يقاس تقدم الدول ومواكبتها للمدنية الحديثة المتحضرة من خلال احترامها للانظمة والقوانين المستوحاة من البيئة التي تحيا فيها فما يتمتع به الانسان من وعي ومعرفة كالسلوكيات والتصرفات التي يتبناها والمفاهيم التي يقتدي بها ومن هنا ندرك ان التشريعات التي تشرع في أي بلد لا تكون متوحدة او يجوز تطبيقها في كل البلدان بالضرورة الا ما يتعلق بأمور قيادة المركبة التي يكون عنصرها السائق والسيارة ومن ثم يأتي الطريق الذي تنساب عليه هذه الآلة بخصوصيتها واجهزتها التي تجعل منها مطية لا يمكن تحريكها الا بواسطتة وعليه لا بد من ايجاد من يراقب ويوجه هذا الكائن والا انفلت الامر واصبحت هذه الحالة كما نشاهدها في ملاعب الاطفال وهم يركبون السيارات المكهربة بصورة فوضوية فمن يتأملها وهي تتلاطم اندفاعا وتراجعا والاصطدامات الجانبية ومن يمتطيها يكون في حالة ضحك اشبه بالهوس وهم صغار اقول من يحاول ان يصب تفكيره مليا على هذا المنظر يحصل على عبرة يستفيد منها اثناء قيادتة لمركبته فكل الدراسات العالمية التي سودت بهذا الخصوص منذ ان صنعت السيارة اكثر من قرن ونيف الهدف من هذه التوصيات تقويم سلوك وتوجيه قائد السيارة لكون القيادة تأتي ضمن الفنون الرفيعة التي تزيد من وعيه وادراكه لمسؤوليته لتجنب الكثير من الامور السلبية ومنها يأتي الذوق الذي في غيابه تفقد النفس البشرية ذاتها ويصيبها الجفاف والفقر من بهجة الروح والقانون الذي يختص بالحركة المرورية يترجم مدى ما يحمله المجتمع من ذوق واخلاق وفن والالتزام بها ما هو الا عامل وقاية للسائق والحفاظ على حياته من هذه الآلة التي جوهرها النار والوقود ومن ثم تجنب الاضرار لمن يحملهم معه او الآخرين في المركبة الاخرى في بلادنا العزيزة كثرة الحوادث سببها قيادة المركبة في صور عشوائية ولافتة للنظر باعداد القتلى واضعافهم من الجرحى وآخرون يعانون من مختلف الاعاقات فالاولى ان يتحلى جميع من يقودون المركبات بشتى انواعها بالثالوث الذي يتمثل برقي الانسان هو ان القيادة ( فن وذوق واخلاق )