يبدو ان الحرب الإلكترونية بين الدول اصبحت سمة عصرنا الحاضر فبمجرد ان يكون هناك نزاع سياسي او ديني بين تلك الدول تظهر على سطح الانترنت تلك الحرب التخيلية والتي تتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة. وهذا النوع من الحروب ليس جديداً على الساحة العالمية ومن آخرها الحرب الإلكترونية القائمة الآن بين العرب والمسلمين من ناحية والكيان الصهيوني من ناحية اخرى وسبقتها تلك الحرب التي تشنها بعض الجماعات الباكستانية على المواقع الهندية وتلك معروفة للمطلعين على هذه الامور منذ قرابة العامين. ولقد اعلنت السلطات الهندية مؤخراً انها قامت بتتبع الكثير من حالات القرصنة التي تعرضت لها مواقعها وتوصلت الى ان مصدرها باكستان اذ ان موفري خدمة الإنترنت لاصحاب تلك الهجمات هي شركات انترنت باكستانية مما يؤكد كما تقول السلطات الهندية ان اصحاب تلك الاعمال هم مستخدمون باكستانيون. وطبقاً للمصادر الهندية الرسمية فان القراصنة الباكستانيين تمكنوا من اسقاط واختراق 635 موقعا هنديا على الاقل في العام الماضي فقط وتقول الهند انه بدون المساعدة من السلطات الباكستانية فان المخترقين لن تتم معاقبتهم وتقديمهم للمحاكمة على تلك الاعمال وتعتبر جماعة G-Force الباكستانية من اشهرها في هذا النطاق وتضع دائماً شعار كشمير حرة على المواقع التي تخترقها. الجدير بالذكر ان هذه الجماعة تشارك حالياً في الحرب الإسلامية الموجهة نحو المواقع الإسرائيلية ونجحت الجماعة في اختراق العديد من المواقع اليهودية واسقاطها بتغيير الصفحة الرئيسة للموقع المخترق ووضع اخرى خاصة بالجماعة تحمل شعار فلسطين حرة مع وضع صور للمجازر التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني ولمزيد من المعلومات عن جهود هذه الجماعة يمكنك الذهاب الى العنوان التالي: www.attrition. org/mirror/attrition/2000/11/3 ومن المعروف ان القرصنة على شبكة الإنترنت ليست جرما عالميا فالكثير من الدول لم تضع وتسن قوانين ضد هذه الاعمال ولاتقوم بملاحقة القراصنة وتتبعهم مما يعتبر مشكلة حقيقية في نظر ارباب المال والاعمال على شبكة الانترنت. ولقد اقرت الهند مؤخراً قانوناً يعاقب اصحاب اعمال القرصنة ومجملاً جميع الاعمال غير الشرعية على شبكة الانترنت ويدعم هذا القانون الرئيس الامريكي بيل كلينتون وكبرى الشركات وعدد كبير من اعضاء الكونجرس الامريكي وبعض الدول الاوروبية.