استضافت جامعة الملك سعود الشاعر الأستاذ محمد عابس، بمشاركة الشاعر طارق شوقي، في أصبوحة شعرية على مسرح كلية اللغات والترجمة، بحضور عميد الكلية الدكتور فايز الشهري وعدد من أعضاء هيئة التدريس وجمهور غفير من الطلاب. وقد بدأ الأصبوحة الدكتور محمد صالح حسين مدير الأنشطة بالكلية بكلمة رحّب فيها بفارسيها، وعبر عن سعادته باستضافة أحد الشعراء السعوديين البارزين الأستاذ محمد عابس والشاعر المصري طارق شوقي، ثم بدأ الشاعر محمد عابس بسرد بعض ذكرياته مع الجامعة، وأبدى عتبه عليها بعدم التواصل مع خريجيها في النشاطات والمناسبات الثقافية كما يحدث في جامعات العالم، ثم ألقى قصيدة الجمر ومفارش الروح من ديوانه الأول، ومنها: على الجمرتين الحياة تسير فواحدة للألى لم يحبوا وثانية للذين أحبوا وأعرف أني أموت وأحيا بكل ولي في الممات اشتهاء لذيذ ودوحة عز إذا ما استباح الذي لا أريد مفارش روحي وألجم خيلي ومن لي سواهم لأحيا معه!؟ ثم ألقى طارق شوقي قصيدة غزلية بعنوان « طال بي الهجر»، ومنها: أين الوصالُ فأنتِ سِرُّ سعادتي إنَّ السِّعادةَ في الهوى رؤياكِ يا مهجتي كم كنتُ أشكو غربتي ما عادَ لي وطنٌ سوى دنياكِ ثم ألقى الشاعر محمد عابس قصيدة (صاحبي)، ومنها: صاحِبي: مِنْ أجْل ِأَنْ أنامَ في هُدُوءْ، أوَزِّعُ الهُموم وأنْفُثُ الأنهارَ في الغُيُومْ أواعِدُ النُّجومْ وتَعزِفُ الأشجارُ للعُمومْ أبَدِّلُ الثِّيَابَ والعذابْ وأرسُم ُالخُدود.. من حُمْرةِ الغُروب وأنحَنِي لِبَسمةٍ تُعَانِقُ الشَّباب لعَلَّ في ابتِسامِها يُدنْدِنُ الوُجود.. فتَفْقسُ القُلوب وتَهطُلُ الوُسُوم ورعْدُها كَمْ صاحَ بي: صاحِبي.. يا صاحِبي!!! ثم ألقى طارق شوقي قصيدة غزلية أخرى بعنوان «متى نعود»، ومنها: على الدَّربِ يصحوُ الحنينُ القديمُ ولكنَّ دفْءَ الحنايا غُبارْ وعادَ الحمامُ الجريحُ ليحكى عنِ الحبِّ كيف الوداعُ انشطار ثم ألقى الشاعر محمد عابس قصيدة (حالات عاشق)، ومنها: أنا يا حبيبي نَشيدُ المَدى وروحٌ بأيَّامِها مُسرفَةْ يُسامِرُها الَّلحنُ في غَيِّهِ ولو أنَّ أوتارَها مُكلفَةْ شِفاهُ الوُرودِ التَقتْ عِندَها كوهمٍ فلا قُبلةٌ لا شَفَهْ ونبعُ الرُّؤَى في المَلا غَائِرٌ أَمنْ شِدَّةِ الفَهمِ أمْ مِنْ سفَهْ؟! ثم ألقى قصيدة أخرى بناء على طلب الحضور وهي قصيدة (رسالة لم تقرأها)، ومنها: إيهِ يا نفسُ اطمَئِنِّي طَالَما الأغصانُ في الدُّنيا رطِيبَهْ وانثُري ُطهرَ الحَنايا في خُيوطِ الشَّمسِ تَكسُوها عُذوبَةَْ واسمَحي لو بعضَ يومٍ للرَّبيعِ الغَضِّ يَستسْقِي طُيُوبَهْ أنتِ لوَّعتِ الصَّبايا إذ رأينَ المُشْتَهى كمْ جَرَّ ثَوبَهْ أنتِ دلَّعتِ الحَكَايا بعدما كانتْ على الرَّاوي عَصِيبَةْ ثم ألقى طارق شوقي قصيدة « قمر الفردوس» كتبت في الرسول الكريم، منها: تمشي على الأرضِ قرآناً يهدْهدنا يا رَحمةً من سََنَا الجبَّارِ تلقانا كِتَابةُ اسمِكَ فَوْقَ العرشِ منزلةٌ فَمَن يداني أَبَا الزَّهراءِ سلطانا في سِدْرَةِ المنتهى جبريلُ في رَهَبٍ لم يستطعْ قُدُماً إلاكَ مزدانا ثم اختتم الشاعر محمد عابس مشاركته بقصيدتين، الأولى (قراءة في ملفات القدس)، والثانية (لم ينم قلبي)، ومن الأولى: مرجُ زيتونٍ يُناغِي حَقلَ تُوتْ وَأَزاهيرُ شبابٍ في الصَّباحاتِ تَمُوتْ سنبلاتٌ عاشقة, لا تَهابُ الصَّاعِقة, مِن هُنا يا قَلبُ قَبري مِن هُنا تخليصُ أَمري والمُنى لحنٌ لذيذُ الوقع لكن في خُفُوتْ. وفي ختام الأصبوحة أبدى الدكتور محمد صالح حسين شكره وامتنانه للشاعرين على قبول دعوة الكلية، ثم قدم عميد الكلية شهادتي شكر وتقدير للشاعرين، وشكرهما على المساهمة في أنشطة الكلية، وتمنى استمرار التواصل معها. وختم الشاعر الأستاذ محمد عابس مشاركته بشكر الحضور، ووجّه الدعوة للطلاب والطالبات للاهتمام باللغات والترجمة؛ حتى يتمكن المتميزون منهم من ترجمة الإبداع السعودي إلى مختلف اللغات التي يدرسونها في الكلية.