هل أصبح العمل الرياضي بيئة طاردة للكفاءات؟ وهل عجزت الأندية الرياضية عن استيعاب واستثمار من يقودها للأفضل؟ الإجابة لدى القارئ والمتابع الحصيف!! ولكن المؤكد ان العمل الرياضي بيئة يستوي فيها الذين يعملون والذين لا يعملون (في أغلب الأحيان)، وهذا أحد أهم معوقات تطور العمل الإداري في الرياضة السعودية. وبالأمس خسر العمل الرياضي واحداً من أفضل الكفاءات الإدارية فكراً وعملاً وخلقاً وهو الأستاذ تركي الخليوي الذي ترك منصبه كنائب رئيس لنادي الشباب وأمين عام الاتحادين السعودي والعربي لكرة اليد وهي بكل تأكيد خسارة إدارية كبيرة لهذه الجهات الثلاث، ولست هنا لاستعراض ما قدمه لأن هذه الجهات التي عمل لها أولى بالحديث عنه وتكريمه. وأستطيع أن أفهم خروج مؤهل من أي نادٍ أو أي اتحاد لعبة أو لجنة، ولكن لا أستطيع فهم خروج الشريان الرئيس لعمل الإدارة الشبابية لمعرفتي التامة باحترافية العمل بنادي الشباب، بقيادة الأستاذ خالد البلطان الساعي دائماً نحو التطور وتحقيق الإنجازات، ولمعرفتي بالعمل التكاملي بين الرجلين، حيث قدم البلطان كل الدعم والصلاحيات لنائبه الخليوي لكي يقوم بعمله دون أي معوقات، إضافة إلى لمعرفتي بحرص البلطان على احترافية العمل لما فيه مصلحة النادي ومصلحة الرياضة السعودية، كما أنني لا أستطيع أن أفهم تنازل الإدارة الشبابية أو لنقل (تفريطها) في كفاءة إدارية أثبتت نفسها وفرضت احترامها في الوسط الرياضي، فالخليوي لم يخسر حين اختار العرض الأفضل بالنسبة له لينتقل لقيادة قناة (لاين سبورت) التي اختارته بذكاء عطفاً على ما قدمه في المجال الرياضي إدارياً وإعلامياً، ولا ألوم القناة في اختيار الشخص المناسب ولن ألوم الخليوي في قبول العرض الأفضل, ولكني أعتب على الشبابيين عتب المحب بداية برئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف، لأنه كان بالإمكان تقديم عرض أفضل للخليوي ليستمر نائباً للرئيس، الأندية تدفع عشرات الملايين لكي يستمر لاعب الكرة مع الفريق وتقدم له أفضل العروض لكي لا ينتقل إلى فريق آخر، واعتبر البلطان أفضل رئيس نادٍ سعودي في المحافظة على نجوم الفريق وأكثر من صرف الملايين لتجديد عقود أكبر عدد من اللاعبين، وآخرهم أحمد وعبده عطيف، فكيف تعجز الإدارة الشبابية عن تقديم عرض أفضل من عرض القناة الوليدة التي خطفت كفاءة شبابية؟ وهل تقل أهمية إداري بهذا المستوى عن أهمية اللاعب؟ ونقول يا تركي شكراً لما قدمته في نادي الشباب وفي اتحاد اليد، وشكراً لظهورك الإعلامي الراقي ولفكرك الواعي الذي سينعكس على عمل القناة الجديدة، ونحترم قرارك في اختيار العرض الأفضل، فلقد كسبك الإعلام وخسرك العمل الرياضي. خاتمة الذين يعرفون المهام الكبيرة والعمل المتقن الذي كان يقوم به تركي الخليوي، سيترددون كثيراً في قبول منصبه سواء في نادي الشباب أو في الاتحادين السعودي والعربي لكرة اليد، ولكنني أعتقد أن الكفاءات الشبابية القادرة على شغل مكانه في النادي هم مسؤول الاحتراف الكابتن خالد الزيد أو الكابتن عبدالرحمن الرومي، أو عضو مجلس الإدارة الفعال والخلوق مسؤول الاستثمار الأستاذ فهد الشعلان. ويبقى على الشبابيين تكريم الخليوي بطريقة تليق بالنادي النموذجي.