إن المرء يشعر بحزن وأسف شديدين عندما يطالع إحصاءات الحوادث المرورية المروعة والمؤلمة,, بل يزداد الأسى هماً وحرقة حينما نعلم ان أغلب ضحاياها هم فلذات الاكباد من الشباب,, وهذا ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره بل إن لكل شيء سبباً ومن المعلوم ان اسباب الحوادث تعود الى عناصر عديدة أهمها العنصر البشري فهو حجر الزاوية في مثل هذه الأمور, كيف لا؟ وقائد المركبة هو الممسك لزمام هذه العناصر الذي يديرها حسب رعايته واهتمامه, وبالتالي كان لابد من إعادة النظر في تأهيل السائق لنفسه بتصحيح المفاهيم الخاطئة وخلق القابلية للاستعداد في تقبل النصح وتحمل المسؤولية، وذلك عن طريق الالتزام بالأنظمة والتعليمات عن رغبة واقتناع. إننا بحق نحتاج الى ادارة ذاتية مع أنفسنا لخلق الاقتناع الذاتي في كل مناحي الحياة عموماً وفي التعليمات المرورية على وجه التحديد,, بل ان الاقتناع يعمل على تحقيق الهدف وبلوغ المنى. إننا ومع بالغ الأسف نلحظ ونشاهد من يقود المركبة من غير استشعار لخطرها المحتمل وقوعه في اي لحظة وادنى برهة, مما يكون له بالغ الأثر في خلق الإهمال واللامبالاة وبالتالي حصول ما لا يحمد عقباه وفرق كبير بين القائد المثالي الذي إذا امتطى صهوة (سيارته) قدر المسؤولية وكبر عنده عبء التعامل مع مركبته فيقود بحذر وتركيز مع الالتزام بالأوامر وتطبيق التعليمات,, وبين آخر يفتقد الى كثير من المبادىء والاساسيات في القيادة وأبجديات السير فلا هم له الا سرعة الوصول وتحقيق المصالح الذاتية، فالسائق قبل كل شيء يجب ان يدرك انه مسؤول مسؤولية عظمى عن سلامته وسلامة الآخرين, انطلاقا من المسؤولية الشاملة في قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فالسائق المثالي هو الذي يتقيد بالانظمة المرعية وفق رغبات صادقة واقتناع ذاتي مع إدراك آثار هذا الالتزام. والله الموفق خالد بن عايض البشري مدارس الرياض للبنين