هل من علاقة حميمة بين ورد الطبيعة وبين المخلوقات الجميلة (الخيل).. إنك لا تسمي شيئاً باسم شيء آخر. إلا وأنت تعقد في ذهنك علاقة ما بين الشكل وكذلك المعنى فإذا ما سميت فتاة (طخما) بقمر. فأنت لا تعني صورة القمر بل الحسُن وإذ ما اسميت ابنك ب(سلمان وسلطان) و( متعب وفيصل) فأنت تقصد التيمن بشخصية من يحمل تلك الأسماء الفارعة وبصفاتهم المتعددة والراقية. إذا ما المراد فيمن أسموا بعض جيادهم (ورداً) . كلنا بالطبع وخصوصاً الأكثر عراقة من أهل الخيل يتذكرون الحصان والفحل الشهير (الورد) العائد في ذلك الزمن الجميل للأسطبل الأزرق. إنهم بلا أدنى شك وبحسهم وعرفهم يريدون اللون وما وراء اللون من محبة الورد، وردك يا زارع الورد. حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه سمى أحد أفراسه (بالورّد) والتي وصفها ذات زمن بعيد بقوله: أتقي دونه المنايا بنفسي وهو دوني يغشى صدور العوالي ولكم الحرية في إعادة قراءة هذا البيت الخالد مراراً لبراعته في التورية فالإيحاء الأول لعبارة سلاح الورد هو تمازج أرق ما في الكون وأخطر ما فيه وهذا وصف ساحر وباهر يجمع بين ما بين طرفي النقيض وكأن الشاعر يقول أنا في غاية القوة والصلابة وغاية الرقة الخلابة فأنا فارس حرب وفارس غزل ومحبُ ينحُب ثم سرعان ما تنكشف أنه أراد شيئاً آخر خلف كل ذلك وهو السلاح والفرس التي أسماها ورّد فهو رجل حرب وقتال لا أكثر. الورّد في اللغة هو الزهر الذي يشُم قيل للأسد ورّد وللفرس ورّد وهو بين الكميت أي الداكن والأشقر وأوضح ابن سيدة أن الوردة لونها أحمر يضرب إلى صفرة حسنة في كل شيء وجمع الورد (وراد) وعشاق الأخضر بالطبع لن يبرح ذاكرتهم ذلك الاسم المجلجل بفعله الأجمل. الغرناطي صاحب كتاب الخيل أراد أن يكون أكثر تخصصاً يعني زميل مهنة حيث بين أن الورّدة في ألوان الخيل هي الحمُرة الخالصة ويرى أن الفرق بين الكميت والأشقر يميز بالعرف والذنب فإذا كانا أحمرين أو أصهبين فهو أشقر وإن كانا أسودين فهو كميت وقد عد الغرناطي صاحب كتاب الصافنات الجياد والذي أنصحكم بقراءته الخيل الورّد إلى ثلاثة أنواع: هي المصامص، والورّد الأسود والأغبُّس. ومتى أسهبنا في شرح معاني تلك الأسماء الثلاثة وهويتها اللغوية الأصيلة فإن ذلك قد يحتاج منا إلى صفحات وليس مقالة. ما دعاني إلى الدخول في دهاليز المسميات العريقة بورودها البديعة رغم أشواكها العديدة ليس استعراضاً وفرد عضلات التخصص بقدر ما هو ذلك الغزو المكثف من قبل السادة الحصّن والأفراس القادمة من بلاد الخواجات وهي تركض في المضامير السعودية بذات أسمائها (الأجنبية) لكي يتاح لسباقاتنا صفة الرسمية وذلك عبر دخولها منظومة الجوكي كلب الدولية). المؤكد وبشكل قاطع أن ذلك يأتي في مصلحة الفروسية السعودية لسباقات السرعة بشكل عام وعلى وجه الخصوص لصناعتنا المحلية وتحديداً خيول الإنتاج على مدى المستقبل البعيد! وخصوصاً في جزئية اختيار أسمائها بالعربية حيث سيبقى في قبضة اختياراتنا وأنا على يقين وإدراك كامل بأن المشاهد والمتابع المتلقي العادي سينحاز وبدون مقدمات للجياد المسماه سعودياً دون النظر لانتماءتها وشعارتها عند تحقيقها الانتصارات ولاسيما البطولات الكبرى بالمضامير السعودية فهي ربما تكون الراسخة في الأذهان وما سواها فالزمن كفيل بتقبلها مع فائق احتراماتي لثقافة وتثقيف الجيل نحو آفاق أوسع وأرحب باتجاه علومه تلك الأسماء ودون أن تكون مترجمة. (رأيكم دامت أسماؤنا تحت دبرتنا ودبرتكم ودام عزنا ودام عزكم. مسارات.. مسارات يقول المثل الصيني: لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك؟ وأمام الخطوة الجريئة والاحترافية التي تصدى لها الأمير سلطان بن محمد بخصوص تحويل وجهة التحاليل المخبرية السباقية إلى دولة أكثر دقة وتخصصاً وحرفة، تذكرت مقولة نابليون الشهيرة (قلب الزعيم يجب أن يكون في رأسه). سأل الممكن المستحيل أين تقيم؟ فأجاب المستحيل المغلوب على أمره: في أحلام العاجز؟ ولأن أطروحات الميدان السابقة كانت تدور في فلك لا مستحيل مع الممكن وهي تعزف على وتر الخلل بأنغامها العليلة لتجد الصدى لدى رجال الحل والربط ولمصلحة رياضة بلادي الغالية وفي سويداء القلب. المسار الأخير: لولاي ما قدر حقوق الرجاجيل ما صرت في عيون الرجاجيل حاجة