنه يوجد في مكةالمكرمة سبع مستشفيات تضم ألفين وسبعمائة سرير ومائة وسبع وحدات لعلاج ضربات الشمس وثلاثمائة وستون سريراً لمعالجة الارهاق الحراري وأربعة وسبعون مركزا صحيا. وفي تونس تابعت وسائل الإعلام التونسية تناولها لأداء مناسك الحج هذا العام مبرزة ما يحظى به حجاج بيت الله من عناية وأمن في مختلف مراحل أداء مناسكهم. وفي هذا الإطار تطرقت وكالة الأنباء التونسية إلى مواصلة الحجاج أداء مناسكهم. وتحدثت عن تكثيف الاجراءات الأمنية وانتشار رجال الأمن لتوفير مزيد من الأمن والسلامة للحجاج أثناء رمي الجمرات. من جانبها تناولت صحيفة الحرية أداء المناسك في أحسن الظروف ونقلت عن سفير الجمهورية التونسية لدى المملكة تأكيده الحرص الدائم لدى المسؤولين بالمملكة على أن يتم أداء مناسك الحج في أحسن الظروف وتضافر الجهود لكي يتم أداء المناسك على أكمل وجه. ولم تخل نشرات الأنباء في الإذاعة والتلفزيون التونسي من متابعة تنقل الحجيج بين المشاعر المقدسة والتأكيد على ما يبذل من جهد لاتمام المناسك في أحسن حال. وأبرزت الصحف في هذا الإطار ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني من ارتياح في كلمتهما إلى المواطنين والامتين العربية والإسلامية لسير مناسك حج هذا العام وتمنياتهما للحجيج الوافدين عودة ميمونة إلى ديارهم. وتوقفت الصحف في تقريرها عند الخدمات المقدمة للحجيج وأشارت إلى توزيع ملايين زجاجات المياه المبردة والوجبات الساخنة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة كما نقلت تصريحات معالي وزير الصحة الدكتور أسامة شبكشي المطمئنة التي تؤكد خلو الموسم من أي أمراض وبائية أو معدية أو أي حالات غير طبيعية بين الحجاج. وقالت وكالة رويترز أن الحجاج شقوا طريقهم نحو رمي الجمرات في أول أيام التشريق بسلاسة تحت رقابة مئات من رجال الأمن في الوقت الذي قامت فيه مكبرات الصوت بإرشاد الحجيج بثماني لغات.