جعل العرب ألوان الخيل الرئيسية عشرة، هي: الدُّهمة، والخُضْرَة، والمصدأة، والكُمتة، والورْدة، والشُّقرة، والصُّفرة، والصِّنابية، والشُّهبة، والبَلق، وكل لون من هذه العشرة يتفرع بدوره إلى درجات متفاوتة من اللون الرئيسي. وسنتطرق للون الأدهم: الدُّهْمة هي السواد الخالص، والحصان الأدهم هو الحصان الأسود الخالص، وهو أول عدد الخيل في الألوان، وقد زعم كثير أن اللون الأحمر في الوصف قبل الأدهم إلا أن العكس هو الصحيح، والفرس الأدهم الخالص هو الذي تشتد خضرته حتى يَصْفى سواده، ويذهب ما يخالط الخضرة من الغبرة. ويُعد الأدهم الخالص أشد الخيل الدُّهم سوادا، وأصفاها شَعْرًا ولونًا. وتسمى الأنثى دهماء، والجمع: دهم ودهمان، ويندر وجود مثل هذا اللون في هذه الأيام، وهو مستحب. ومن مراتب الدهمة: الجَوْن، وهو أقل سوادًا من الأدهم الخالص، ثمّ الأحم: وهو أقل سوادًا من الجَوْن، ويقال فيه: أدهم أحم، وأدهم أحمر. ويعقب ذلك الأكهب: وهو أقل سوادًا من الجون، وتحمر منخراه، فيسمى: الأدهم الأحوى. أمَّا الأصبح فمثل الأحوى، منخراه أميل إلى الكمتة. والغيهبي: هو الأدهم الحالك السواد. والدَّجُوجي: الأدهم الصَّافي اللون. قالت العرب:«دُهمُ الخيل ملوكها». وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ الْخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ الأَرْثَمُ، مُحَجَّلُ الثَّلاَثِ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِه الشِّيَةِ»[ رواه أحمد]. وعن مكحول أن رسول الله أجرى الخيل يوما فجاء فرس له أدهم سابقها وأشرف على الناس فقالوا: «الأدهم الأدهم». ومرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انتشر ذنبه وكان معقودًا، فجثى رسول الله وقال: «إنه هو البحر». وقد وصف عنترة بن شداد، فارس العرب، فرسه الأدهم أثناء النزال فقال: يَدْعون عنتَرَ والرِّماحُ كأنها أشطانُ بئرٍ في لَبَان الأدهمِ