قال فويسلاف كوستونيتشا رئيس يوغسلافيا امس عقب عودته الى بلجراد ان قمة البلقان التي عقدت في سكوبي عاصمة مقدونيا برهنت على ان المنطقة ستصبح (منطقة للسلام وليس برميلا من البارود في اوروبا). وعمد كوستونيتشا الى طمأنة الدول المجاورة ليوغسلافيا ومنها البوسنة بتأكيده في كلمات مقتضبة ان بلجراند قد استعادت مكانتها الخاصة بها وحدها بمعزل عن الطموحات السابقة. وقال ولكن هذا كل ما في الامر فلم يعد هناك وجود ليوغسلافيا الكبرى ولا أي شيء يمكن ان يهدد جيراننا وكانت البوسنة احدى الجمهوريات التي انشقت عن الاتحاد اليوغسلافي القديم خلال عقد التسعينيات الذي شهد اكبر صراع عرقي في منطقة البلقان. واصبح الاتحاد اليوغسلافي الجديد يضم حاليا جمهوريتي صربيا ومونتنيجرو (جمهورية الجبل الاسود) فحسب. وكان كوستونيتشا قد اثار قلقا في سراييفو عاصمة البوسنة في عطلة نهاية الاسبوع الماضي اثر مشاركته في حفل ثقافي اقيم بالشطر الصربي الغربي بالبوسنة, وفي اللحظة الاخيرة واستجابة لضغوط اضاف كوستونيتشا الى الجولة زيارة قام بها الى سراييفو كانت الاولى من نوعها منذ إطاحته بالرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. ويتميز كوستونيتشا كسلفه الصربي بنزعة قومية حادة. وكان كوستونيتشا قد التقى خلال وجوده في سكوبي بريتشارد هولبروك السفير الامريكي في الاممالمتحدة, وعقد اللقاء الذي استغرق ساعتين عقب انتهاء قمة البلقان غير الرسمية. وبحث الجانبان خلال الاجتماع عدة قضايا منها اتفاق ديتون للسلام في البوسنة واللاجئين والسجناء الالبان وعلاقات صربيا مع مونتينيجرو الغربية التوجه والتي تميل الى الاستقلال عن بلجراد ووضع بلجراد دوليا. وقال كوستونيتشا عقب اللقاء انه وهولبروك اتفقا إزاء بعض القضايا واختلفا بشأن قضايا اخرى كثيرة, وشدد على ان اجراء اتصالات والتحدث بصراحة امر ايجابي. وكان الرئيس اليوغسلافي قد اعرب خلال القمة عن قلقه إزاء اجراء انتخابات محلية في كوسوفو يوم السبت المقبل بسبب الوضع الهش بالاقليم. ولكنه اعرب عن قبوله للاشراف الدولي على هذه الانتخابات. وتصر واشنطن على مثول ميلوسيفيتش امام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في منطقة البلقان خلال فترة توليه السلطة في بلجراد والتي استمرت 13 عاما تقريبا خاصة في اقليم كوسوفو الصربي الجنوبي الذي تقطنه اغلبية من الالبان العرقيين والبوسنة والتي تدين نسبة عالية من سكانها بالاسلام.